المركبات المدرّعة تخطف الأنظار في معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة “سوفكس”

زيادة حجم المعرض: الزوار يتجولون في المعرض التجاري لمعرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة (سوفكس) في 6 مايو. شارك في هذا المعرض أكثر من 360 عارِض من 35 دولة. (إيه إف بي/ صورة من جيتي إيميدجز/ خليل مزرعاوي) 

عمان، الأردن ― على الرغم من الإغلاق المبكر الذي شهده معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة في الشرق الأوسط بسبب الفيضانات، والمنظمين والرعاة والمشاركين، إلا أننا نراه معرضًا تجاريًا موسعًا ضم جميع الجوانب في عالم العمليات الخاصة.

شهد حجم معرض العمليات الخاصة في الشرق الأوسط هذا العام، مع وجود أكثر من 360 شركة عارِضة من 35 دولة — زيادة بنسبة 10% منذ عام 2012.

وشهدت هذه النسخة من المعرض توقيع عقدين كبيرين من جانب القوات المسلحة الأردنية وتسليم الطائرات المتقدمة إلى الأردن من شركة ATK.

وشهد المعرض أيضًا التركيز بشكل خاص على المركبات المدرّعة الخفيفة؛ حيث قدمت شركة “Oshkosh” مركبات الحماية المقاومة لألغام الكمائن (MRAP) الجديدة، والمركبات الصالحة لجميع الطرق (M-ATV) في المعرض.

وقامت شركة الدفاع الصربي “Yugoimport” بعرض نظام مدفعية Nora ذاتي الحركة عيار 155 مم، إلى جانب منتجات رئيسية أخرى. وتم تحديث نظام مدفعية Nora-B52 K-1 عيار 52 مم الذي يمكن تثبيته على المركبات من المدفع الأساسي Nora-B52 KE، ويتميز بأنه نظام سريع وأكثر دقة. ووفقًا للمتحدث باسم الشركة، فإن الشركة تتطلع إلى توسيع السوق الخاص بها في المنطقة وفي منطقة الشرق الأقصى.

وقد تلقت شركة Oshkosh العديد من الاستفسارات والاهتمام المتزايد من مختلف الحكومات بشأن مركبات M-ATV المتطورة والتي أثبتت قدرتها القتالية، وذلك وفقًا لما ذكره “سيرج بوكاجيان”، نائب الرئيس الأول والمدير العام للاستثمارات الدولية.

وقال “بوكاجيان”: “كان هناك اهتمام كبير بهذه المركبات أثناء المعرض وقال المشاركون أن شركة Oshkosh تقوم بتوفير المتطلبات المختلفة للمهمات واحتياجات القوات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وفي جميع أنحاء العالم.”

وتشتمل سلسة مركبات M-ATV العالمية على نموذجين للمهمات المتعددة — مركبة M-ATV القياسية ومركبة M-ATV الممتدة — ولكل منهما أشكال متعددة. وتم تصميم مركبات M-ATV القياسية لتوفير قدرات الدعم والاستجابة لمجموعة من المهمات الدفاعية والهجومية على الطرق الصعبة. وتقدم مركبات M-ATV الممتدة القوات الإضافية والمعدات لدعم مجموعة كبيرة من المهمات، مثل دعم قوات المشاة المحمولة، ودعم الذخائر المتفجرة ووحدات القيادة والتحكم.

وقال “جون يوريس”، رئيس شركة Oshkosh للدفاع، أن: “مركبات M-ATV التي تنتجها الشركة هي المركبات الوحيدة التي تم اختبارها في الحروب وتتميز بالحركية العالية مثل مركبات الحماية المقاومة لألغام الكمائن (MRAP) وهي الخيار الأول للقيام بمجموعة كاملة من المهمات. وتتوسع المعدات الجديدة لمركبة M-ATV على هذه المنصة لتقديم مجموعة متنوعة من المهمات والوظائف المتخصصة، ومستويات التهديد وأهداف التكلفة، حتى تحصل القوات على مركبة مناسبة لتلبية احتياجاتهم.

كما تمتلك شركة Oshkosh المركبات القتالية التكتيكية الخفيفة الصالحة لكل الطرق (L-ATV) وهي جاهزة للعرض. ووفقًا للشركة، تم تصميم مركبات L-ATV لتقديم مستوى جديد من الحماية أثناء التنقل لتحل محل أسطول المركبات القديمة التي تفتقر إلى الحماية ضد العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية.

وتستخدم مركبات L-ATV نظام التعليق المستقل TAK-4i لتمكين 25% من عجلات المركبات المطورة و70% من السرعة المطورة للمركبات في الأراضي ذات الطرق الصعبة مقارنة بأفضل أداء اليوم لمركبات MRAP في الطرق الصعبة.

كما قدمت شركة Nexter Systems من فرنسا مركبات مُقاتلة مُدرّعة ذات عجلات بالإضافة إلى نظام المدفعية ذاتي الحركة “CAESAR” عيار 155/52 مم، في المعرض.

في المعرض، وقعت الأردن على خطاب عرض وموافقة عليه لأن تصبح أول عميل دولي لنظام الأسلحة المتقدمة الفتاكة عالية الدقة (APKWS) من شركة “BAE Systems” والصواريخ الموجهة بالليزر. ويستخدم الصاروخ الموجه الذي يبلغ حجمه 2.75 بوصة تكنولوجيا التوجيه بالليزر شبه النشط لضرب الأهداف السهلة والمدرعات الخفيفة في مناطق محدودة. وقامت القوات الأردنية بتثبيت هذا النظام على طائرات النقل C-235 التي تم تسلمها منذ فترة قصيرة.

وقام مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير بالتعاقد مع شركة ATK من أجل تعديل طائرتين نقل من طراز C-235 إلى طائرات قادرة وفعّالة من حيث التكلفة.

وقامت شركة ATK بالتعاون مع مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير بإجراء عملية تكامل النظام والتعديلات على الطائرات، الأمر الذي أدى إلى تحويل طائرة الشحن C-235 إلى طائرة حربية مُسلحة متعددة المهام.

وبالإضافة إلى هذه الصفقة، وقع المركز عقد شراكة صناعية مع مجموعة Paramount من جنوب أفريقيا.

وقد وُصِفت الشراكة الصناعية الجديدة بين جنوب أفريقيا والأردن بأنها “تغيير في قواعد اللعبة” بالنسبة لصناعة الدفاع في منطقة الشرق الأوسط من قِبل القائمين عليها.

ووفقًا لما ذكره “إيفور إشكويتز”، رئيس مجموعة Paramount، فإن هذه الشراكة أسفرت عن بداية شركة العربية للصناعات الدفاعية (ADI) وسوف نشهد تعديل إنتاج تقنيات دفاعية من جنوب أفريقيا في الأردن لتتناسب مع احتياجات القوات المسلحة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ووفقًا لـ “شادي رمزي المجالي”، رئيس مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير، فإن العربية للصناعات الدفاعية سوف تكون قادرة على توفير حلول لتلبية متطلبات العملاء.

وقال “المجالي”: “إن المنطقة تتحرك بعيدًا عن كونها مستهلِكة لتقنيات الدفاع والطيران إلى مرحلة تصنيع المنتجات الخاصة والتقنيات الخاصة بها. وقد حظيت الصناعات الخاصة بنا هنا بتعاون ودعم كبير والذي من شأنه ان يعمل كمحفز للابتكار والتصنيع.”

وأوضح ” إشكويتز”: “لقد تم دعمنا بالفعل من قِبل العديد من الحكومات في الشرق الأوسط، الأمر الذي يجعل إنشاء شركة العربية للصناعات الدفاعية واحدة من أكثر التطورات إثارة في صناعة الدفاع اليوم.”

وستقوم الشركة بتقديم مجموعة كبيرة من التقنيات الدفاعية منها مركبة المشاة القتالية Mbombe 6×6 من مجموعة Paramount، وحلول الطيران، وتحديث وتطوير قدرات الطائرة المقاتلة Hawk، والطائرات الروسية طراز Mi-17 وMi-24 وطائرات Super Puma. وتشمل المنتجات الأردنية المطورة على مركبة من طراز Stallion II، ومركبة Dawsar 8×8 متعددة الأغراض، ومدفع ذاتي الدفع عيار 105 مم، محطة سلاح يتم التحكم بها عن بُعد، ومنصة الإمالة للمراقبة.

وقال ” إشكويتز” أن: ” الشرق الأوسط اليوم هو على الأرجح أكبر مشترِ لتكنولوجيا الدفاع في العالم، وفي ظل تغير المشهد العالمي في الجغرافيا السياسية فإنه من المرجح أن تظل أكبر مشترِ في العالم.”

“في الماضي كانت كل المبيعات في الشرق الأوسط مجرد شراء وبيع، وكان هناك القليل جدًا من عمليات نقل التكنولوجيا والتصنيع، وكانت فلسفتي أن الجيل القادم من الصفقات الدفاعية ستكون حول بناء الشراكات في نقل التكنولوجيا والتصنيع ونقل التكنولوجيا المشترك.”

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com.