تحويل التركيز إلى المدرّعات الإسرائيلية وسلاح المدفعية

Brig. Gen. Roy Riftin, chief artillery officer of the IDF. (Israel Defense Forces)

العقيد “روي ريفتين”، قائد القوات المدفعية بجيش الدفاع الإسرائيلي. (جيش الدفاع الإسرائيلي)

تل أبيب ― تُجبر الرقابة الشديدة على الميزانية والتهديدات المتغيرة القوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي على تعديل أهدافها المحدودة من أجل تعزيز فرقة مناورة صغيرة مدعومة بالذخيرة والأسلحة.

وقبل عام، كان سلاح المدفعية الإسرائيلية يقوم بصياغة بيان حول مهمة جديدة وأسلوب جديد للانتقال من دوره التقليدي في توفير الذخيرة إلى دور رائد في تمويل القوات البرية في الهجمات بعيدة المدى. وتطمح الخطة الرئيسية لسلاح المدفعية الإسرائيلية التي تُعرف باسم ” Fire2025″ إلى الدقة في الضربة الواحدة والهدف الواحد من على بُعد مسافات طويلة بشكل متزايد، حتى مع انخفاض مستوى الذخيرة إلى الدرجة الثانية.

وفي نفس الوقت، كان سلاح المدرّعات يدافع عن برنامجه الخاص من أجل دعم الإنتاج في العام الذي يلي السنة المالية القادمة من دبابات القتال الرئيسية، والحد من تقليص إنتاجها والحفاظ على قدرتها في الحروب التقليدية.

وذكر ضباط بالجيش هنا، أن إعادة التقييم في الشهور الأخيرة يؤكد على وجود استراتيجية متعددة التخصصات من أجل تدريب، وتنظيم وتجهيز القوات البرية الإسرائيلية في المستقبل، وتحقيق مكاسب أكثر من الأهداف المحدودة للقوات الخاصة.

وقال العقيد “روي ريفتين”، قائد القوات المدفعية بجيش الدفاع الإسرائيلي، أنه: “في النهاية، قررنا بما أننا جزء لا يتجزأ من القوات البرية، فنحن بحاجه إلى النظر إلى أنفسنا أولاً وقبل كل شيء باعتبارنا منظمة داعمة لتمكين الجيش من تحقيق أهدافه. وبالتوازي مع ذلك، سوف نبني قدرات لتمكين الوسائل الدقيقة في الهجمات بعيدة المدى.”

وفي مقابلة أجريت معه في أواخر شهر فبراير، اعترف “ريفتين” أن العودة إلى أولويات الدعم التقليدية “لم يكن من السهل تقبلّها” من قِبل القادة في سلاح المدفعية الإسرائيلية.

ولمدة سنوات، تَصَوَّرَ أنصار سلاح المدفعية، ومنهم “ريفتين”، وجود أنظمة أرضية تدعم الاتصال كخيار للقوات الجوية من ضمن مجموعة من الخيارات التي تطالب بالقيام بهجمات دقيقة بعيدة المدى.

وقال “ريفتين” عن الخطط المتطورة: “نحن لا نزال نسعى من أجل تحقيق هذه الرؤية. ولكن في النهاية، أتفهم حقيقة أن قوات المدفعية سوف تكون ذات أهمية أكبر إذا ما واصلنا التأكيد على عناصر الدعم.”

كما أقر ” شموئيل أولنسكي”، قائد سلاح المدرّعات في الجيش الإسرائيلي، بوجود مقاومة مماثلة في سلاح المدرّعات المتماسك ضد تقليص حجم قوات الاحتياط في سلاح المدرّعات من قِبل عدة فرق عسكرية. كما ذكر أيضًا أن الخطط المُقترحة من أجل تزويد جميع كتائب القوات المدرّعة بقوات من سلاح المشاة والتي تعتبر الحل الأمثل في الحروب المدنية أثارت العديد من الاتهامات بأن سلاح المدفعية يستنفذ قدراته في الحرب التقليدية.

وأضاف “أولنسكي”: “إنه أمر متعلق بالعاطفة والفخر الذي أشعر به في كثير من الأحيان عند النقّاد — وكثير منهم هم قادة سابقين لي — وأعترف أنه لا توجد أي ضمانات بأن ما نقوم به الآن هو الشيء الصحيح. ولكني واثق من أن الاتجاه الذي نسير فيه الآن هو الأنسب للخيارات المعقولة.”

ومع ذلك، أشار “أولنسكي”، أنه، في خلال 10 سنوات، إذا واجهنا هجومًا شاملًا ومشتركًا من مجموعة الجيوش … “. وامتنع “أولنسكي” متعمدًا عدم استكمال ما يفكر فيه.

التأكيد على مبدأ تكامل الأسلحة

قال “أولنسكي” أنه بحلول نهاية عام 2016، سوف يكون لدى كل كتيبة مدرّعة في الخدمة الفعلية فرقة متخصصة أساسية مكونة من وحدات عسكرية للاستطلاع والمراقبة وفصيلة الهاون المدفعية. وسيتم تنفيذ خطة مماثلة في وقت لاحق لقوات الاحتياط.

كما ستحل فرق عسكرية متخصصة في الدعم القتالي محل فرق الدبابات ذات التصميم القديم والمقرر عدم استخدامها مرة أخرى.  وسوف يتم تدريب هذه الفرق العسكرية على كيفية العمل جنبًا إلى جنب مع دبابات القتال الرئيسية باعتبارها جزءً لا يتجزأ من القوات المدرّعة التي تعتبر الحل الأمثل للمناورة في المناطق المدنية والغابات الكثيفة.

وذكر “أولنسكي” أيضًا: “نحن لسنا بحاجه إلى بناء قوة من أجل مناورة شاملة للحرب، ولكن من أجل ما نسميه العمليات السرية حيث يكون العدو أقل وضوحًا، وأقل احتمالًا للاشتباك معنا، ولكنه مُجهّز بشكل خطير بصواريخ متطورة مضادة للدبابات. وهذا يعني أن قوتنا في المستقبل يجب أن تكون مرنة للانتقال سريعًا إلى خطة مختلفة للحرب. وهذا يعني أيضًا أننا نحتاج إلى قذائف دبابات أكثر دقة مع القدرة على الاستجابة في الوقت المناسب للمعلومات التي تأتي من مصادر مختلفة عن الهدف.”

وقال العقيد “نداف لوتان”، قائد كتيبة اللواء السابع في سلاح المدرّعات في الجيش الإسرائيلي، أن القدرات الجديدة التي تقدمها فصائل الهاون المدفعية المتخصصة تزيد من القدرات التشغيلية للكتيبة.

وقال “لوتان” أثناء مقابلة معه على هضبة الجولان، أن: “فصائل الهاون المدفعية ستكون قادرة على الوصول إلى أبعاد لا تستطيع الدبابات الوصول إليها. وهذا يمثل زيادة كبيرة في الكفاءة التشغيلية.”

وتقتضي الخطط ضرورة تجهيز قوات الهاون المدفعية في سلاح المدرّعات الرئيسي بنظام فصيلة الهاون المدفعية Keshet الذي يديره سلاح المشاة، وهو نظام ارتداد الهاون عيار 120 مم في ناقلات الجنود المدرّعة M113 من إنتاج شركة Elbit Systems.

ويقوم “ريفتين” بتقييم مناورات سلاح المشاة المتطورة من خلال مركبات مزودة بنظام رادار تكتيكي أمامي من طراز ELM-2106، والذي يعتبر الخيار المفضل للجيش الإسرائيلي بدلًا من رادار AN/TPQ-48 المضاد لمدافع الهاون من الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تقوم شركة Elta Systems المُنتجة للرادار، وهي فرع تابع لشركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء التي تمتلكها الدولة، بتقديم عرض الرادارات في الصيف، ويقوم سلاح المدفعية بقيادة “ريفتين” بتشكيل فرق لتشغيل هذا النظام بجانب نظام فصيلة الهاون المدفعية Keshet للحماية من الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون.

صواريخ دقيقة بدرجة كافية

حدد سلاح المدفعية صاروخًا جديدًا عالي الدقة من إنتاج الشركة الإسرائيلية للصناعات العسكرية (IMI) التابعة للدولة، ليكون هو السلاح الخاص به لسد الاحتياجات الفورية من أجل الخطط المستقبلية للمواجهات بعيدة المدى.

وتُعرف هذه الصواريخ هنا باسم ” Romach”، وقد تم تصميمها لتوجيه ضربات في محيط خمسة أمتار لأهداف على بُعد 35 كيلومتر. وبمجرد نشر صواريخ ” Romach” بشكل كامل، تقوم بتوفير بديل أكثر دقة للصواريخ غير المُوجهّة وقذائف المدفعية الذي أصبح استخدامها غير مناسب بشكل متزايد في الحروب المدنية، على الرغم من أنها مسموح بها بموجب القانون الدولي.

كما أشاد “ريفتين” بصواريخ “Romach” التي يتم إطلاقها من نظام الصاروخ متعدّد الانطلاق (MLRS) المُوحّد، ووصفها بأنها “حل ممتاز وعملي” للتحول مما يُعرف باسم الأسلحة الإحصائية، والتي تمثل نسبة 95% من قواته والتي تكون أكثر عُرضة لإلحاق الأضرار الجانبية.

وقال “ريفتين”: “تتطلب احتياجاتنا للعمل في مناطق التصنيع إلى التحول الشامل من الأسلحة الإحصائية إلى مخزون جديد من الأسلحة التي تعتمد على الدقة. ولكن بما أن أفضل الأسلحة من حيث الدقة مُكلّفة للغاية، لذلك فنحن نحتاج إلى الاعتماد على قدرات فعّالة وغير مُكلّفة ربما لا تكون هي الحل الأفضل، ولكنها مناسبة بدرجة كافية.”

وتتطلب الخطط متعددة السنوات شراءً جماعيًا للنظام الذي تطوره الشركة الإسرائيلية للصناعات العسكرية (IMI). وتعمل هذه الشركة على توريد 1000 صاروخ من أجل دعم عملية الانتشار لأول مجموعة من صواريخ ” Romach” للجيش الإسرائيلي في شهر نوفمبر.

وقال “ريفتين” أن مؤسسة الجيش الإسرائيلي تقوم بصياغة المفهوم التشغيلي من أجل عمليات صواريخ ” Romach” التي أعقبت النهاية الناجحة للاختبارات الميدانية الصارمة.

وأضاف “ريفتين” قائلًا أن: “هذه الصواريخ أثبتت كفاءتها من حيث الدقة. وعلى الرغم من أن المدى أقصر قليلًا مما كنا نريد، لكنها لا تزال تطلق القذائف حتى تصل إلى حدود منطقة تواجد فرقة عسكرية أو أقل من ذلك. وبما أنها تستخدم قاذفة الصواريخ (MLRS)، فلا نحتاج إلى تغيير منصات الإطلاق أو حتى الجنود. الشيء الوحيد الذي نقوم بتغيره هو عملية التصديق.”

وذكر “ريفتين” أن صواريخ (Romach) تلبي متطلبات موازية لتقديم الدعم الناري من أجل قوات المناورة ومن أجل الاستهداف الدقيق لمبني من طابقين في عمليات مكافحة الإرهاب في المناطق الحضرية. إنها الخيار المثالي الذي يسمح لنا بتحقيق كلا الخيارين وبتكلفة معقولة.”

البريد الإلكتروني: bopallrome@defensenews.com.

Read in English

...قد ترغب أيضا