إيران والإمارات تقتربان من الاتفاق بشأن جزر هرمز

DFN_Strait_Hormuz_map526_120913

دبي— تقترب إيران والإمارات العربية المتحدة من التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة ثلاث جزر تحتلها إيران في الخليج العربي إلى الإمارات.

صرحت مصادر قريبة من المفاوضات الجارية أنه تم طرح صفقة إعادة الجزر ذات الموقع الاستراتيجي إلى الإمارات على مائدة المفاوضات خلال الزيارة الأخيرة لوزير خارجية الإمارات الشيخ “عبد الله بن زايد آل نهيان” إلى طهران، حيث جاء رد نظيره الإيراني “محمد جواد ظريف” إيجابيًا خلال زيارته التالية الأسبوع الماضي.

أكد “ثيودور كاراسيك” – مدير الأبحاث والتطوير بمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري – أن البلدين على وشك تحقيق انفراجة واسعة في علاقاتهما.

وتابع قائلاً: “ركز الشيخ “عبد الله” في زيارته إلى طهران على قضية الجزر وجاء الرد عليه إيجابيًا من الجانب الإيراني بقدوم وزير الخارجية الإيراني “ظريف” سريعًا إلى أبوظبي لمقابلة الرئيس الشيخ “خليفة بن زايد آل نهيان” وعدد من كبار القادة للتأكيد على بنود اتفاقية قابلة للتنفيذ لنقل الجزر إلى الإمارات مع احتفاظ إيران بحقوق استغلال قاع البحر”.

تتمتع جزيرة “أبو موسى” وجزيرتا “الطنب الكبرى والصغرى” بموقع استراتيجي نظرًا لقربها من مضيق هرمز الذي يعد واحدًا من أهم الممرات المائية في العالم. وهي ذات الجزر التي كان شاه إيران “محمد رضا بهلوي” قد احتلها قبل أقل من 48 ساعة من إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971.

ووفقًا للسجلات الرسمية لدولة الإمارات، فإن جزيرة “أبو موسى”، أكبر الجزر الثلاث المتنازع عليها، تخضع لإدارة إمارة الشارقة، في حيت تتبع جزيرتا “الطنب الكبرى والصغرى” إمارة “رأس الخيمة”.

دشنت قيادة الحرس الثوري الإيراني في السنة الماضية قاعدة بحرية في جزيرة “أبو موسى”. وكانت القاعدة البحرية تضم مئات الصواريخ قصيرة المدى “بغرض حماية أمن طهران عند مضيق هرمز” بحسب ما قاله “كاراسيك”.

خلال زيارة الشيخ “عبد الله بن زايد” إلى طهران، كانت الانفراجة الأولى هي قبول إيران بدء مباحثات حول جزيرة “أبو موسى”. إلا أن “ظريف” سرعان ما أكد على السيادة الإيرانية عليها وصرح في بيان صحفي نشرته “وكالة أنباء فارس” أن طهران مستعدة لإجراء محادثات مع الإمارات بغرض إزالة سوء الفهم بخصوص إحدى هذه الجزر ليس إلا”.

وكان “ظريف” قد كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك بتاريخ 3 ديسمبر: “إننا مستعدون للتحدث مع الإمارات بشأن سوء الفهم فيما يتعلق (بتطبيق مذكرة التفاهم لسنة 1971) بخصوص جزيرة “أبو موسى”.

وكان الرئيس “حسن روحاني” قد بعث الأسبوع الماضي دعوة إلى الشيخ “خليفة” ونائبه الشيخ “محمد بن راشد” لزيارة إيران.

تابع “كاراسيك” قائلاً: “تمثل هذه الاتفاقية قضية رابحة للطرفين نظرًا لرغبة إيران في الخلاص من هذه القضية المثيرة للجدل في الوقت الذي يمكن فيه للإمارات المطالبة استنادًا إلى حقوقها التاريخية باستعادة الجزر”

أضاف “كاراسيك”: “إلى جانب المنافع الاستراتيجية، يمكن أن تمثل الصفقة منافع اقتصادية لكلا البلدين إذا ما وضعنا في عين الاعتبار العلاقات الاقتصادية بين دبي وإيران وحقيقة أن كلاهما ستستفيدان من رفع العقوبات الاقتصادية”.

أعلن مجلس الأعمال الإيراني أنه قبل فرض العقوبات الاقتصادية في 2007، كانت التجارة بين الإمارات وإيران تركز على المنتجات الاستهلاكية والمواد الغذائية والماشية. كانت التجارة السنوية بينهما تقدر بقيمة تتراوح بين 36.7 مليار درهم و44.1 مليار درهم (أي ما يعادل 10 مليار دولار أمريكي و12 مليار دولار أمريكي).

وبعد فرض العقوبات، بلغت قيمة الصادرات المباشرة من دبي إلى إيران 1.8 مليار درهم، بحسب دائرة التنمية الاقتصادية لمدينة دبي.

وخلال زيارته الأخيرة إلى أبوظبي، قد أقر وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” أن العقوبات الاقتصادية قد خلفت ضغوطًا مالية على دول الخليج. مشيرًا إلى انخفاض التجارة إلى أقل من 4 مليار دولار بعد فرض عقوبات اقتصادية أشد صرامة في عام 2012.

أضاف “كيري”: “أعلم أن دولاً كثيرة، وخصوصًا الإمارات، عانت من العقوبات الاقتصادية الإيرانية. لقد علمت اليوم فقط أن التجارة مع إيران انخفضت من 23 مليار دولار إلى 4 مليار دولار فقط. وهي تضحية كبيرة.

كما أن هذا قد أثر على شركائنا في الإمارات. وهذا الأمر الذي يحتاج الكونجرس وغيره إلى أخذه في الاعتبار أثناء التفكير في الطريقة التي سنتعامل بها في هذا الصدد في المستقبل”.

صرح الدكتور “عبد الخالق عبد الله” من جامعة العلوم السياسية في الإمارات العربية المتحدة أن التوصل إلى اتفاق في قضية الجزر الثلاث سيكون نقطة تحول في العلاقات الخليجية الإيرانية.

لقد ظل هذا الخلاف قائمًا لأكثر من 40 سنة بين إيران والإمارات، وأي حل له سيكون جيدًا طالما توافق عليه البلدان. إن إنهاء هذا النزاع لا يعد خطوة كبيرة للإمارات وإيران فحسب، ولكنه أيضاً يثبت حدوث تطور هائل في العلاقات بين إيران ومجلس التعاون الخليجي وهو ما سيؤدي إلى تقليل حدة التوتر في الخليج العربي. فإذا تم ذلك فعلاً، فسيكون سببًا وجيهًا للاحتفال بحق”.

وأضاف “عبدالله” أن المباحثات ظلت تستمر أحيانًا وتتوقف أحيانًا أخرى خلال الـ 40 عامًا الماضية.

ويوافقه الرأي “توفيق رحيم” – المستشار الاستراتيجي والمحلل السياسي – في أن ثمة أمر يحدث هنا.

وتابع قوله: “من المؤكد أن المفاوضات مستمرة، كما أن الإمارات كانت أول دولة رغبت إيران في المبادرة لإصلاح العلاقات معها. وليست هناك طريقة أفضل لذلك من التوصل إلى اتفاق فيما يخص الجزر الثلاث المتنازع عليها”.

وأضاف “رحيم” أن تمت زيارة الشيخ خليفة بن زايد  فمن المتوقع إدلإهي عن إعلان لصفقة.

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا