الدعم السري الإسرائيلي لوحدة C4I يساعد في عملية المُصادرة في أعالي البحار

This map depicts the route traveled by a ship carrying arms destined for Gaza. The Israel Navy seized the Panamanian-flagged freighter March 5 in the Red Sea south of Sudan. The information was released in an IDF document that described Operation Full Disclosure. (Israel Defense Forces)

توضح هذه الخريطة الطريق الذي تقطعه سفينة تحمل أسلحة متجهة إلى غزة. استولت القوات البحرية الإسرائيلية على سفينة شحن ترفع علم بنما في 5 مارس في البحر الأحمر جنوب السودان. وتم نشر المعلومات من خلال وثيقة من وزارة الدفاع الإسرائيلية والتي وصفت باسم عملية الكشف الكامل. (قوات الدفاع الإسرائيلية)

تل أبيب — ينسب ضباط الجيش الإسرائيلي إلى الوحدة السرية C4I أنها الجندي المجهول فيما يُعرف باسم “عملية الكشف الكامل”، وهي مهمة امتدت لمدة شهور أدت إلى الاستيلاء في أعلي البحار على مخبأ إيراني للأسلحة على بُعد 1500 كيلومتر من الساحل الإسرائيلي.

ومن الخطة التشغيلية في وقت مبكر إلى عملية الاستيلاء على سفينة شحن ترفع علم بنما في جنوب السودان في 5 مارس، قامت الفرقة العسكرية ” Choshen” بتوفير الاتصالات الأساسية مع وحدة C4I والتي تربط بين القوات البحرية الإسرائيلية والأصول المحمولة جوًا وقوات المخابرات وبين القيادة العسكرية العليا في إسرائيل.

وسبقت عملية هجوم قوات من البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر على سفينة (Klos-C) وعلى شحنتها من الصواريخ الثقيلة سورية الصُنع وصينية التصميم من طراز M-302، مخفية تحت أكياس من الإسمنت تابعة لإيران، أشهر من جمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي “موشيه يعلون” أن عملية الاستيلاء على شحنة السفينة ضبطت أسلحة ذات “أهمية استراتيجية” موجهة للمنظمات الإرهابية في غزة. وألقى “يعلون” اللوم على إيران والحرس الجمهوري فيما يخص حملة التهريب التي بدأت برحلة طيران من دمشق إلى طهران وشاحنة برّية إلى ميناء “بندر عباس” الإيراني، حيث تم تحميل الشحنة المُموّهة على متن سفينة (Klos-C).

وقال “يعلون” أن السفينة سلكت طريقًا ملتويًا من ميناء بندر عباس — من أجل التمويه — مرورًا بالخليج العربي إلى ميناء أم قصر في العراق، مع تغيير مسار العودة عبر الخليج، ثم في جميع أنحاء أفريقيا قبل دخول البحر الأحمر في طريقها إلى السودان. وذكر “يعلون” أنه من السودان، حاول المهربون استخدام “طريق نقل معروف بين الإرهابيين” خلال شبه جزيرة سيناء والأنفاق إلى غزة.

ومنح “يعلون” حق الاعتراض بطريقة غير دموية لكل من الجنرال “بيني جانتز”، قائد أركان الجيش الإسرائيلي؛ والأميرال “رام روثبيرج” قائد البحرية الإسرائيلية؛ وجهاز المخابرات التابع لقوات الدفاع الإسرائيلية؛ والمخابرات البحرية؛ والموساد؛ بالإضافة إلى “طياري القوات الجوية الذين رافقوا السفن البحرية لحمايتها وهي في طريقها إلى أهدافها.

ولكن الفرقة العسكرية ” Choshen” التابعة للجيش الإسرائيلي لم تهتم بالثناء الوطني، وقامت بتقديم دعم مستمر من قِبل مجموعة من الأصول الجوية، والفضائية، والأرضية والبحرية أيضًا.

وقال ضابط سابق في وحدة ” Choshen”، وهي الفرقة العسكرية التابعة لشعبة تكنولوجيا المعلومات في هيئة الأركان العامة لقوات الدفاع الإسرائيلي في فرع وحدة C4I، أن: “عملية من هذا القبيل لا يمكن أن تتم بدون هذه الفرقة العسكرية.”

وقال أيضًا باعتباره أحد جنود النخبة في القوات البحرية التي شاركت في هذه العملية، أن: “الوحدة البحرية 13 تصدرت العناوين الرئيسية، وهذا شيء يمكن تبريره. ولكن هذا يرجع أيضًا إلى الجنود المحترفين خلف الكواليس، الذين عملوا لمسافات طويلة لتوفير القدرة على القيادة والسيطرة.”

ومن السفن البحرية الموجودة بعيدًا في البحر إلى الطائرات التنفيذية الخاصة التي تم تحويلها والتي تستخدم في مهمات تتابع الاتصالات اللاسلكية المحمولة جوًا، قامت الكتائب الثلاثة الخاصة في الفرقة العسكرية ” Choshen” باستغلال أنظمة C4I والتي تعتبر الأنظمة الأكثر أهمية داخل إسرائيل من أجل ربط جميع النقاط في سلسلة القيادة.

وقال العقيد “إيال بار”، قائد الفرقة العسكرية ” Choshen”، أن الوحدة شاركت بقوة في تتبع والتأكد من الهدف، وكذلك في العميلة الدقيقة في الاستيلاء على السفينة.

وأوضح “بار”، أنه: “تم تقسيم حزمة الاتصالات التي قمنا بتطويرها من أجل هذه العملية إلى قسمين. لقد أدركنا أن أحد أجزاء الصورة التفاعُليّة لديها تأثير كبير على الصورة من الطرف الآخر. كانت مهمتنا هي التوصل إلى طرق مبتكرة في خلق حلول تكنولوجية لكل النقاط داخل نطاق التشغيل.”

ومنعت القود الأمنية “بار” من الحديث عن تفاصيل كثيرة تتعلق بالأصول الجوية، والفضائية والبرية والبحرية التي استخدمت لنقل كميات ضخمة من المعلومات عبر شبكات مختلفة بطرق كانت أكثر أمان ومُصممة بشكل انتقائي “من أجل المستخدمين المناسبين في الوقت المناسب.”

وقال “بار” أنه: “في عالم الاتصالات التشغيلية، لا يمكنك الاعتماد على وسيلة واحدة فقط من وسائل التكنولوجيا. ذلك كان علينا أن نقوم بعملية الجمع بين جميع قدراتنا على نطاق واسع، وهذا يعني وضع الأشخاص المناسبين من أجل قيادة السفن، وقيادة الطائرات وفي مراكز القيادة داخل الوطن.”

كما أشاد “أفراهام بن شوشان”، وهو قائد سابق في سلاح البحرية، بعملية الاعتراض، والتي قدمت فوائد تشغيلية ودبلوماسية كبيرة ومنحت قوة الردع لإسرائيل.

وقال “بن شوشان”: “لقد كانت عملية معقدة للغاية وتم تنفيذها ببراعة فائقة. فهي كشفت عن خداع إيران، ومنعت أسلحة خطيرة من الوصول إلى حدودنا، وأثبتت مرة أخرى قدراتنا الواسعة النطاق على الردع. “

وأعقب عملية الاستيلاء على السفينة (Klos-C) في 5 مارس سلسلة من عمليات الاعتراض في أعالي البحار في السنوات الأخيرة، وبعض هذه العملية يتم بشكل علني والبعض الآخر لا يزال سري.

وفي مارس 2011، ضبطت القوات البحرية الإسرائيلية 50 طنًا من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ إيرانية سطح- بحر من طراز C-704، من سفينة الشحن “فيكتوريا” التي تُبحر من سوريا إلى مصر.

وفي يناير 2009، حذرت إسرائيل السُلطات القبرصية من أن سفينة تجارية ترفع العلم القبرصي كانت تحمل بضائع مُشتبه بها ومتجهة إلى سوريا. وقامت السُلطات في مدينة ” Limassol” بتفتيش السفينة، والتي كانت بالفعل تحمل أسلحة إيرانية.

 وفي نهاية عام 2009، اعترضت إسرائيل سفينة الشحن التي تُعرف باسم ” FRANCOP” وهي في طريقها إلى سوريا، وصادرت شحنة بحجم 500 طن من الأسلحة الإيرانية المُخبأة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن “عملية الاستيلاء على السفينة (Klos-C) التي تقوم بتهريب الأسلحة ليست عملية الاعتراض الأولى التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، ولكنها تميزت بجودة شحنتها من الأسلحة الفتّاكة والقاتلة.”■

البريد الإلكتروني: bopallrome@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا