شركة BAE: انخفاض الأعمال في الولايات المتحدة، وتوقعات قوية بوجود صفقات مع السعودية

لندن — تتوقع شركة BAE Systems انخفاضاً كبيراً على المدى القريب في أعمالها الدفاعية والأمنية داخل الولايات المتحدة، ولكنها أشارت إلى صفقات كبيرة مع المملكة العربية السعودية للمساعدة في دعم سجل الصفقات العالمية الخاص بها في 2013، وذلك وفقاً للنتائج التي صدرت هنا يوم الخميس.

وذكرت الشركة البريطانية أن تخفيضات الإنفاق الدفاعي للبنتاجون من المحتمل أن تؤدي إلى خفض أعمالها في الولايات المتحدة بنسبة 15% في عامي 2013 و2014.

وتوضح الأرقام أن سعر سهم شركة BAE Systems انخفض بنسبة 11.1% عند نقطة معينة ولكنه استعاد قيمته قليلاً وبحلول منتصف اليوم انخفض بنسبة 8.8%.

كما تهدف الحكومة الأمريكية إلى خفض حجم الانفاق على الدفاع بقيمة 450 مليار دولار على مدى فترة 10 سنوات، ولكن شركة BAE حذرت من أن قاعدة الدفاع الصناعية من المحتمل أن تتأثر بصورة كبيرة لأن بعض الأجزاء من الميزانية، مثل حسابات الجنود، تمت حمايتها.

وذكرت شركة BAE أن نتيجة تخفيضات الإنفاق ستتراوح فيها شريحة الأرباح في عام 2014 بين 5% و10% مقارنة بالعام الماضي.

وأشارت شركة BAE أن مبيعات العام زادت بنسبة 2% بقيمة 18.2 مليار جنية استرليني (22.1 مليار دولار) مع أرباح أساسية بدون الفوائد والضرائب والاستهلاك بقيمة 1.9 مليار جنية إسترليني، أي زيادة بنسبة 3.3% في عام 2012.

وتأتي هذه النتائج بعد أسبوع من تحذير الشركة البريطانية الأخرى Rolls-Rover التي تصنع محركات aero من أن سجل الصفقات الدفاعية الخاص بها قد انخفض بنسبة 21% بقيمة 4.07 مليار جنية إسترليني في عام 2013 كما حذرت أيضاً بأنه سيكون هناك انخفاض في إيراداتها وأرباحها هذا العام.

وجاء الكشف عن نتائج شركة BAE بعد 24 ساعة من إعلان الشركة أنها توصلت أخيراً إلى اتفاق مع الحكومة السعودية حول ارتفاع الأسعار المتعلقة ببيع 72 طائرة من طراز Eurofighter Typhoon.

وقد تم بالفعل تسليم ما يقرب من نصف تلك الطائرات.

وقال “ساش توسا” محلل شئون الدفاع والفضاء الجوي في شركة Edison للبحوث والاستثمار في لندن أن: “النتائج متوافقة إلى حد كبير مع ما توقعناه، ولكن خيبة الأمل تتعلق بالتوقعات لعام 2014، وإلى حد ما، لأبعد من ذلك.”

وقال “توسا”: “وعلى وجه التحديد، فإنه من الواضح الآن أن اتفاق زيادة الأسعار مع السعودية والذي أعلنت عنه شركة BAE يوم الأربعاء سوف يقتصر أثر الأرباح والعائدات فيه على سنة 2013، ولن يمثل أي زيادة ودعم في عام 2014 وما بعده.”

واعتبر “إيان كينغ”، الرئيس التنفيذي لشركة BAE Systems أن الشركة قدمت “أداءً قوياً في عام 2013 في ظل انخفاض الانفاق الحكومي وظروف السوق الصعبة” في عام 2013.

كما اعتبر “هاورد ويلدون” المستشار الخاص في مؤسسة (Wheeldon Strategic)، أنه نظراً لظروف السوق الحالية، فقد قامت شركة BAE Systems بأداء جيد في عام 2013.

وقال “ويلدون”: “نظراً للتحديات التي يشهدها سوق الدفاع حالياً على المستوى العالمي، أرى أن نتائج السنة المالية في 2013 كانت ممتازة للغاية. ومن الواضح، أن التوقعات للسنة الحالية وما بعد ذلك تبدو أكثر صعوبة من السنة التي مضت سريعاً. ولكن هناك سبباً كافياً للثقة أيضاً، وفي مجال الدفاع، يجب أن نتذكر أيضاً أن هناك العديد من الفرص المتزايدة في السوق العالمي بقدر ما أن هناك انخفاض في تلك الفرص أيضاً.”

ولكن لم يتفق الجميع على قوة أداء شركة BAE Systems.

وقال “توسا”: “عندما تخرج الشركات بنتائج مثل هذه، فإن الأسهم تنخفض قيمتها، وهذا ما حدث اليوم. ومع انخفاض الأرباح في عام 2013 وربما في العام القادم ومع عدم وجود التدفقات المالية، فإن التوقعات غير واضحة.”

وبالرغم من ذلك، تعتبر المملكة العربية السعودية هي النقطة المضيئة بالنسبة لشركة BAE Systems.

في العام الماضي، ضمنت الشركة مبلغ 6.4 مليار جنية إسترليني من أكبر عميل دولي لها، من خلال صفقة تشتمل على الأسلحة الجوية، وتطوير طائرات Tornado القتالية وأسلحة أخرى بالإضافة إلى دعم صفقة طائرات Typhoon.

وربما يؤثر الاتفاق بشأن سعر الطائرات المقاتلة Typhoon، والتي هي جزء من صفقة تُعرف باسم “السلام”، على مستقبل مبيعات طائرات Typhoon لأكبر مشترِ لمعدات الدفاع في منطقة الشرق الأوسط.

وأعلن المدير التنفيذي لشركة BAE Systems “إيان كينج” أن السعودية كانت تفكر في شراء ما يصل إلى 72 طائرة مُقاتلة Typhoon أخرى.

كما ذكر المحللون أن الاتفاق الجديد المعروف باسم “صفقة السلام” سوف يزيل واحدة من العقبات التي تحول دون عملية شراء جديدة.

وقال “دوغ باري” الخبير في الطيران العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: “من الواضح، أنه حتى تنتهي مشكلة زيادة الأسعار، كان ذلك عائقاً أمام التفاوض بشأن طائرات أخرى للسعودية. وربما يكون لذلك أثر أيضاً على اهتمام البحرين بشراء الطائرة المقاتلة Typhoon.

كما حذر “باري”، على الرغم من ذلك، أنه حتى إذا تم التوصل الى اتفاق مع السعودية، فقد يستغرق ذلك بعض الوقت لإكمال الصفقة.

وقال “كينج” أنه كان واثقاً من أنه حتى إذا وصل أداء شركة BAE Systems إلى الصفر، فإنه سوف يكون هناك المزيد من الطلبات أيضاً.

وأكمل “كينج” قائلاً: “لدينا سجل طلبيات كبير في المملكة العربية السعودية وتركيزنا الآن بحاجه إلى أن ينصب على التنفيذ القوي لهذه الطلبيات. فالعميل لديه بعض المتطلبات التشغيلية الفورية الأخرى، ونحن واثقون من أننا سوف نلعب دوراً كبيراً في تحقيق تلك المتطلبات. ويظهر لنا التاريخ أنه عندما نؤدي بشكل جيد ونقدم الطلبيات في موعدها بما يتماشي مع توقعات العميل السعودي، فإنه يتبع كل ذلك دائماً مزيد من فرص الأعمال والصفقات.”

البريد الإلكتروني: achuter@defensenews.com