خبراء: صفقة جزر هرمز تواجه عقبات كبيرة

Iranian President Hassan Rouhani, right, greets Oman’s Sultan Qaboos bin Said in Tehran in August. A United Arab Emirates government source said the sultan was involved in negotiations to return at least two of three islands in the Strait of Hormuz to the UAE. (BEHROUZ MEHRI/AFP/Getty Images )

علي يمين الصورة، الرئيس الإيراني حسن روحاني يُحيّي نظيره العُماني السلطان قابوس بن سعيد في طهران في أغسطس. قال مصدر حكومي في الإمارات العربية المتحدة أن السلطان قابوس شارك في مفاوضات من أجل عودة جزيرتين من ثلاث جُزر في مضيق هُرمز لدولة الإمارات العربية المتحدة. (بهروز مهري/وكالة فرانس برس/ جيتي إيمدجز)

دبي — أعرب الخبراء والمحللون عن شكوكهم حول الصفقة المُعلنة لنقل الجُزر التي توجد بالقرب من مضيق هُرمز من إيران إلى الإمارات العربية المتحدة، مشيرين إلى أن عملية النقل ستواجه “عقبات كبيرة.”

 وصَرَّح مصدر إماراتي رفيع المستوى لمجلة “ديفنس نيوز” – Defense News الأسبوع الماضي، أن مسئولين من الإمارات وإيران دخلوا في محادثات مشتركة منذ يونيو حول وضع الجزيرة، بوساطة الحكومة العمانية.

 وبحسب المصدر فقد: “تم التوصل إلى اتفاق ووضع اللمسات الأخيرة بشأن جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى.” وأشار إلى أنه: “في الوقت الحاضر، تم الاتفاق علي عودة جزيرتين من الجُزر الثلاث إلى الإمارات العربية المتحدة بينما لم يتم التوصل لاتفاق بشأن جزيرة أبو موسي.”

 وأضاف المسئول: ” سوف تحتفظ إيران بحقوقها في المسطحات المائية حول الجُزر الثلاث، فيما تمتلك الإمارات السيادة على أراضي الجُزر. وسوف تمنح عُمان موقعًا استراتيجيًا لإيران علي جبل رأس مسندم، وهو نقطة استراتيجية للغاية تطل على منطقة الخليج كله.”

 وبعد يومين من نشر مجلة Defense News الخبر على موقعها، نفت وزارة الخارجية الإيرانية أي اتفاق بشأن الجُزر الُمتنازع عليها. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية: “أصدرت السفارة الإيرانية في دبي بيانًا تقول فيه أن الأخبار التي تناقلتها بعض المواقع العربية بشأن الجُزر الإيرانية الثلاث في الخليج الفارسي هي أخبار مُفبركة ولا أساس لها.”

 ولم يتسن لنا الوصول إلى متحدث باسم الحكومة الإماراتية للتعليق على هذا البيان.

 وقال “ديفيد أندرو وينبرج” زميل أول في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات في واشنطن: “حقيقة أن الإيرانيين استخدموا الجُزر للضغط علي دولة الإمارات فهذا أمر لافت للنظر. فهناك العديد من العقبات الهائلة التي تقف في طريق هذه الصفقة ليتم التعامل معها والمعادلة الداخلية في إيران ليست العامل الوحيد.”

 وأكمل أندرو: “يجب أن تضع في الاعتبار ما قاله يوسف العتيبة [سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن] عندما أشار إلى الجيش الإماراتي على مدار السنوات الأربعين الماضية — فالجيش يستيقظ، ويحلم، ويتنفس، ويأكل، وينام على التهديد الإيراني.”

 كما قال “وينبرج” أن أي مبادرة طموحة يجب أن يكون لديها “على الأقل الضوء الأصفر” من القائد الأعلى لإيران “آية الله على الخميني.”

 وأضاف: “وإذا وافق الخميني، لابد أن تؤخذ مقاصده بعين الاعتبار، وهي تقسيم [مجلس التعاون الخليجي] من خلال التحالف مع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان ضد المملكة [العربية] السعودية. وإذا أرجعت طهران الجُزر إلى الإمارات، يمكنك وقتها أن تراهن على أن المسؤولين الأمنيين والجماهير في أبو ظبي ستتضح أمامهم الصورة فيما يخص المصالح الاستراتيجية الإيرانية.”

 وقد وصف المسئول رفيع المستوي الدور الذي تلعبه سلطنة عُمان بأنه مهم جدًا في الفترة المُقبلة.

 وفقًا للمصدر، سوف تُمنح إيران حق الحصول على شبه جزيرة رأس مسندم الاستراتيجية التي تُطل على مضيق هُرمز وفي المقابل، سوف تتلقى سلطنة عُمان الغاز والنفط من إيران مجانًا.

 وصرح المصدر بأنه تم إبرام الاتفاقية في يوم 24 ديسمبر، وذلك أثناء زيارة الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان”، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، مع السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان.

 تقع جُزر أبو موسي وطنب الكبرى وطنب الصغرى ذات الموقع الاستراتيجي بالقرب من مضيق هُرمز، وهو أهم ممر للنفط في العالم. وتم احتلال هذه الُجزر بواسطة شاه إيران محمد رضا بلهوي قبل أقل من 48 ساعة على الإعلان عام 1971 عن إقامة دولة الإمارات العربية المتحدة.

 وكانت جزيرة أبو موسي، أكبر الجُزر الثلاث، تحت إدارة مشتركة بين إيران وإمارة الشارقة، بينما بقيت جزيرة طنب الكبرى وجزيرة طنب الصغرى تابعة لإمارة رأس الخيمة، وذلك وفقًا للسجلات الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

في العام الماضي، افتتحت قيادة الحرس الثوري الإيراني قاعدة بحرية على جزيرة أبو موسي، وذكر المصدر أن الجيش الإيراني في جزيرة أبو موسى قد بدأ بالانسحاب.

 وقال أيضًا: “هم بصدد تدمير مخابئهم في الجزيرة.”

 وعلاوة على ذلك، فقد صرح مسئول عسكري أمريكي في ديسمبر بأن إيران قد نقلت سربًا من الطائرات المُقاتلة من طراز Su-25 إلى خارج جزيرة أبو موسي.

 وصرح المصدر المسئول أنه: “بعد الإعلان الأخير عن الصفقة النووية المؤقتة بين إيران ودول الخمسة زائد واحد P5+1 (مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن)، قام وزير الخارجية الإماراتي الشيخ/ عبد الله بن زايد بزيارة طهران لمناقشة قضية الجُزر.

 وأضاف: “وجاء وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلي أبو ظبي في الأسبوع التالي للاجتماع مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ/ خليفة بن زايد آل نهيان وكبار القادة الآخرين لتقوية فرص الوصول الى اتفاقية بشأن الجُزر.”

وأضاف المصدر أن هناك خوف من رد فعل قوي في إيران من وراء هذه الصفقة.

 ووفقًا لـ “ثيودور كاراسيك”، مدير البحث والتطوير في مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، فإن أي شيء ممكن في هذه المرحلة.

 وقال أيضًا: “على مدار السنوات القليلة الماضية، شهدنا تطورات مذهلة وغير مسبوقة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك التقارب بين الغرب وإيران.”

 وأضاف كاراسيك: “إن المنطقة تشهد إعادة تنظيم.”

 وأكمل قائلًا: “من الواضح أن هناك عملية إعادة تنظيم تحدث وهي تتحدي تفكيرنا التقليدي بشأن القضايا الرئيسية المُحيطة بسواحل الخليج العربي. وأعتقد أنه في المستقبل القريب، قد نري أشياءً تحدث لم نعتقد أنها ممكنة بشأن الحدود والأراضي.”

 ويقول كاراسيك: “الحدود المادية التي تم إنشاؤها منذ عصر سايكس-بيكو في الحرب العالمية الأولى، من الممكن أن تؤدي إلى تسوية بعض النزاعات في المنطقة. ودعنا نري ما الذي سيحدث في الأشهر المُقبلة خاصة وأن الصفقة الإيرانية النووية المؤقتة تأتي في شكل صفقة شاملة.

 ومع ذلك، فقد قال “وينبرج”: “أن إعطاء إيران موطئ قدم على الجانب الآخر من المضيق يمثل تهديدًا للمجتمع الدولي. كما أن وضع الأصول الإيرانية على شبه جزيرة [رأس مسندم]، والتي تعتبر بوابة اقتصادية هامة، يمكن أن يؤثر على المجتمع الدولي ويمكن أن ينظر إليه باعتباره تهديدًا عالميًا.”

 وقال أنه يدرك لماذا يعتبر خامنئي وقوات الحرس الثوري الإسلامي هذا الأمر على أنه مصدر قوة، خاصة في المقايضة. ويتساءل: “ولكن ماذا ستكون تلك المُقايضة؟ قاعدة عسكرية، أم تواجد تجاري، أم مركز تنصت، فهذا من شأنه تحديد أشياء كثيرة.”

 وقال “وينبرج” أن انحياز المصالح الاقتصادية لسلطنة عُمان مع إيران سوف يُنظر إليه بتحفظ شديد من قِبل المملكة العربية السعودية والغرب.”

 ويقول “كاراسيك” بأن العلاقات الإيرانية-العُمانية فريدة من نوعها. مُصرحًا بأنه: “إذا كانت السُلطات العُمانية تريد أن تُعطي نظيرتها الإيرانية نوعًا من الحقوق مثل ميناء أو قطعة أرض، فهذا أمر متروك لها.”

 كما ذكر “وينبرج” أنه بالرغم من ذلك، فإن المصالح الإيرانية مع باقي دول المنطقة لا تزال هي السؤال المهم. وأكمل: “حتى تُثبت السُلطات الإيرانية أنها مستعدة لتغيير عناصر هامة في تصرفاتها في منطقة الشرق الأوسط، فإن التَشْكِيك في حكومة “روحاني” سيبقي قائمًا ومبررًا.”

 البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا