الإمارات وليبيا تطلبان شراء أسلحة أمريكية

The United Arab Emirates has requested the purchase of 30 F-16 Block 61 aircraft and the upgrade of its existing F-16 Block 60 fleet. (Karim Shaib / AFP via Getty Images)

طلبت الإمارات شراء 30 مقاتلة من نموذج F-16 Block 61  وتحديث لأسطول المقاتلات من نموذج F-16 Block 60 التي لديها الآن.  (كريم شعيب/ وكالة فرانس برس عبر موقع جيتي إيمدجز) 

دبي في الوقت الذي يتصدر فيه خبر طلب العراق شراء مروحيات مُقاتلة من طراز أباتشي وصواريخ من طراز Hellfire عناوين الصحف هذا الأسبوع، فقد حصلت اثنتان من الدول الإقليمية الأخرى على موافقة لشراء المعدات العسكرية الأمريكية.

 وقد أبلغت وكالة التعاون الأمني ​​الدفاعي الأمريكية (DCSA) الكونغرس بأنها وافقت على صفقة المبيعات العسكرية الخارجية لدولة الإمارات وليبيا الأسبوع الماضي، بقيمة إجمالية للاتفاق وصلت إلى 7.1 مليار دولار.

 ووفقًا للوكالة، فقد طلبت الإمارات شراء 30 مقاتلة من طراز F-16 Block 61 وتحديث للمقاتلات من طراز F-16 Block 60 التي لديها الآن بتكلفة تُقدر بنحو 270 مليون دولار. كما طلبت ليبيا تدريب المجندين لوحدات عسكرية تتكون من 6 آلاف إلى 8 آلاف مجند بتكلفة تُقدر بنحو 600 مليون دولار. كما طلبت العراق شراء واستئجار معدات عسكرية منها مروحيات مُقاتلة من طراز أباتشي وصواريخ من طراز Hellfire من أجل عملياتها في مكافحة التمرد تبلغ قيمتها 6.9 مليار دولار.

 واشتمل طلب الإمارات على 40 مدفع عيار 20 مم من طراز M61A بالإضافة إلى 40 جهاز GPS من أنظمة الملاحة التي تعمل بالقصور الذاتي.

 كما اشتمل الطلب أيضًا علي: أجهزة التمييز بين الصديق والعدو؛ وأنظمة تخطيط المهام المشتركة؛ وأجهزة للرؤية الليلية؛ وجهاز أمشاط الطلقات النارية المُفَعَّلة/ وأجهزة الطلقات ذاتية الاندفاع؛ والتكامل بين نظم الأسلحة ؛ وقطع الغيار والاحتياطي من الأسلحة؛ أدوات وأجهزة الاختبار؛ تدريب المجندين ومعدات التدريب؛ المنشورات والوثائق التقنية؛ والبرنامج الدولي لإدارة المحركات-وبرنامج تطوير المكونات؛ وعملية الإصلاح والإرجاع؛ ودعم التزود بالوقود جوًا؛ صيانة وخدمات العبّارات؛ ودراسات استقصائية للمواقع؛ والتعاقد مع المهندسين والحكومة الأمريكية؛ وخدمات الدعم اللوجستية والفنية؛ وغيرها من العناصر المتعلقة بالخدمات اللوجستية وبرامج الدعم، كل هذا وفقًا لوكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية.

 من جانبه، أشار المحلل العسكري بمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري “ماثيو هيدجِز” إلى أهمية إعلان الإمارات العربية المتحدة عن عقد صفقة شراء مقاتلات من طراز  F-16 Block 61.

وقال هيدجز: ” إن أنظمة الطيران الإلكترونية وأنظمة الاتصالات المعدلة سوف تمكن الإمارات من تحسين وضع قوتها الجوية عامة وقوات الدفاع الجوي بشكل خاص، بالإضافة إلى إمكانية التواصل بكفاءة مع مقاتلات الجيل التالي مثل الطائرات المقاتلة Raptor طرازF-35  وF-22 وتسهيل تنفيذ العمليات بفَاعِلِيَّة عندما تكون الإمارات جزء في التحالفات الدولية؛ المسألة التي كانت تسبب بعض المشكلات للسلطات الإماراتية من قبل. ويترتب على ذلك استمرار اعتماد الإمارات على توسيع أسطولها الحربي من الطائرات طراز F-16 حتى يتم فتح منافذ لتصدير الـ F-35 بعد أن أخفقت كل الخيارات المطروحة في تلبية الاحتياجات التشغيلية لديهم”.

وأضاف أن زيادة عدد طائرات السرب سوف تتيح فرصًا أكبر أمام القوات الجوية الإماراتية لتحسين قدراتها على صعيد العمليات العسكرية ومن الناحية التقنية أو الفنية كذلك، بجانب تنمية سوق الصيانة المحلية والإصلاحات والعمليات للقطاع الجوي.

وفيما يخص العراق، فقد أشار “هيدجِز” إلى أن “اختيار صواريخ Hellfire يوحي بإصرار قوي من الولايات المتحدة لتمكين القوات المسلحة الإقليمية من مكافحة عدم الاستقرار في المنطقة.

كما أن اختيار القوات العراقية المسلحة لصواريخ Hellfire يوحي بميول قوية في توجهات القيادة العسكرية نحو الأسلحة الفتاكة؛ ومن المتوقع أن يساهم شرائها من الولايات المتحدة خاصة في تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين”.

فقد أفادت وكالة التعاون الأمني الدفاعي أن الحكومة العراقية قد تقدمت بطلب شراء 500 قذيفة من نوع AGM-114K/R Hellfire وموجهات للصواريخ، واسطوانات تجزئة الانفجار، ومجموعات لأدوات التركيب، وحاويات، وخدمات النقل، وقطع الغيار والتصليح ومعدات الدعم، مع برامج ومعدات التدريب، بالإضافة إلى جميع المنشورات والوثائق الفنية المتعلقة بالأسلحة، والخدمات الفنية والهندسية والدعم اللوجستي من الحكومة الأمريكية.

وذكرت الوكالة بأن: “العراق سوف تستخدم هذه الصواريخ للمساعدة في تحسين قدرات قوات الأمن العراقية لدعم العمليات العسكرية الجارية في البلاد”.

وصرّح هيدجز بأن العراق تقدمت كذلك بطلب لشراء 24 من طائرات الهليكوبتر المقاتلة من نوع أباتشي طراز AH-64E Longbow و480 صاروخ Hellfire إضافي وأكثر من 60 قاعدة لإطلاق الصواريخ؛ ويعتقد هيدجيز أن عمليات الشراء العسكرية الجارية في العراق تعكس الصراع ما بين الولايات المتحدة وإيران لتحقيق أكبر قدر من التأثير على العراق في مرحلة ما بعد صدام حسين.

وأكمل هيدجز: “يمكننا كذلك أن نتفهم أهمية تلك الصفقة على ضوء الصراع الجاري في العراق بعد أن سمح العراقيون بظهور تنظيم القاعدة مرة أخرى في صورة ما يدعونه بـ (الدولة الإسلامية في العراق والشام) خاصة في محافظة الأنبار.”

هذا وقد أعلنت الوكالة الأسبوع الماضي أن الحكومة الليبية تقدمت هي الأخرى بطلب لشراء معدات تدريبية ومنح الخبرات العسكرية لعدد يتراوح بين 6 إلى 8 آلاف جندي.

وذكرت الوكالة بأن:” البرنامج يتضمن خدمات عسكرية قد تمتد لنحو 8 سنوات من التدريبات وتجهيز وتحسين المنشآت وتدريب الجنود ومعدات التدريب، وعدد 637 من بنادق M4A4 وذخيرة للأسلحة الخفيفة، والخدمات الفنية والهندسية والدعم اللوجستي من الحكومة الأمريكية ومن المقاولين، والتجهيزات الشخصية للمتدربين من حيث الزي النظامي والمعدات الشخصية وغيرها من العناصر المتعلقة بالخدمات اللوجستية وبرامج الدعم.

وعلق “هيدجيز” قائلًا: “سوف يتمكن الليبيون من تحقيق الاستقرار المنشود في دولة أنهكتها الصراعات المحلية من خلال البرنامج الذي يهدف لتحسين القدرات العسكرية على المدى البعيد من خلال التدريب طويل الأمد الذي تعاقدت عليه الولايات المتحدة مع الحكومة الليبية”.

ومن ناحية أخرى سيساعد التدريب والدعم اللوجستي على إكساب القوات العسكرية الليبية قدرًا كبيرًا من الانضباط والاحترافية بعدما أصبحت الأجواء تعج بالمشاحنات القبلية بين الجنود. وقد يتأتى توحد الدولة الليبية عبر اتحاد وتآلف القوات العسكرية التي ربما كانت قد أظهرت بوادر للانقسام في الفترة الأخيرة بين الشرق والغرب”.

وعن البرنامج التدريبي لطرابلس، أكدت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية أن إتمام تلك الصفقة سوف يتطلب تكليف حوالي 350 من الموظفين الحكوميين الأمريكيين والمتعاقدين لمدة تصل إلى 8 سنوات بمعسكر Novo Selo للتدريب في بلغاريا.

وأضافت الوكالة:” يجب توخي أقصى درجات الحذر والعناية في إدارة البرنامج التدريبي الذي يهدف لتوسيع قاعدة القوات العسكرية المدربة في ليبيا، لأن القذافي كان يستخدم الجيش الليبي كأداة قمع ضد مناهضيه، وبالتالي سنجد أن هناك قابلية لا يمكن تجاهلها بين الجنود للانحياز نحو انتماءات قبلية بعيْنها”.

وأكد هيدجز أن “النمو الإيجابي لقوة عسكرية ليبية محايدة قد يمثل القوة الموحدة للدولة بأكملها”.

 

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا