تطوير السفن الحربية القديمة من أجل المعارك الحديثة

الدوحة، قطر — تعتبر السفينة الحربية للصواريخ الموجهة من فئة “Oliver Hazard Perry” واحدة من أضخم السفن الحربية التي تم بناؤها منذ الحرب العالمية الثانية. وكانت السفن الحربية الأولى قد دخلت الخدمة في فترة الثمانينات، ولكن الكثير من هذه السفن لا تزال في الخدمة في بلدان أخرى، وجميع هذه الدول مهتمة بشكل كبير من أجل الإبقاء على فعّالية هذه السفن القديمة قدر الإمكان.

ومع آخر مجموعة من هذه السفن والتي من المقرر أن تغادر الخدمة في الولايات المتحدة بحلول عام 2015، سوف تصبح السفن الحربية من طراز “Perry”، والتي تُعرف أيضًا باسم ” FFG”، متوفرة للنقل إلى الخارج وبالتالي، فهي بحاجة إلى التطوير.

وتأتي عملية تحديث سفن “FFG” في مقدمة الجهود التي تبذلها شركة “Havelsan”. وتقوم الشركة التركية للإلكترونيات وتطوير الأنظمة بتطوير الثماني سفن التركية التي تُعرف باسم “FFG”، والتي كانت في خدمة البحرية الأمريكية سابقًا، وتسعى لتقديم خبراتها في مجال الأنظمة القتالية إلى الدول الأخرى التي تستخدم سفنًا مماثلة.

وقال “سردار مولدور” نائب رئيس الشركة للقيادة والتحكم والأنظمة القتالية، أن شركة ” Havelsan” حصلت على اتفاق مبدئي من أجل تطوير سفينة من طراز ” FFG” لدولة البحرين، وتنتظر التمويل.

وأضاف “مولدور”، أن شركة ” Havelsan” قامت بفحص السفينة الحربية الباكستانية ” Alamgir”، وهي السفينة الوحيدة من طراز FFG في باكستان، وهناك اتفاق مُحتمل بين الشركة وباكستان من أجل تطوير السفن ونقل المزيد من السفن الحربية.

وذكر “مولدور”، في 27 مارس أثناء معرض ومؤتمر الدوحة للدفاع البحري (DIMDEX) في قطر، أن الشركة قد عقدت محادثات أيضًا مع مستخدمي السفن من طراز FFG في بولندا وتايلاند.

ويتم تسويق برنامج تطوير السفن الحربية لشركة ” Havelsan”من طراز FFG باعتباره برنامج إدارة الأنظمة القتالية المعروف باسم ” Genesis.” وتشتمل عملية التطوير على أجهزة استشعار وأسلحة أيضًا، وجمعيها تم دمجها داخل نظام قيادة مركزية.

وقال “مولدور”: “نحن لا نقوم بدمج أجهزة الاستشعار الموجودة فقط، ولكن نقوم باستبدال الأنظمة القديمة أيضًا، مثل رادارات البحث الجوي SPS-49 التي أتت مع السفن الأمريكية السابقة.” ويحل رادار “Smart-S” ثلاثي الأبعاد من شركة “Thales” محل رادارات SPS-49 القديمة على السفن التركية.

وتم تطوير الثماني سفن الحربية التركية في عام 2012 من خلال أنظمة ” Genesis”، ولكن لم يتم الانتهاء من عملية استبدال رادارات البحث الجوية.

يمكن لنظام ” Genesis” أن يتعامل مع أكثر من عملية تطوير، بما في ذلك تثبيت منظومة الأسلحة المضادة للصواريخ ” Phalanx Block 1″؛ ودمج نظام صواريخ الهيكل الدوار المضادة للطائرات (RAM) وأنظمة صواريخ دفاع جوي (SeaRAM)؛ ومبادرة ” Swarmbuster”، والتي تقدم منظومة الأسلحة المحكمة ونظام ” Genesis” للمعلومات إلى مدفعية السفن من طراز 76 مم، وتطوير جهاز السونار داخل السفن، بالإضافة إلى قدرة إطلاق توربيدات بشكل أوتوماتيكي.

وقال “مولدور” أنه يمكن تثبيت أو دمج أنظمة أخرى مع منظومة ” Genesis”، بما في ذلك الصواريخ المتطورة التي تُعرف باسم ” Evolved Sea Sparrow”، ومدافع عيار 40 مم بالإضافة إلى مدافع جديدة عيار 76 مم.

“سفينة أفضل”

أظهر القائد السابق لأسطول السفن الأمريكية (USS Reid)، “إحسان أسيلر” في مركز معلومات القتال (CIC) أو غرفة العمليات داخل السفينة الحربية التركية ” Gelibolu”، التحديثات في منظومة ” Genesis” للزوار المتواجدين على متن السفينة أثناء معرض ومؤتمر الدوحة للدفاع البحري DIMDEX في 27 مارس. وعلى سبيل المقارنة، كانت هناك صورة كبيرة لمنظومة Genesis الخاص بمركز معلومات القتال أو غرفة العمليات الموجودة داخل السفينة من خلال شاشة عرض كبيرة.

وقال “أسيلر”، مشيرًا بيده داخل غرفة العمليات في السفينة أن “كل هذه الأجهزة والمعدات جديدة.  وتم استبدال أجهزة التحكم القديمة بشاشات عرض جديدة، مزودة بمحطات عمل متعددة.”

وتم استبدال شاشات العرض أحادية اللون القديمة بشاشات عرض رقمية عالية الجودة. كما تم استبدال أجهزة الحاسوب القديمة من طراز UYK-7، والتي كان لديها القدرة على تعقب 64 هدف، بمعالجات نموذجية حديثة جاهزة للتشغيل قادرة على تعقب آلاف الأهداف.

وأضاف “أسيلر”، وهو مسؤول قسم الحرب الإلكترونية في السفينة “Gelibolu”، أن “نظام Genesis هو نظام سهل الاستخدام.” وقال أيضًا أن هذا النظام يتوافق بسهولة مع الأسلحة، وأجهزة الاستشعار وأنظمة الحرب الإلكترونية الأخرى.

واتفق مع هذا الكلام الرائد البحري “محمد سومر”، وهو ضابط في هيئة أركان الحرب الرئيسية للسفينة.

وقال “سومر” أن: “بناء نموذج تشغيل مشترك مع النظام القديم قد يكون مربكًا إلى حد ما.”

“بسبب نظام Genesis، أصبحت هذه السفينة أفضل بكثير.”■

البريد الإلكتروني: ccavas@defensenews.com.