خلافات بين تركيا والولايات المتحدة حول قضايا المشتريات والأمن

سعت تركيا في عام 2009 للحصول على طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reapers من الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن مسؤولين أتراك قد صرحوا مؤخرًا بأن الدولة قد شرعت في تطوير نظامها الخاص وأنها لم تعد بحاجة إلى أنظمة الطائرات بدون طيار المسلحة الأمريكية. (صورة: إيزاك بريكين/غيتي إيمدجز)

سعت تركيا في عام 2009 للحصول على طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reapers من الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن مسؤولين أتراك قد صرحوا مؤخرًا بأن الدولة قد شرعت في تطوير نظامها الخاص وأنها لم تعد بحاجة إلى أنظمة الطائرات بدون طيار المسلحة الأمريكية. (صورة: إيزاك بريكين/غيتي إيمدجز)

أنقرة، تركيا – تُظْهِرُ الدولتان الحليفتان في حلف الناتو، الولايات المتحدة وتركيا، مواقف متباينة على نحو متزايد حول عدة قضايا تتعلق بالمشتريات وحملتهما المشتركة ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة في سرويا والرقة، مما يعطي إشارة إلى وجود تضارب بينهما من حيث أولويات الأمن.

وفي هذا الصدد، صرح مسؤول بحلف الناتو في أنقرة قائلاً إن “هذا الأمر مقلق”. وأضاف: “نأمل ألا تؤدي الخلافات التركية الأمريكية إلى إضعاف القوة العملياتية للحملة أو غياب التماسك والترابط فيها”.

وقال إسماعيل ديمير، أحد كبار مسؤولي المشتريات الأتراك، في تصريحات له الأحد، إن القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على بيع بعض أنظمة الأسلحة إلى تركيا دفعتها إلى تطوير تكنولوجياتها الخاصة. وأضاف: “لا أريد أن أبدو ساخرًا،  ولكني أود شكر الحكومة الأمريكية لأنها برفضها تزويدنا بالأسلحة المطلوبة تجبرنا على تطوير أنظمتنا الخاصة”.

وأكد ديمير على أن تركيا قد نجحت في تطوير نظام طائرة محلية بدون طيار مسلحة (Bayraktar) تسخدمها حاليًا بشكل فعال في عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني الإرهابي.

وجدير بالذكر أن تركيا قد أجرت في 29 أبريل اختبارًا ناجحًا للطائرة Bayraktar، حيث أصابت هدفًا في ميدان الاختبار النيراني في قونيا وسط الأناضول من على بعد 8 كيلوم مترات. وتستخدم الطائرة Bayraktar نوعين من الذخائر أنتجتهما وطورتهما شركة روكستان الحكومية المصنعة للصواريخ؛ وهما MAM-L وMAM-C.  وتزن النظم المصغرة التي تصنعها شركة روكستان حوال 22.5 كيلوغرام، بما في ذلك رأس حربية زنة 10 كيلو غرامات.

وقال ديمير إن تركيا لم تعد بحاجة إلى الطائرات بدون طيار المسلحة الأمريكية. وأضاف مشيرًا إلى الطلب التركي المعلق منذ عام 2009 للحصول على طائرات أمريكية بدون طيار مسلحة من طراز MQ-9 Reapers المعروفة باسم Predator: “للأسف، طوينا من جانبنا صفحة كل ما يتعلق بالطائرات بدون طيار المسلحة”.

وشدد ديمير على أن حظر بيع الأسلحة لتركيا لن يؤثر على أهداف أنقرة الأمنية الإقليمية. وقال محذرًا: “إن القيود المفروضة على بيع نظم الأسلحة إلى تركيا سيؤثر حتما على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الحليفين، الولايات المتحدة وتركيا، على المدى الطويل”.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتريات العسكرية الأجنبية خلال السنوات العشر القادمة.

وفي الوقت ذاته، انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في تصريحات له السبت، الولايات المتحدة بسبب صور أظهرت ارتداء القوات الخاصة الأمريكية لشارات وحدة حماية الشعب الكردي السوري خلال عمليات هجومية على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في  محافظة الرقة السورية.

وتزعم تركيا أن وحدة حماية الشعب الكردي السوري على علاقة بحزب العمال الكردستاني؛ وهي جماعة متشددة محظورة تقاتل من أجل الاستقلال عن تركيا. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية. كما تنظر تركيا لوحدة حماية الشعب الكردي السوري باعتبارها منظمة إرهابية، بينما رفضت الولايات المتحدة تصنيفها كذلك. إذ تقدم الوحدة المساعدات للتحالف في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض.

وفي هذا الإطار، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، الجمعة، إنها أصدرت تعليمات للقوات الخاصة الأمريكية بحظر ارتداء شارات وحدة حماية الشعب الكردي السوري واعتبار ذلك أمرًا غير لائق؛ وذلك سعيًا لنزع فتيل التوتر بين أنقرة والولايات المتحدة على خلفية هذا الحادث. وقال الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، خلال محادثة أجريت معه عبر الفيديو من بغداد، إنه “قد تم اتخاذ خطوات تصحيحية، كما أننا تواصلنا مع شركائنا وحلفائنا العسكريين في المنطقة”.

فيما أشار محللون إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق توازن في تعاملها مع حلفائها الأتراك والأكراد.

وقال أحد المحللين الأمنيين الغربيين المقيمين في أنقرة: “الولايات المتحدة بحاجة إلى جهود الحليفين في حربها ضد داعش. وهذه الحاجة ليست في الوقت الراهن فحسب، بل في حملاتها المستقبلية ضد الجهاديين في المنطقة”. وأضاف: “إن العودة إلى مفاوضات السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني قد يساعد في حل الأزمة، لكن هذا الخيار لا يبدو واقعيًا، على الأقل خلال السنة أو السنة ونصف القادمة”.

Read in English

...قد ترغب أيضا