الصين تضع غوام في مرمى الصواريخ

عرض صواريخ DF-26 الصينية ضمن استعراض عسكري في ساحة تيانانمين ببكين، بـ 8 سبتمبر 2015. وتقرير جديد يذكر أن غوام أصبحت في مرمى الضربات العسكرية الصينية بقدرات صواريخها الجديدة وقاذفاتها للقنابل. (تصوير: رولكس ديلا بينا/ AFP – غيتي إيميجز)

عرض صواريخ DF-26 الصينية ضمن استعراض عسكري في ساحة تيانانمين ببكين، بـ 8 سبتمبر 2015. وتقرير جديد يذكر أن غوام أصبحت في مرمى الضربات العسكرية الصينية بقدرات صواريخها الجديدة وقاذفاتها للقنابل. (تصوير: رولكس ديلا بينا/ AFP – غيتي إيميجز)

تايبيه، تايوان – غوام في مرمى الضربات العسكرية الصينية بقدرات صواريخها الجديدة وقاذفاتها للقنابل التي تظهر بوضوح جهود الصين المستمرة في إضعاف قدرة أمريكا على مساعدة حلفائها وأصدقائها في المنطقة، وفقًا لتقرير بتاريخ 10 مايو/ أيار للجنة مراجعة العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الصين والولايات المتحدة.

نصَّ تقرير “قدرة الصين المتنامية على تنفيذ هجوم صاروخي تقليدي على غوام” أنه على الرغم من كونها أراضٍ أمريكية، ولكن من المنطقي بالنسبة للمنظور العسكري الصيني تحييد غوام؛ فالجزيرة تحتضن اثنين من المنشآت العسكرية الأمريكية – قاعدة أبرا البحرية وقاعد أندرسون الجوية – بقوة 6000 فرد. كما أنها تدعم مناوبات جوية لقاذفات القنابل B-1 وB-2 وB-52، بالإضافة إلى مقاتلات F-15 و F-16وF-22. هذا بجانب منشآت الذخيرة التي تضم 66 مليون غالون من وقود الطائرات و100 ألفٍ من القنابل.

ففي حال رأت بكين ضرورة تعطيل التدخل الأمريكي وتمكنت وقتها من إطلاق عددٍ كافٍ من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وصواريخ كروز للهجوم البري والصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ كروز المضادة للسفن، فإن القواعد والممتلكات الموجودة في غوام ستقع تحت الخطر، وفقا لكاتب التقرير، جوردن ويلسون، محلل سياسي للشئون الأمنية والخارجية للجنة مراجعة العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الصين والولايات المتحدة.

هجمات كتلك لن تحرم الولايات المتحدة من ممتلكاتها فحسب، على حد ما ذكر ويلسون، بل وستشتت جهود استجابتها على مستوى المنطقة – غالقةً بذلك مدرجات الطائرات ومضعفة قدرة القواعد الجوية والبحرية ومعقدة بيئة التشغيل لسفن الولايات المتحدة وموصدة الأبواب تمامًا أمام الخدمات اللوجستية الرئيسة وإمكانية إصلاح البنية التحتية”.

ويشير ويلسون إلى الصاروخ الباليستي متوسط المدى الجديدة طراز DF-26، الذي عرض لأول مرة في سبتمبر/ أيلول 2015 في استعراض بكين العسكري، على كونه صاروخًا فريدًا من نوعه؛ يحمل نفس صفات الصاروخ الباليستي المضاد للسفن، مما يمكِّنه من ضرب حاملات الطائرات في المنطقة المحيطة بغوام.

فللصاروخ، الذي أطلق عليه “قاتل غوام” أو “غوام اكسبريس”، نطاق 3000-4000 كيلومتر بمتغيرات نووية وتقليدية ومضادة للسفن. كما يتميز بـ”تصميمه النموذجي” الجديد، الذي يسمح له بالاستخدام التبادلي: إذ يمكن لمركبة الإطلاق أن تزود بـ”نوعين من الرؤوس النووية وعدة أنواع من الرؤوس التقليدية التي تستخدم آليات تدمير مختلفة لمهاجمة أهداف معينة”، هذا على حسب ما ذكره ويلسون في تقريره.

كما نبَّه أيضًا من صاروخ آخر يبعث على القلق، ألا وهو الصاروخ المضاد للسفن طراز DF-21D، والذي يطلق عليها “قاتل الحاملات”. فمع أن مداه 1.500 كيلومتر فقط، ما يعتبر قصيرَ المسافة جدًا ليهدد غوام. إلًا أنه مسلَّحٌ برأسٍ حربي للمناورة، “مانحًا الصين القدرة على تهديد حاملات الطائرات البحرية الأمريكية، التي تسبح في مياه شرق تايوان، من مواقعها البرية الرئيسة”.

وبيد أن صاروخ DF-21D الذي عُرض في 2010 أجبر سفن الولايات المتحدة البحرية على العمل من مسافة أبعد من تايون. فالآن بصاروخ DF-26، غوام لم تعد ملاذًا آمنًا لمقاتلات الولايات المتحدة وقاذفات قنابلها.

هذا غير صواريخ كروز التي تلعب دورًا مهمًا في الجهود الصينية لتهديد غوام، على حد ما كتب ويلسون.

الأول صواريخ كروز للهجمات الأرضية التي تطلق من الجو، مثل صاروخ كروز طراز CJ-20 الجديد بنطاق 1500 كيلومتر، والذي يمكن أن ينفِّذ ضربات دقيقة، انطلاقًا من المتغيرات المحدثة لقاذفة القنابل H-6K متوسطة المدى، التي يبلغ نصف قطرها القتالي 3500 كيلومتر، بجانب إمكانيتها على حمل ستة صواريخ CJ-20 كروز للهجمات الأرضية. ويوجد منها حاليًا 36 قاذفةَ قنابل منتشرة اعتبارًا من عام 2015.

وقد ذكر ويلسون أنه في نوفمبر 2015، انفصلت أربع قاذفات قنابل H-6K عن أربعة آخرين غرب أوكيناوا، خلال مهمة تدريبية، وحلَّقوا لمسافة 1000 كيلو متر متجاوزين سلسلة الجزر الأولى فيما يشبه “محاكاة للهجوم على غوام”.

الثاني صاروخ كروز YJ-12 الأسرع من الصوت المضاد للسفن والذي يطلق من الهواء، بنطاق 215 ميل بحري. ويمكن إطلاق هذا الصاروخ أيضًا من قاذفة القنابل H-6K. وهو صاروخ قادرٌ على أداء مناورات مراوغة، مما يجعله من “التحديات الهائلة التي يجب على دفاع السفن التعامل معها”. فمع قاذفة القنابل H-6K، يمكن للصاروخ الوصول إلى جميع الأهداف في أنحاء غوام، والذي جعل ويلسون يقتبس من روبرت هاديك، مقاول مستقل مع قيادة العمليات الخاصة للولايات المتحدة، ما دعاه به في 2014 “أخطر صاروخ مضاد للسفن أنتجته الصين حتى الآن”.

الثالث طراز مجهول من صاروخ كروز للهجمات الأرضية يُطلق من البحر، مطوَّر من أجل النوع المقبل من غواصات 095 الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية ومدمرات Luyang-III الجديدة ذات الصواريخ الموجهة التي ستجعل غوام في راحة يد الصين.

الأخير هو صاروخ كروز الجديد المضاد للسفن طراز YJ-18، والذي زُودت به المدمرة Luyang III. كما يرجح تزويد غواصات طراز Song و Yuan و Shang به، بالإضافة إلى غواصات من نوع 095 ومدمرات 055 ذات الصواريخ الموجهة.

فالصاروخ YJ-18 لديه قدرة فعلية على الوصول لسرعة تفوق سرعة الصوت خلال مرحلته النهائية، مما يحيل صعوبة على دفاعات السفينة إيجاد الوقت الكافي للتصرف حيال هذا التهديد القادم، وفقًا لويلسون.

وقد أجمل ويلسون عدة توصيات لمواجهة هذا التهديد؛ وهي: تقوية المنشآت في غوام لتصمد أمام الضربة الأولى، وتفريق المنشآت العسكرية الأمريكية في المنطقة؛ مما يجبر الصين على توجيه ضربات صاروخية للعديد من الأهداف، مع البدء في استثمار وتطوير قدرات دفاعية صاروخية الجديد. بجانب إعادة النظر في معاهدة القوات النووية متوسطة المدى؛ إذ إن الصين ليست من الدول الموقعة عليها إلى جانب أن روسيا تعتبر منتهكة لها.

Read in English

...قد ترغب أيضا