طائرات F-16 إضافية لباكستان قد تساعدها على تخطي العقبات

طائرة مقاتلة باكستانية من طراز F-16 تستعرض خلال احتفالات يوم الدفاع بالبلاد في إسلام أباد في 6 سبتمبر 2015. (صورة: أمير قريشيAFPغيتي إيمدجز)

طائرة مقاتلة باكستانية من طراز F-16 تستعرض خلال احتفالات يوم الدفاع بالبلاد في إسلام أباد في 6 سبتمبر 2015. (صورة: أمير قريشيAFPغيتي إيمدجز)

إسلام أباد – يبقى تسلم طائرات مقاتلة إضافية من طراز  F-16 من الولايات المتحدة أمرًا أساسيًا ضمن جهود باكستان التحديثية، بينما يقول بعض المحللين أنه نظرًا لاحتمال مواجهة الكثير من العقبات في المستقبل، فإن هذه الطائرات المقاتلة الإضافية قد تكون بديلاً جديرًا بالثقة.

وقد أكدت عدة تقارير إخبارية هنا نقلاً عن مسؤولين أن القوات الجوية في حاجة إلى حوالي 190 طائرة جديدة لتحل محل مخزونها القديم من أساطيل الطائرات المقاتلة من طراز Mirage III/5 وChengdu F-7 بحلول عام 2020. وسوف تشكل الطائرة JF-17 Thunder Block III بعضًا من هذا الرقم حيث ذكر مسؤولون من القوات الجوية أن هذا النوع من الطائرات سيكون بمثابة قفزة في قدرات الطائرات الموجودة حاليًا في الخدمة.

ومع ذلك، فليس هناك أية توقعات تتعلق بمضاعفة وتسريع الإنتاج الحالي للطائرة JF-17 سواء في باكستان أو الصين- أو ربما كليهما- لتلبية هذه الاحتياجات، ومن ثم تسعى باكستان للحصول على مزيد من طائرات F-16، ولذلك أُبرمت الصفقة الأخيرة للحصول على 8 طائرات مقاتلة من طراز F-16 Block 52.

لقد أُنجزت الصفقة تقريبًا، ويبدو أن باكستان تثق في حاجة شركة لوكهيد مارتين للإبقاء على استمرار خط إنتاج الطائرة F-16 من خلال طلبات شراء جديدة لمساعدتها في الحصول على 10 طائرات أخرى من طراز F-16 كانت تأمل في الحصول عليها إلى جانب الطائرات التي أُسقطت عنها الديون مؤخرًا.

وفي هذا الإطار، يشعر كلود راكيستس، زميل بارز في كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون والخبير في الشؤون الباكستانية، بالتفاؤل.

وقال: “بالنظر إلى أن إدارة أوباما قد تمكنت مؤخرًا من الحصول على موافقة الكونغرس على بيع ثمان طائرات من طراز F-16 لباكستان، فمن المنطقي ألا تكون هناك أي مشكة حقيقية في بيع 10 طائرات إضافية من الطراز ذاته”. وأضاف: “أيضًا، نظرًا للطبيعة البناءة للحوار الاستراتيجي الأمريكي الباكستاني الذي عُقد على المستوى الوزاري في واشنطن مؤخرًا، فإن هناك مؤشرات موضوعية تقنع الكونغرس بألا يكون متزمتًا في الموافقة على مثل هذه الصفقة”.

ومع ذلك، قد يكون للاعتراف الأخير الذي أبداه مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية، سارتاج عزيز، في اجتماع استضافه مجلس العلاقات الخارجية بأن باكستان قدمت “درجات مختلفة من الدعم لحركة طالبان منذ عام 2001” نتائج عكسية.

وقال راكيستس: “في الوقت الذي يشعر فيه الجميع في واشنطن بالريبة بخصوص هذا الأمر، فإن حقيقة اعتراف عزيز بذلك مصدافةً وبصورة علنية كما لو لم يكن الأمر يمثل أي خطورة قد تضر بفرص باكستان للحصول على الطائرات المقاتلة الإضافية”.  واستطرد: “قد لا يرغب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي المترددون في بيع مثل هذه الطائرات لدولة اعترفت صراحةً بدعم وإيواء عناصر حركة طالبان برغم نفيها لذلك منذ عام 2001. لذلك، وفي ضوء اعتراف سارتاج عزيز، فقد تبحث باكستان عن مكان آخر لتحديث قواتها الجوية”.

يأتي ذلك في حين أشار العديد من المسؤولين الباكستانيين إلى احتمال الحصول على طائرات روسية وفرنسية كبديل، برغم أنهم أقروا بأن هذه البدائل باهظة الثمن، كما يبدو أنه لم تكن هناك نتائج بارزة للمحادثات التي أشارت إليها التقارير بشأن الحصول على الطائرات الروسية Su-35 Flanker.

كما أشار راكيستس إلى الصين باعتبارها مصدرًا بديلاً.

لقد خططت باكستان للحصول على مجموعة متنوعة متطورة من الطائرات Chengdu J-10 Firebird، ولكن يبدو أنها تخلت عن هذه الخطة. كما ربطت عدة تقارير باكستان بالطائرة المتخفية Shenyang J-31/F-60، ولكن لم يصدر تأكيد رسمي على ذلك حتى الآن.

ونظراً لأن الطائرة J-31 لا تزال قيد التطوير، فإن شراءها لا غير مناسب فيما يتعلق بمتطلبات الإطار الزمني الحالي.

وفي هذا الصدد، قال المحلل والمؤلف والطيار السابق في القوات الجوية، كايزر طفيل سيد، إنه قد لا يكون لدى باكستان العديد من الخيارات.

وأضاف: “دارت محادثات بشأن الحصول على مزيد من الطائرات  F-16C/D-52 إلى جانب الطائرات الثمان التي اُعتمدت قبل أيام قليلة. لابد من استكمال سرب واحد إضافي من هذا الإصدار الأخير”. واستطرد: “لدينا البنية التحتية التي تمكننا ببساطة من إضافة هذه الطائرات إلى النظام، الأمر الذي لن يكون سهلاً في حال حصلنا على أنظمة روسية أو صينية”.

وأردف: “التحول لشراء عدد قليل من الطائرات الروسية والصينية لن تكون فكرة جيدة من ناحية الصيانة، نظرًا لأنها ستستلزم استثمارات كبيرة لإنشاء مراكز صيانة واستبدال ومقاعد اختبار، إضافة إلى العديد من مرافق الصيانة الجديدة”.

وعلى الرغم من تعافي الاقتصاد الباكستاني من الفوضى الاقتصادية الناجمة عن الحكومة السابقة واقتراب احتياطياتها من العملة الأجنبية من 20 مليار دولار أمريكي، إلا أن مثل هذا الاستثمار غير واقعي.

غير أن طفيل ذكر أنه لا تزال هناك مصادر أخرى موثوقة كبديل لطائرات F-16 الإضافية.

وقال: “إن الحصول على طائرات إضافية من طراز  F-16A/B-MLU من الدول الأوروبية يعد الخيار الأفضل، إذ إنها لا تختلف كثيرًا عن الطائرات Blk-52. أظن أنها ستفي بمتطلباتنا على نحو طيب للغاية، لا سيما وأننا لدينا أعداد كبيرة لإدخالها”.

هذا وتأمل باكستان للحفاظ على قوة قتالية قوامها 350-400 طائرة، حيث تلعب الطائرة F-16 بوضوح دورًا كبيرًا في هذا المسعى على الرغم من أن مجموعة متنوعة من الطائرة JF-17 قد تشكل في نهاية المطاف ما يصل إلى 250 طائرة من هذا القوام. وفي هذا الصدد، أشار طفيل إلى أن واشنطن تتمتع بعلاقات متميزة للغاية مع إسلام أباد.

وقال: “يجب أن نستغل حقيقة أن الأمريكيين يمكنهم استخدام الطائرات F-16 ومثل هذه المعدات للحصول على نفوذ سياسي، إلا إذا كنا على استعداد للمعاناة من حالة من التعطل الكامل. وهذا بمثابة انتحار، حيث تعد الولايات المتحدة الأمريكية المصدر لأكبر قدر من عنصر التكنولوجيا الفائقة للقوات الجوية الباكستانية”.

ومع ذلك، فهو لا يزال متفائلاً.

وأضاف: “دائمًا ما كان ولا يزال هناك خطر التعرض لعقوبات، غير أن الأمور لا تبدو سيئة من حيث العلاقات الأمريكية الباكستانية”.

ومع ذلك، قال راكيستس إنه على الرغم من موقف واشنطن المربح بصورة واضحة في هذه الصفقة، إلا أن الطرف المفسد لها قد لا يكون من جانب باكستان، بل الكونغرس الذي قد يستعرض عضلاته فيما يتعلق بالموافقة على بيع طائرات الـF-16 الإضافية.

وأضاف: “ينبغي للمرء ألا ينسى أنه في الوقت الذي قد تمت فيه الصفقة المتعلقة بالطائرات F-16 الثمان بشكل كبير، لم يكن من السهل أبداً الحصول على موافقة الكونغرس على إتمام هذه الصفقة. كما أن الطلب الإضافي قد يكون صعب المنال بالنسبة لبعض أعضاء مجلس الشيوخ، لا سيما في ظل هذا العام الانتخابي المشحون”.

Read in English

...قد ترغب أيضا