تمويل الجيش اللبناني يحصل على دعم دولي

French President François Hollande, left, welcomes his Lebanese counterpart Michel Suleiman in Paris on March 5. (ALAIN JOCARD/ / AFP/Getty Images)

الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند”، على يسار الصورة، يرحب بنظيره اللبناني “ميشال سليمان” في باريس في يوم 5 مارس. (الان جوكارد/ إيه إف بي/ جيتي إيميدجز)

بيروت — تعهدت مجموعة الدعم الدولي من أجل لبنان بتقديم 17.8 مليون دولار للجيش اللبناني، الذي تحمل أعباء فوق طاقته بسبب تداعيات الصراع السوري وزيادة الأعمال الإرهابية.

وقال الرئيس اللبناني “ميشال سليمان” لوزراء خارجية الدول العشرة المشاركة في المؤتمر الذي عُقد في باريس هذا الأسبوع أن الدعم الدولي للجيش اللبناني أمر ضروري للبلاد من أجل تنفيذ استراتيجية للدفاع الوطني.

وأوضح “سليمان” خلال مؤتمر صحفي في قصر الإليزيه في باريس: “آمل أن يتحقق القرار الدولي لدعم الجيش على أرض الواقع، فهذا من شأنه أن يسمح لنا بتنفيذ استراتيجية الدفاع التي قدمتها إلى لجنة الحوار في العام الماضي.”

وقدّم “سليمان” استراتيجية الدفاع في العام الماضي مُشيرًا إلى انضمام قوات حزب الله تحت قيادة الجيش اللبناني.

وتؤكد خطة تطوير قدرات الجيش اللبناني أن بوسعها القيام بمهامها في ظل تدهور الأمن في المنطقة على مدى السنوات الخمس المُقبلة. وتعتبر هذه الخطة، والتي تبلغ قيمة ميزانيتها الأولية 1.6 مليار دولار لتغطية التكاليف في الفترة ما بين 2013 حتى 2017، هي المحاولة الأولى من جانب القوات المسلحة اللبنانية لصياغة رؤية استراتيجية، تتجاوز التركيز على الاحتياجات الفورية التي أثرت على مخصصات المساعدات العسكرية الأجنبية في الماضي.

وقد حددت القوات المسلحة أربعة أهداف رئيسية والتي ستشكل الخطة: الدفاع عن لبنان من العدوان الخارجي وتأمين الأراضي والحدود البحرية، ودعم قوات الأمن الداخلية، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب؛ وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والذي ساعد في إنهاء حرب عام 2006 بين اسرائيل وقوات حزب الله، ودعم الدفاع المدني اللبناني في عمليات الإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية / والإنسانية.

وساهمت فرنسا بمبلغ 10 ملايين دولار، والنرويج بمبلغ 4.8 مليون دولار، كما ساهمت فنلندا بمبلغ 3 مليون دولار، خلال المؤتمر الذي عُقد في قصر الإليزيه. وتم نقل هذه المعونات إلى صندوق ائتمان متعدد المتبرعين، والذي يديره البنك الدولي.

 ووفقًا للبيان الرئاسي خلال المؤتمر، توجّه “سليمان” بالشكر أيضًا إلى المملكة العربية السعودية لمنحها مبلغ 3 مليار دولار دعمًا للجيش اللبناني، وأشاد بالحكومة الإيطالية لتوفير المعدات والتدريب لقوات الجيش اللبناني.

كما ذكر “رياض قهوجي”، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري في بيروت ودبي، أن المنحة السعودية، والتي وصفها “سليمان” بأنها أكبر مساعدة تم تقديمها للقوات المسلحة؛ تمثل الدور الفعّال الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في سياسة منطقة الشرق الأوسط.

وقال “قهوجي” أنه مع تلقي الجيش اللبناني منحة هي ضعف ميزانيته الحالية، فإن الحكومة المركزية سوف تكون أكثر قوة وسوف تكون مجهزة بشكل جيد للتعامل مع التهديدات الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه القدرة ستكون بمثابة قوة موازنة لحزب الله، الذي يعتبر هو المصدر الرئيسي للقوة العسكرية في لبنان.

وأضاف: “سوف يحصل الجيش اللبناني على أسلحة بقيمة 3 مليار دولار من فرنسا. كما تتبع السُلطات اللبنانية نفس أسلوب نظيرتها الفرنسية، والتي من المتوقع أن تقوم بتجهيز القوات الخاصة اللبنانية، وتطوير القدرات البحرية ودعم القدرات الجوية.”

تمتلك لبنان 12 ألف جندي في عمليات القوات الخاصة وهم “مُجهزون بصورة غير متكافئة”.”

ويقول “قهوجي”:” أتوقع أن تكون القوات الخاصة هي الأولى في التسلح بمعدات حديثة بالإضافة إلى أنظمة اتصالات وأنظمة دفاع جوي قصيرة المدى.”

وبالرغم من ذلك، ذكر “يزيد صايغ” وهو باحث رئيسي في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، أن غموض هذه المنحة المُقدمة من السعودية قد يمثل تحديًا إذا لم يتم دمجها داخل خطة تطوير القدرات (CDP).

وأوضح “صايغ”، أن: “عدم الوضوح حول كيفية استخدم أموال المنحة السعودية يمكن أن يشكل تحديًا في طريق خطة تطوير القدرات. وإذا وضحت السعودية أن هذه المنحة ستكون لدعم خطة تطوير قدرات القوات المسلحة اللبنانية، فإن هذا من شأنه أن يعطي دفعة قوية للقوات المسلحة ويساعدهم على تطويرها بشكل سريع للغاية.”

وقال العميد الركن المتقاعد “الياس فرحات”، والمحلل الاستراتيجي المستقل، أنه بالرغم من المنحة، إلا أن القوات المُسلحة اللبنانية تواجه تحديات بسبب الضغوط الإسرائيلية.

وأضاف “فرحات”: “الشيء الغامض هو استعداد الجانب الفرنسي للتعاون بشكل كامل وخاصة عندما يتعلق الأمر بتجهيز القوات الجوية والدفاع الجوي.”

كما ذكر أنه: “في لبنان، لا توجد طائرات ذات أجنحة ثابتة وما نحتاجه هو سربين أو ثلاثة من هذه الطائرات لتحديد العديد من الأهداف؛ وبالإضافة إلى ذلك، فإن القوات المُسلحة لا تمتلك أي أنظمة رادار للإنذار المبكر، كما أن مدفعية howitzer عيار 155 مم تعتبر ذات قدرات منخفضة.”

وتحتاج القوات البحرية اللبنانية إلى سفن دورية مزودة بقاذفات صواريخ وكذلك تسليح الجيش بطائرات هجومية من طراز Gazelle.

وقال “فرحات” أنه: “في الوقت الحالي، تبدو فرنسا في وضع صعب حيث تزداد الضغوط من جانب إسرائيل والولايات المتحدة من أجل الحد من القدرات التي يتم تقديمها إلى لبنان.”■

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا