شركات البحرية الإماراتية تبحث عن مبيعات إقليمية

القادم أكثر: دخلت السفينة الحربية Abu Dhabi المصنوعة في إيطاليا إلى الخدمة في أواخر 2012. وتتوقع الشركة المحلية "الاتحاد لبناء السفن" أن تفتح هذا العام مفاوضات مع الأسطول الإماراتي من أجل سفينة جديدة "أكثر تطورًا" من فئة Abu Dhabi، وذلك حسب تصريح من مسؤول بالشركة.

القادم أكثر: دخلت السفينة الحربية Abu Dhabi المصنوعة في إيطاليا إلى الخدمة في أواخر 2012. وتتوقع الشركة المحلية “الاتحاد لبناء السفن” أن تفتح هذا العام مفاوضات مع الأسطول الإماراتي من أجل سفينة جديدة “أكثر تطورًا” من فئة Abu Dhabi، وذلك حسب تصريح من مسؤول بالشركة.

دبي — بعد أن شحذت مهاراتها في عقود محلية، تسعى شركات بناء السفن الإماراتية الآن إلى صفقات مع جيرانها في الخليج العربي. خلال السنوات الخمس الماضية، أصبحت الإمارات العربية المتحدة المركز الرائد في منطقة الخليج لبناء السفن، بالإضافة إلى صيانة السفن الحربية وإصلاحها وتجديدها. ومن بين أهم الأسباب في ذلك شركة أبو ظبي لبناء السفن (ADSB) وشركة الاتحاد لبناء السفن (ESB)، حسب تصريح “ماثيو هيدجز”، المحلل العسكري في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (INEGMA)الموجود في دبي.

وقال “هيدجز” “تعتبر الصناعة البحرية الإماراتية رائدة في المنطقة، حيث تسهم شركتا أبو ظبي والاتحاد لبناء السفن بحجم كبير في القدرات المحلية”.

“دول [مجلس التعاون الخليجي] الأخرى لا يمكنها أن تضاهي قدرات الإمارات العربية المتحدة.”

من الشركات الأخرى الناشئة شركة Al Seer “الصير البحرية”، التي صارت تُعرَف بزوارقها التي تسير على سطح الماء دون قبطان. تسعى الشركات الآن إلى ترويج بضاعتها في البلدان المجاورة.

من العملاء الإقليميين المحتملين للسفينة البحرية الرائدة Baynunah “بينونة” (من تصنيع شركة أبوظبي لبناء السفن) الأسطول السعودي الذي شرع في برنامجٍ توسّعيّ بقيمة 20 مليار دولار أمريكي ويُقال أنه يبحث إمكانية شراء ما يزيد عن عشرة سفن حربية جديدة.

تتطلع شركة أبوظبي لبناء السفن ADSB أيضًا إلى المزيد من المبيعات في الكويت. ففي فبراير عام 2013، وقّعت الشركة عقودًا لتزويد الأسطول الكويتي بقاربي إنزال بطول 64 مترًا، وقارب إنزال بطول 42 مترًا، وخمسة قوارب إنزال سريعة مركبة بطول 16 مترًا.

تأسست شركة أبوظبي لبناء السفن ADSB عام 1996، وكان تركيزها في البداية على الإصلاحات والتجديدات في الأساطيل البحرية، ثم توسعت لتبدأ في بناء سفن حربية معقدة. واليوم تتولى الشركة عملية بناء الأساطيل البحرية والسفن العسكرية والتجارية وتصليحها وتجديدها، ولديها دفتر طلبات تتجاوز قيمته المليار دولار.

يقول “هيدجز”: “من خلال الشراكات مع الجهات الدولية الفاعلة، استطاعت الإمارات العربية المتحدة إنشاء مجموعة من أكثر السفن تطورًا على مستوى العالم، ويأتي في مقدمتها منتجاتها السفينة البحرية Baynunah بينونة”.

يُذكَر أن الإمارات قد دشّنت هذه الفئة من السفن الحربية “بينونة” بطلب في يناير 2004 لفئة جديدة من السفن البحرية الصاروخية متعددة الأهداف. وتم تسليم سفينتين من بين ست سفن تم التعاقد عليها، آخرها في فبراير. وقد تم تصميم السفن البالغ طولها 70 مترًا بالتعاون مع شركة الصناعات الميكانيكية نورماندي (CMN) في شيربورغ بفرنسا، كنموذج مشتق من تصميم السفينة البحرية طراز BR70 من CMN البالغ طولها 70 مترًا.

هذا ومن المقرر استخدام سفن بينونة بالأساس للدوريات البحرية والاستطلاع، وزرع الألغام، والاعتراض، وغيرها من العمليات الحربية على سطح الماء التي تتم في المياه الإقليمية والمناطق الاقتصادية الخاصة. وسوف تكون هذه السفن هي أكبر السفن ذات الهيكل الفولاذي على مستوى العالم التي تستخدم الووترجيت للدفع.

والسفينة مبنية على هيكل ذي عمود فقري صلب عميق على شكل حرف V، ولا يوجد جزء كبير منها تحت الماء، ولها جسم علوي يساعد على السرية والتخفي، ومهبط لطائرات الهليكوبتر، وحظيرة للطائرات. وتستوعب طاقمًا يتكون من 55 فردًا.

برامج الاتحاد

تتطلع شركة الاتحاد لبناء السفن Etihad أيضًا إلى مواصلة النجاح الذي حققته في 2013، وقد تأسست الشركة عام 2010 كمشروع مشترك بين الشركة الإيطالية لبناء السفن Fincantieri و Al Fattan الفتان لبناء السفن وشركة ميلارا (Melara) الشرق الأوسط.

يقول “أكيل فلفارو” – المدير العام لشركة الاتحاد لبناء السفن – : “بدأت مفاوضات شركتي الاتحاد و Fincantieri على أصعدة مختلفة مع العديد من دول الخليج بما فيها الكويت وقطر والسعودية والعراق. بالنسبة لقطر والكويت والسعودية في 2014، ستبدأ المفاوضات وسوف نجري تحليلًا متعمقًا لاحتياجاتها، ونتمنى أن نُنجز شروط الإنتاج.

كما نتوقع أيضًا بدء المفاوضات [مع الأسطول الإماراتي] في فئة جديدة من أبو ظبي، من أجل سفينة أكثر تطورًا في تلك الفئة”. وقال “فلفارو” أن شركة الاتحاد ستتخذ من منشآتها في أبو ظبي مقرًا لخدماتها وإنتاجها.

وأضاف: “نحن نعتبر أن شركة الاتحاد لبناء السفن هي الشركة الرائدة في منطقة الخليج، لذا فإننا نقوم بالاستثمارات المناسبة لنكون مستعدين لإنتاج المزيد من السفن في 2014.

إلا أن “فلفارو” أضاف قال أيضًا أن شركته منفتحة على مناقشة مشروعات جديدة مشتركة أو شروط أخرى تنص على تقاسم العمل.

وقال “فلفارو” أن شركة الاتحاد قد سلَّمت في العام الماضي سفينتين للدوريات البحرية السرية من فئة Falaj وزورق سري من فئة Abu Dhabi إلى الأسطول الإماراتي. كما فازت الشركة بعقد قيمته 100 مليون يورو (138 مليون دولار أمريكي) للخدمات واللوجيستيات والصيانة الخاصة بالسفن المقاتلة في الإمارات العربية المتحدة. وفي العام الماضي وقعت الشركة عقدًا مع الأسطول العراقي أيضًا لصيانة أربعة سفن دوريات في شركة الاتحاد لبناء السفن.

قال “فلفارو”: “وقعنا عقد الخدمات وقامت Fincantieri بتسليم أول السفن من فئة Falaj وفئة Abu Dhabi في الإطار الزمني والميزانية المناسبين. وتم إكمال مرحلة التجارب برضا تامّ من قِبل العميل، والآن نحن نتوقع إنهاء المفاوضات حول سفن أخرى من فئة Falaj وAbu Dhabi [للأسطول الإماراتي].” وذكر أنه من المتوقع إنهاء المفاوضات حول برنامج Falaj سريعًا.

ومن بين منتجات شركة الاتحاد لبناء السفن سفينة الدوريات من فئة Falaj، وهي معتمدة على فئة السفينة الإيطالية لخفر السوائل Diciotti، ويمكنها القيام بمهام مختلفة بما فيها الدوريات الأمنية والاستطلاع والهجمات البرية والبحرية. كما أنها مجهزة لقتال الأسلحة الجوية والبحرية.

من المنتجات الأخرى السفينة البحرية فئة Abu Dhabi، وهي معتمدة على تصميم سفن البحرية الإيطالية الأربعة من فئة Commandante. ويبلغ طول سفن أبو ظبي 88 مترًا وحمولتها 1650 طنًا.

تستوعب السفينة طاقمًا من 70 فردًا، ويمكن أن تصل سرعتها إلى 25 عقدة، أو تسير لمسافة تزيد عن 3000 ميل بحري بسرعة 14 عقدة. والسفينة مزودة بمحطتي أسلحة Marlin 30 ملم وإصدار من المدفع البحري فائق السرعة عيار 76 ملم.

السفن البحرية بدون قبطان

ذكر “هيدجز” المحلل في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري INEGMA، أن شركة الصير البحرية Al Seer قد حازت اعترافًا عالميًا للأنواع الثلاثة التي أنتجتها من السفن البحرية بدون قبطان.

وقال أنها مفيدة في الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وحماية الحدود، وأمن الموانئ، ومن المتوقع نشر أول سفينة في موانئ الإمارات هذا العام.

وأضاف “هيدجز” قائلًا: “هناك احتمالية في المستقبل لتسليح هذه السفن من أجل حماية الحفارات البحرية ومكافحة التهريب غير المشروع”.

وتحمل الأنواع الثلاثة أسماء Sea Serpent “أفعى البحر” و Oscar “أوسكار” و Bravo.”برافو”.

أفعى البحر هي سفينة طولها ثلاثة أمتار، ووزنها 320 كجم في حجم دراجة مائية “جيت سكي” تقريبًا. وتبلغ سرعتها القصوى 50 عقدة وتسير بمحرك واحد يعمل بالبنزين. وتُستخدم لأغراض التأمين حول يخوت كبار الشخصيات، وصُممت للاستطلاع في المرافئ وأمن الموانئ.

وأما برافو فهو عبارة عن قارب صلب قابل للنفخ معتمد على قارب Boomeranger فنلدني الصنع، ويمكن تشغيله إما كقارب عن بُعد أو بقائد.

وأما أوسكار فهو قارب طوله 11 مترًا ووزنه 6500 كجم يسير بمحركي ديزل بقوة 500 حصان مع الدفع بالووترجيت. ويُستَخدَم للدوريات الأمنية، وهو مزود بأجهزة كمبيوتر وأجهزة استشعار وبرمجيات للكشف عن البيانات ومعالجتها مسبقًا.

وفي تصريح لوسائل الإعلام المحلية، قال “ماثيو تريسي”، مدير مشروع السفن البحرية بدون قبطان (USV) في شركة الصير البحرية، أن “القوارب يتم التحكم فيها عن بعد من خلال محطة قيادة ومراقبة، وهي موجودة على البر أو على سفينة أمّ في البحر، وهي مزودة بمجموعة من أكثر الروبوتات وأجهزة الاستطلاع تطورًا.

يمكن التحكم في ثلاثة قوارب أو أربعة واستخدامها بواسطة اثنين من المشغلين في وقت واحد بدلًا من أن يقوم باستخدامها طاقم يتراوح بين 12 و16 فردًا. وإذا تم تزويدها باتصالات بالأقمار الاصطناعية، فيمكن التحكم في القوارب من أي مكان في العالم”.

البريد الإلكتروني:

amustafa@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا