تعليق: وزارة الدفاع الأمريكية ونظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي ترسي أسس الثقة والتعاون

يغادر وزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيغل” إلى لمملكة العربية السعودية ليفي بوعده في حوار المنامة بوجود تعاون بين وزارات الدفاع في دول مجلس التعاون والولايات المتحدة في خلال العام، ومن المهم أن نلاحظ المغزى من وراء محاولات الإدارة الأمريكية تشجيع التعاون بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في مجال الدفاع.

والغرض من هذه المساعي هو تشجيع التنسيق فيما بين دول مجلس التعاون الخليجي وهو ركيزة من ركائز السياسة الخارجية المتطورة من الإدارة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، ويعتبر عامل أساسي وخاصة مع انتقال الإدارة إلى المرحلة النهائية في المفاوضات مع إيران هذا الصيف.

وتؤكد رحلة الرئيس أوباما الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية وتوقيعه قرارًا تنفيذيًا يسمح بالمبيعات العسكرية الخارجية للولايات المتحدة لدول مجلس التعاون الخليجي كمؤسسة — بدلًا من التعامل الثنائي مع كل بلد — محاولات الإدارة الأمريكية من أجل طمأنة حلفائها في الخليج في مواجهة المحادثات مع إيران. ومع ذلك، تؤكد هذه الخطوات مع رحلة “هيغل” القادمة أيضًا إلى الإيرانيين أن الولايات المتحدة جادة في العمل مع حلفائها للدفاع ضد نزعات الهيمنة الإيرانية في المنطقة على الرغم من توجه الولايات المتحدة إلى آسيا باعتبارها المحور الجديد.

ووفقًا لاحد كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، فإن هذا هو أحد “العصي في سياسة الجزرة والعصا” في المفاوضات مع إيران.

ينضم “هيغل” إلى الرئيس وأعضاء فريق سياسته الخارجية من أجل التركيز على تعزيز السياسات والتنسيق العسكري على المستوى الثنائي مع دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الأطراف الرئيسية المتعددة في الائتلافات لتخفيف المخاوف الامنية المشتركة وتحسين التشغيل البيني والتكامل بين الدول. وتدعم الإدارة وجهة النظر التي تقول بأن التعاون متعدد الأطراف هو مضاعفة للقوة للتعامل مع المصالح الأمنية المشتركة في الخليج.

ونحو اتخاذ خطوات لبناء الثقة أعمق بين ومع دول مجلس التعاون الخليجي، فإن المسؤولين في وزارة الدفاع والأمن في الولايات المتحدة يعترفون، باستمرار، بأن دول مجلس التعاون الخليجي في وضع فريد للقيام بدور أكبر في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وتستعد دول مجلس التعاون الخليجي لتكون، ليس فقط، مستهلكة للأمن، ولكن توفر الأمن، على نحو متزايد، أيضًا.

وعلى رأس جدول أعمال الإدارة المُعلن هذا الأسبوع في قمة جدة هو مناقشة التنسيق الوثيق بشأن الدفاع الجوي الإقليمي ضد الصواريخ. والبعض من دول مجلس التعاون الخليجي يتشككون في ذلك. ولكن الدول الرئيسية في مرحلة أكثر تقدمًا بكثير من مرحلة الاقتناء وتكامل الأنظمة، لذلك هم لا يريدون التراجع أو تعطيل تشغيل ونشر هذه الأنظمة المتطورة.

وسوف يكون “هيغل” بحاجة الى العمل الجاد لتهدئة هذه المخاوف وطمأنة مختلف الشركاء أن الهدف من التنسيق الشامل متعدد الأطراف لن يعرقل أو يقيد البرامج الثنائية التي تسير بشكل جيد بالفعل.

وللتأكد من ذلك، تُظهر الولايات المتحدة مزيدًا من التنسيق في مجال الدفاع والأمن مع وبين دول مجلس التعاون الخليجي وهو امر هام لتوفير مزيد من التعزيز والدعم فيما يتعلق بالأماكن الخطيرة والتي يوجد بها الكثير من المشكلات وغيرها من المناطق الإقليمية البعيدة عن الخليج العربي مثل سوريا وليبيا ومصر.

تواصل الولايات المتحدة العمل بشكل وثيق مع شركائنا في الخليج والشركاء الدوليين لتنسيق الاستراتيجية والعمليات لتوفير الدعم الإنساني، والرعاية الصحية، والدعم الاقتصادي إلى مليون نازح سوري. ويتم تقييم التعاون بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والتنسيق والشراكة من كلا الجانبين على أنه وسيلة لوقف تدفق المقاتلين الأجانب من المنطقة وتخفيف التهديدات الإرهابية الإقليمية التي تشكلها سوريا التي تعاني من عدم الاستقرار.

وتعمل الإدارة الأمريكية بنشاط مع دول الخليج والشركاء الدوليين من أجل فحص العديد من فروع المعارضة السورية بشكل صحيح من أجل تحديد العون والمساعدة إلى الجماعات المتمردة المعتدلة. كما ان التعاون الوزاري الناجح بين وزارة الدفاع الأمريكية ونظيرتها في دول مجلس التعاون الخليجي سوف يساعد في بناء الثقة والطمأنينة مع شركائنا في الخليج حيث أننا نسعى جاهدين نحو التنسيق الوثيق بشأن كيفية التعامل مع سوريا في المستقبل، ونأمل أن يشمل هذا التنسيق تحديد ما يجب ولا يجب تحويله من الأسلحة إلى المتمردين من قِبل حلفائنا في الخليج.

ويتشارك الشركاء من دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة في الرأي القائل بأن الاستقرار الاقتصادي والسياسي في مصر هو الهدف الأسمى من أجل السعي لتحقيق الاستقرار الإقليمي في العالم العربي على نطاق أوسع. نحن متفقون على أن أي كان الشخص الذي سيتم انتخابه في وقت لاحق من هذا الشهر لقيادة مصر سيكون له فرصة لإجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية حقيقية ومنظمة التي يقدرها ويقبلها أغلبية الشعب. وسوف يساعد المؤتمر الوزاري الناجح بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي هذا الاسبوع في المملكة العربية السعودية على بناء الثقة، ونحن نعمل بشكل وثيق لمواءمة مختلف جهودنا الإصلاحية والاقتصادية والسياسية مع مصر بعد إجراء الانتخابات هناك في الفترة من 26-27 مايو.

العديد من الذين ينتقدون الجهود الذي يقوم بها “هيغل” لعقد هذا الاجتماع الهام يغفلون عن أهمية وجود زعماء في غرفة واحدة معًا في هذا الجزء من العالم. ويسمح هذا الاجتماع الوزاري الدفاعي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، لجميع الأطراف المعنية للتقييم والنظر بعناية في نوايا إدارة يتم انتقادها بشكل روتيني لعدم قيامها بأشياء كافية.

ويجب على كل هؤلاء النقاد أن يروا جانب إيجابي واحد في رحلة “هيغل” وفي هذه القمة الوزارية للدفاع مع قادة الخليج وأنها بمثابة فرصة للإدارة من أجل أن نسمع مباشرة من شركائنا الرئيسيين وحلفائنا في المنطقة، لا سيما وأن هذه القمة تحاول المضي باتجاه إنهاء المفاوضات مع إيران.

“داني سبرايت”، رئيس مجلس الأعمال بين الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة، ومستشار في مجموعة “كوهين” في واشنطن.

Read in English

...قد ترغب أيضا