الأسطولان البحريان الإيرانيان يشكلان مزيجًا من التهديدات

تهديدات مضيق هرمز: كشف النقاب عن غواصات غدير الإيرانية خلال احتفال أقيم في الميناء الجنوبي في بندر عباس في أغسطس 2010.

تهديدات مضيق هرمز: كشف النقاب عن غواصات غدير الإيرانية خلال احتفال أقيم في الميناء الجنوبي في بندر عباس في أغسطس 2010.

دبي — بالرغم من القدرات المحدودة وعدم التحديث، إلا أن إيران يُنظَر إليها دائمًا على أنها التهديد البحري الرئيسي في منطقة الخليج العربي.

يتفق الخبراء على أن هذا راجعٌ إلى قدرتها على الحرب غير النظامية والتهديد والتخويف والقيام بالعمليات غير المتكافئة وحروب الاستنزاف.

ووفقًا لتقرير “التوازن العسكري الخليجي” الصادر في يناير، والذي أعدّه “أنثوني كوردسمان” بـ Center for Strategic and International Studies، فإن إيران أحيانًا ما توصف بأنها “القوة المهيمنة في الخليج”، ولكنها من حيث المقارنة تعتبر قوة عسكرية تقليدية ضعيفة تفتقر إلى التحديث منذ الحرب العراقية الإيرانية.

وكتب “كوردسمان” قائلًا: “إنها تعتمد بشكل كبير على الأسلحة التي حصل عليها الشاه. ومعظم المعدات الأساسية في جيشها وأسطولها وقواتها الدولية هي إما معدات قد عفا عليها الزمن أو مستوردات متدنية الجودة.

إلا أن “كوردسمان” سلط الضوء على حقيقة أن إيران خبيرة بالحروب التقليدية. وكتب أن “إيران قد حازت مزيجًا قويًا من القدرات لقواتها العادية وقوات الحرس الثوري [IRGC] لكي تدافع عن أراضيها، وتخيف جيرانها، وتهدد تدفق البترول والشحن عبر الخليج، وتهاجم أهدافًا خليجية.” 

“تمتلك إيران قوة مخصصة لتدريب وتجهيز أطراف فاعلة غير حكومية مثل حزب الله، وحماس، والمتطرفين الشيعة في العراق – وهم وكلاء [حرب] محتملين يعطون إيران نفوذًا أكبر من دول أخرى.” 

ويضيف المحلل العسكري “ماثيو هيدجز”، من معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري بدبي، أن الدعم الإيراني للأطرف الفاعلة غير الحكومية مثل حزب الله والمتمردين الحوثيين باليمن يعد من الأخطار الرئيسية في المنطقة. 

ويضيف “يهدد الحرس الثوري الإيراني [IRGC] جميع الدول بالمنطقة. يمتلك الحرس الثوري غواصات صغيرة ويعد تهديدًا دائمًا ليس فقط للبحرية الإماراتية ولكن لكل التجارة البحرية التي تمر بمضيق هرمز حيث يصعب تعقب هذه الغواصات. هناك العديد من التقارير غير المؤكدة التي تشير إلى وجود غواصات إيرانية صغيرة بعدد من الموانئ، وهو أمر يدعو للقلق بشكل خاص لجميع دول المنطقة (مجلس التعاون الخليجي).”

وفي نوفمبر، صرح قادة بحريون بالخليج أن غواصات الحرس الثوري تشكل خطرًا كبيرًا على السواحل الخليجية. 

قال إبراهيم المشرخ، قائد القوات البحرية الإماراتية، بمؤتمر قادة البحرية لدول الخليج في 6 نوفمبر “تمثل عمليات الغواصات الصغيرة تحديًا كبيرًا لوحداتنا بمياه الخليج العربي بسبب صغر حجمها وكونها تُستخدم في المياه الضحلة حيث يصعب على أنظمة السونار الكشف عنها.”

“بالإضافة إلى ذلك، تتسبب حركة مرور السفن في فوضى وضوضاء تقلل من قدرة الأجهزة العاملة تحت سطح الماء التي من المفترض أن تكشف عن وجود الغواصات مما يساعد هذه الغواصات على العمل بدون أن يتم كشفها.” 

أطلقت البحرية الإيرانية وقوات الحرس الثوري منذ عام 2007 ثلاث فئات من الغواصات، اثنتان منها غواصات صغيرة. بيد أن هذا البرنامج شديد السرية وكشفت قيادة البحرية الإيرانية عن معلومات قليلة جدًا بخصوص هذا البرنامج. 

طبقًا لمبادرة التهديد النووي (NTI)، وهي جهة رقابة غير ربحية للأنشطة النووية، فقد تم التكليف ببناء ثلاث غواصات ديزيل كهربائية من فئة كيلو (Kilo) من عام 1992 إلى عام 1996. وتطلق إيران عليها غواصات فئة Tareq “طارق”.

ويُقال أن إيران دفعت 600 مليون دولار لكل زورق، وتتواجد كلها ببندر عباس في مضيق هرمز. يمكن استخدام اثنين من غواصات فئة Kilo في أي وقت ويتم نشرهما بين الحين والآخر بالجهة الشرقية للمضيق، بخليج عمان أو البحر العربي. 

ومع ذلك، فإن مصدر التهديد الحقيقي هو الغواصات الأصغر حجمًا التي تم نشرها في عام 2007. طبقًا لمبادرة التهديد النووي NTI,، بدأ ذلك بنشر مجموعة من الغواصات الصغيرة من فئة Ghadir “غدير” و Nahang “نهانغ” للاستخدام في المياه الساحلية الضحلة. 

وأوردت مبادرة التهديد النووي أن عدد غواصات غدير العاملة يتراوح ما بين 10 إلى 19 غواصة. 

وتقول المنظمة أنه يُشار لفئة Ghadir على أنها فئة تابعة لفئة Yono، مشيرة إلى أنه ربما تستند هذه الغواصات إلى تقنية كورية شمالية، بالرغم من أن مستوى انخراط كوريا الشمالية في هذا الأمر غير معروف. 

تقوم كل من البحرية الإيرانية وقوات الحرس الثوري بتشغيل الغواصات الصغيرة. وتشمل قدراتها القتالية إطلاق التوربيدات (تمتلك فئة Ghadir وفئة Nahang أنابيب بحجم 533 ملم)، وزرع ألغام لعمليات مكافحة الشحن، بالإضافة إلى وضع قوات خاصة بأراضي العدو. 

وتقوم إيران أيضًا باختبارات على المركبات العاملة تحت الماء. اختبرت البحرية الإيرانية وقوات الحرس الثوري مركبة التوصيل السابحة تحت الماء Sabehat-15 التي صممها مركز Esfahan “أصفهان” لأبحاث ما تحت المياه. 

وقد أشار التقرير الخاص بمبادرة التهديد النووي الصادر في يوليو إلى قدرات الغواصة مبينًا أن الغواصات تستخدم بشكل رئيسي في زرع الألغام، والاستطلاع، والعمليات الخاصة، وتعمل بشكل حصري في المياه الساحلية، وذلك نتيجة لقوة تحملها وحمولتها المحدودين.

وقد أشار العقيد يوسف المنيعي، نائب قائد مركز العمليات البحرية في مملكة البحرين، إلى الحاجة للمزيد من جمع المعلومات. يقول “نعرف جميعًا أن البحر ضروري لرفاهيتنا وللاقتصاد العالمي، لقد تمكنا من تحقيق التفوق الجوي والبري، ومع ذلك، فإننا لا نملك تفوقًا فوق سطح مياه الخليج العربي.”

وأضاف قائلًا: “إنه تهديد حقيقي، ومجلس التعاون الخليجي يفهم ذلك ويسعى لمواجهته، من الضروري في هذا التوقيت تبادل المعلومات والاستخبارات بالإضافة إلى عمل قاعدة بيانات.”

وفقًا لـ “مايكل كونيل”، مدير الدراسات الإيرانية بمركز الدراسات البحرية، تمتلك إيران قوتين بحريتين لهما سلسلة قيادات متوازية. 

وقد قال في مقال كتبه لمعهد السلام بالولايات المتحدة الأمريكية “للقوتين البحريتين مهمات ومسؤوليات متداخلة، ولكنهما مختلفتان في طريقة تدريبهما وتجهيزهما – والأهم من ذلك، في الطريقة التي تقاتل بها كل منهما.” 

“يتكون العمود الفقري لمخزون القوات البحرية العادية من غواصات أكبر حجمًا، تشمل فرقاطات، وسفن حربية، وغواصات.” 

وكتب أن بحرية جمهورية إيران الإسلامية تعد بحرية عادية تعمل “بالمياه الخضراء”، وتعمل على مستوى إقليمي، في خليج عمان بشكل رئيسي، ولكنها تعمل أيضًا بالبحر الأحمر والبحر المتوسط.

وكتب (كونيل) “تمتلك بحرية الحرس الثوري مخزونًا أكبر من المركبات الصغيرة سريعة الهجوم، والمتخصصة في تكتيكات الهجوم والهروب على أهداف غير متكافئة، إنها أقرب في الشبه لقوة ميليشيا في البحر، ويمتلك كل من القوتين البحريتين ترسانة من الأسلحة من صواريخ الدفاع الساحلية وصواريخ كروز مضادة للسفن وألغام.”

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com.

Read in English

...قد ترغب أيضا