المسئولون في جهاز المخابرات الأمريكية يختلفون مع أوباما بشأن تنظيم القاعدة

US President Barack Obama with Director of National Security James Clapper. (AFP/Getty Images)

الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر. (إيه إف بي/ موقع جيتي إيمدجز) 

واشنطن عرض كبار المسئولين في جهاز المخابرات الأمريكية في يوم الثلاثاء تقييماً أكثر إثارة للقلق بشأن تنظيم القاعدة من تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قال بأن التنظيم في حالة هروب ويتجه نحو الهاوية.

لسنوات عديدة، يتحدث أوباما وكبار مساعديه في الأمن القومي عن إضعاف وتقليص حجم تنظيم القاعدة بسبب هجمات الطائرات بدون طيار التابعة للقوات الأمريكية في أفغانستان وباكستان، وظهور الجماعات التابعة لها تركز في الغالب على الهجمات في جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي أحد خطاباته الشهيرة حول برنامجه عن القتل المستهدف في مايو الماضي، وصف أوباما الخلية الأساسية لتنظيم القاعدة والقادة في أفغانستان وباكستان بأنهم “على الطريق نحو الهزيمة”. وقال القائد الأعلى بأن “القادة المتبقين في تنظيم القاعدة يقضون معظم الوقت في التفكير بشأن سلامتهم أكثر من التفكير في التآمر ضدنا.”

وقال أوباما: “هم لم يوجهوا الضربات في بني غازي أو بوسطن. كما أنهم لم يقوموا بتنفيذ أي هجوم ناجح علي وطننا منذ أحداث 9/11.

كما أوضح أوباما بأنه يرى وكبار مستشاريه بأن تنظيم القاعدة يركز بشكل أقل على القيام بهجمات في الولايات المتحدة.

وأضاف أوباما في ذلك الوقت أنه: “في حين كوننا حذرين من أية دلائل على أن هذه المجموعات قد تشكل تهديدًا عابرًا للحدود، فالكثير يركز على العمل في البلدان والمناطق التي يتواجدون فيها. وهذا يعني أننا سوف نواجه تهديدات كثيرة تتسم بطابع محلي مثل ما رأيناه في بني غازي، أو ما حدث في المنشأة التابعة للشركة البريطانية (Bp) للنفط في الجزائر، والتي قام فيها عملاء محليون — ربما تربطهم علاقة غير رسمية مع شبكات محلية — بشن هجمات متكررة ضد دبلوماسيين غربيين، وشركات وغيرها من الأهداف السهلة، أو اللجوء إلى الاختطاف والمؤسسات الإجرامية الأخرى لتمويل عملياتها.”

وفي خطابه في مؤتمر حالة الاتحاد قبل بضعة أسابيع، وصف أوباما مرة أخرى تنظيم القاعدة بالضعف، على الرغم من أنه اعترف بأن “الخطر قد تطور، حيث تترسخ الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وغيرهم من المتطرفين في مناطق مختلفة من العالم”، مثل اليمن، والصومال، والعراق ومالي.”

وخلال وصفه لدور القوات الأمريكية وقوات الناتو التي ستبقي في أفغانستان بعد هذا العام، قال أوباما بأن إحدى المهمات الرئيسية ستكون “عمليات مكافحة الارهاب لملاحقة أي بقايا لتنظيم القاعدة.”

وفي هذا الخطاب، قال أوباما مرة أخري “نحن وضعنا القيادات الأساسية لتنظيم القاعدة على طريق الهزيمة.”

كما تعهد أوباما أيضًا بأن يُخرج أمريكا “من حالة الاستعداد الدائمة للحرب.”

ولكن خلال شهادته أمام لجنة الخدمات المُسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء، عرض كل من مدير الاستخبارات الوطنية “جيمس كلابر”، والجنرال “مايكل فلين” رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأمريكية، تقييمًا مختلفًا.

 وخلال الاستجواب بشأن هذا الموضوع من قِبل الجنرال “جيمس انهوف” العضو بلجنة القوات المُسلحة في مجلس الشيوخ، والسيناتور الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما، وصف “كلابر” تنظيم القاعدة بأنه “يتحول”، مع ظهور جماعات جديدة في شمال أفريقيا.

وعندما سأل “أنهوف” إذا ما كان تنظيم القاعدة، كما قال أوباما، على طريق الهزيمة وفي حالة هروب، أجاب “فلين” قائلاً “لا، إنهم ليسوا كذلك.”

كما بدا على “كلابر” أنه يقلل من تحذيراته حول التهديد الموجَه إلي الولايات المتحدة من قِبل الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وذلك عندما قال بأن مثل هذه المنظمات لا تُخطط للقيام بهجمات على “الوطن”. ولكنه يبقيهم ضمن قائمة التهديد الطويلة لأنهم ريما “يقوموا بذلك” يوماً ما.

يرى أوباما أن جماعات تنظيم القاعدة خارج أفغانستان وباكستان تركز على البلدان التي تعمل فيها، وليس على مهاجمة أمريكا. وعندما سأله السيناتور “جون مكين”، السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا، عما إذا كان ظهور جماعات إسلامية متطرفة جديدة في سوريا يزيد من خطر وقوع هجمات على أرض الولايات المتحدة، قال “كلابر” نعم.

ولم يضغط أي عضو في مجلس الشيوخ على “كلابر” حول هذا التناقض الواضح مع رئيسه.

وفي شهادته المكتوبة، ذكر “كلابر” بخصوص “تنظيم القاعدة الرئيسي” في أفغانستان وباكستان، بأن هناك عدد من العوامل وضعته في “مسار تنازلي منذ عام 2008”. فالتنظيم الآن يمتلك “قدرات ضعيفة ليقوم بتنفيذ هجوم كارثي على الأراضي الأمريكية، بالإضافة إلى تآكل دور التنظيم كزعيم لحركة العنف والتطرف العالمية.

وفي الوقت الذي يصف أوباما تنظيم القاعدة الرئيسي بأنه مهزوم، يُحذر كلابر من أن التنظيم مُرشح للعودة مرة أخري.

وقال مدير الاستخبارات الوطنية أمام لجنة مجلس الشيوخ: “ربما يأمل تنظيم القاعدة في العودة مرة أخرى بعد تراجع القوات الأمريكية في أفغانستان في عام 2014.”

وفي غضون ذلك، أكد السيناتور “كارل ليفين” رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، والسناتور الديمقراطي عن ولاية ميتشغان، على ما إذا كان الوضع في أفغانستان سوف يتحسن إذا أعلنت واشنطن وحلفاؤها ببساطة أنها ستنتظر الرئيس الأفغاني الجديد قبل الاتجاه إلى وضع اللمسات الأخيرة حول اتفاق أمني طويل الأجل بين البلدين والذي من شأنه أن يُبقي القوات الامريكية هناك الى عام 2015 وما بعده.

وقال “ليفين”: ” إن الولايات المتحدة والتحالف الذي نحن جزء منه سنكون في أفضل حال في انتظار خليفة “حامد كرزاي” لتوقيع اتفاق يؤيده الشعب الأفغاني، كما يتضح من خلال إجماع 3000 عضو من قبائل Loya Jirga.”

وكشف “كلابر” أنه يعتقد أن كرزاي لن يوقع على الاتفاقية الأمنية قبل ان يترك منصبه في وقت لاحق هذا العام.

كما قال مدير الاستخبارات الوطنية أن الانتظار كل هذا الوقت لإتمام اتفاق قد تسبب بالفعل في ظهور “اتجاهات سلبية”، مثل تراجع الاستثمارات الأجنبية في أفغانستان.

وبخصوص إيران، ظل “كلابر” مُسايرًا لأعضاء البيت الأبيض، وأخبر لجنة مجلس الشيوخ بأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية توصلت إلى فرض عقوبات جديدة ضد إيران وسيكون له “نتائج عكسية” على المحادثات المتعددة الأطراف الجارية التي تهدف إلى إقناع طهران بالتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية.

وبعض الجمهوريين وعدد قليل من الديموقراطيين داخل مبني البرلمان الأمريكي يريدوا أن يصوتوا بشكل عاجل على إجراء من شأنه فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب رغباتها في الأسلحة النووية.

لكن البيت الأبيض يضغط بقوة ضد مثل هذا التصويت في جلسة واحدة أو في جلستين.

البريد الإلكتروني: jbennett@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا