التحالف السعودي يزعم إحراز تقدم للسيطرة على مدينة تعز اليمنية

مقاتلون موالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يرفعون أسلحتهم في مدينة تعز، عقب اشتباكات مع المتمردين الشيعة الحوثيين في 28 نوفمبر. (صورة: أحمد الباشا/AFP/غيتي إيمدجز)

مقاتلون موالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يرفعون أسلحتهم في مدينة تعز، عقب اشتباكات مع المتمردين الشيعة الحوثيين في 28 نوفمبر. (صورة: أحمد الباشا/AFP/غيتي إيمدجز)

دبي – وفقًا لما ذكره قادة التحالف السعودي والعديد من المحللين، فقد اكتسب التحالف السيطرة الكاملة تقريبًا في المعركة من أجل الاستيلاء على مدينة تعز اليمنية الاستراتيجية.

وكانت عمليات الاستيلاء على المدينة قد بدأت يوم 15 نوفمبر باشتراك قوات من دولة الإمارات العربية المتحدة وقوات تتمركز في المقدمة من اللجان الشعبية اليمنية مدربة من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات.

وحسبما ذكر محمود شريف محمود، رئيس قسم الأبحاث والثبات، ومستشار في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، فإن بسط السيطرة على المدينة أمر مهم للغاية بالنسبة للحملة التي تقودها قوات التحالف العربي في اليمن.

وأضاف، “تعز هي البوابة الجنوبية الأقرب إلى صنعاء، إذ تبعد حوالي 200 كيلومتر من صنعاء. كما يمكن للمركبات المدرعة المتقدمة الوصول إليها في أقل من ثلاث ساعات”.

واستطرد محمود قائلاً أن تعز هي بمثابة القاعدة العسكرية لقوات التحالف التي تلعب الإمارات من خلالها دورها الأساسي في عمليات التقدم نحو الشمال.

وواصل، “تعز هي بوابة مهمة للسيطرة على كامل المنطقة الساحلية من اليمن وجميع المرافق والموانئ البحرية الواقعة داخلها، مثل البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وباب المندب”.

علاوة على ذلك، فإن السيطرة على الممر الساحلي من شأنه منع توريد الذخيرة إلى الحوثيين عبر المرافق الساحلية.

وأضاف محمود، “إن السيطرة على الممر الساحلي سيحيي من جديد التطلع نحو إنشاء الجسر العابر للقارات بين تعز وجيبوتي الذي من شأنه الربط بين آسيا وأفريقيا. وسيكون لذلك تأثير جيو اقتصادي كبير على [العمليات] البحرية الدولية، الأمر الذي يكون له آثار سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية قوية “.

ويُذكر أن التحالف العربي قد عززه وصول القوات السودانية منذ شهر أكتوبر.

ووفقًا لقائد القوات الموالية للحكومة، فقد وصل منذ شهر أكتوبر أكثر من 1350 جندي سوداني إلى اليمن. وأضاف المصدر أنه تم نشر البعض منهم في قاعدة آل العند الجوية الاستراتيجية المجاورة لمحافظة لحج.

وكان وزير الدفاع السوداني، الفريق الركن عوض بن عوف، قد صرح في وقت سابق أن السودان مستعد للتعهد بإرسال ما يصل إلى 6000 جندي للمشاركة في العمليات في اليمن. فحسب مصادر عسكرية في الخرطوم، تتألف المجموعة الأولى التي وصلت منتصف أكتوبر من كتيبة كوماندوز.

وقال مصدر عسكري سوداني لأخبار الدفاع، “تم تكليف القوات التي وصلت في البداية في اليمن بتأمين وحراسة مدينة عدن، عدد منهم [انتقل] من كتيبة الكوماندوز التابعة لجهاز المخابرات الوطني”.

خطة المعركة للسيطرة على تعز

في إطار الحشد المتواصل لبسط السيطرة الكاملة على مدينة تعز، أرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة المزيد من المركبات العسكرية الإماراتية يقودها مقاتلون موالون للحكومة.

وقال محمود، “لن نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا أن 75 في المائة من محافظة تعز تقع تحت سيطرة قوات التحالف”.

وأضاف محمود أن دولة الإمارات العربية المتحدة نشرت جنودًا ترافقهم عربات مدرعة متطورة عبر خط طريق الإمداد “نجد” الجنوبي الاستراتيجي.

وأردف قائلاً، “لا نبالغ حينما نقول أن القوات البرية الإماراتية هي القوات الأكثر فاعلية من بين القوات العاملة في جنوب اليمن. ومع ذلك، فإن حقول الألغام التي زرعتها [القوات] الموالية للحوثيين تسبب أضرارًا جسيمة لجهود التحالف”.

وتجري الآن معركة للسيطرة على الجزء الغربي من المدينة.

وقال محمود، “يبدو أن عملية السيطرة على الجزء الغربي من تعز قد بدأت. إنها تهدف إلى قطع خط التوريد والخدمات اللوجستية للحوثيين ورفع الحصار. ويعتقد أن هذه العملية سوف تنتقل إلى الجبهة الشرقية من محافظة تعز. وسوف يتم تحرير مدينة تعز بشكل كامل إذا حقق التحالف النصر في هاتين الجبهتين”.

وبحسب ما ورد إلينا من تقارير، فإن القوات الحكومية اليمنية ومؤيديهم قد استعادوا بلدة جعار الاستراتيجية في محافظة أبين الجنوبية من تنظيم القاعدة.

ووفقا لمصادر عسكرية في التحالف، فإن جعار تُعتبر حلقة الوصل الرئيسية بين عدن، حيث المقر المؤقت للحكومة المعترف بها دوليًا، والمكلا، عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد التي تقع تحت سيطرة تنظيم القاعدة.

كما قُتل أيضًا أول جندي سوداني في القتال من أجل تحرير منطقة الشارقة في محافظة لحج من سيطرة الحوثيين.

ونقلت عدة تقارير صحفية عن قايد نصر، المتحدث باسم المقاومة الشعبية، قوله بأن “وحدات من الجيش السوداني تشارك [لأول مرة] في هذه المعركة بمشاركة من عناصر المقاومة الشعبية تحت غطاء جوي من قبل التحالف [العربي] ضد ميليشيات الحوثي والقوات [الموالية] [للرئيس السابق علي عبد الله] صالح”.

وأفادت تقارير بأن استعادة الشارقة مهم بالنسبة لتقدم القوات العسكرية باتجاه تعز، وكذلك المحاولات لانتزاع السيطرة على المدينة من ميليشيات الحوثيين.

مكسب سياسي غير متوقع من عملية تعز

حسبما ذكر محمود، فإن تحقيق النصر في تعز من شأنه تعزيز الموقف التفاوضي للتحالف العربي بقيادة السعوديين في محادثات جنيف المزمع عقدها في السابع من شهر ديسمبر.

وأضاف، “يجري حاليا عقد محادثات تمهيدية في سلطنة عمان تحت ستار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن. ويبدو أن حزب أنصار الله سوف ينضم إلى المحادثات التمهيدية هذه”.

بريد إلكتروني: amustafa@defensenews.com

تويتر: @awadz

Read in English

...قد ترغب أيضا