الشركات الخاصة تدرك فوائد البحث والتطوير بينما تلزم الشركات العامة الحذر

واشنطن تعمل شركات الدفاع الأمريكية التي يتم تداول أسهمها في أسواق الأسهم على تخفيض ميزانية البحث والتطوير عامة، ويعكس ذلك ضغوط المساهمين وشكوكهم حول خطط وزارة الدفاع في المستقبل.

لا تواجه الشركات الخاصة الضغط الصارم نفسه لتحقيق أرباح ربع سنوية، إلا أنها ما زالت في حاجة إلى فهم التكنولوجيات التي تحتاج إليها وزارة الدفاع.

ذكر جيمس تشيو، مدير التنمية الاستراتيجية بشركة General Atomics، "أنت تخبرني أنك لا تعلم إلى أين يتجه العميل؟ كيف يمكن أن يكون لهذا القول أي معنى منطقي؟ لا أعرف إذا كان بمقدوري تناول ما يكفي من الشراب حتى يبدو مثل هذا الحديث منطقيًا بالنسبة لي. كيف يمكنك ألا تعرف؟ إنه أفضل وأسرع وأرخص".

إن شركة General Atomics، مثلها مثل الغالبية العظمى من الشركات الخاصة في صناعة الدفاع، لا تُفصح عن حجم إنفاقها على البحث والتطوير، سواء كمبلغ إجمالي أو كنسبة من المبيعات. إلا أن الشركة ملتزمة بالحفاظ على تخصيص مبلغ جيد للإنفاق على البحث والتطوير، حسب تصريحات تشيو.

وقال أيضًا، "إذا كان الأمر مناسبًا، فصدقني، نقوم بإخطار الرئيس التنفيذي لتوفير الدعم اللازم. يجب أن تكون الشركات العامة قادرة على فعل ذلك أيضًا".

كما أعربت شركات خاصة أخرى في صناعة الدفاع عن التزامها تجاه البحث والتطوير برعاية الشركة.

ويصف العديد من المديرين التنفيذيين الإنفاق بأنه عدة أضعاف النسبة التي تنفقها شركات الدفاع العامة الكبرى التي كثيرًا ما تستثمر 1 أو 2% فقط من مبيعاتها في البحث والتطوير.

وصرح باول سوتر، مدير البحث والتطوير في شركة Alion Science and Technology، التي مثلها مثل شركة General Atomics، تعد واحدة من أكبر 100 متعهد في صناعة الدفاع على مستوى العالم قائلًا، "إن الأمر يستحق كل ما يُنفَق عليه؛ حيث يمنحك ميزة تنافسية أمام الشركات الأخرى التي لا تستثمر في ذلك المجال".

تعمل شركة Alion مع العملاء على إيجاد الاستثمارات المحتملة، كما أنها تستمع إلى موظفيها للحصول على أفكار مبتكرة. وسعيًا لتحقيق هذا الهدف، تحاول الشركة تخصيص 20% من نفقاتها على البحث والتطوير لصالح التفكير غير التقليدي.

يقول سوتير، "نحن نسعى لتشجيع الأفكار الجريئة وغير التقليدية التي من شأنها تغيير العالم الذي نحيا فيه. في كثير من الأحيان، لا يتم اقتناص الأفكار على النحو المناسب، فتكون غير ناضجة بعد. نحن في واقع الأمر لدينا ما يشبه عملية الحضانة".

يمكن لتلك الحضانة أن تُثمر عن تطورات بارزة، مثل فكرة تطرأ على ذهن أحد الموظفين "من لا شيء" حول كيفية احتساب كمية الضوضاء الناتجة عن جسد غواصة عند انتقالها عبر المياه. يمكن تقييم الضوضاء الميكانيكية مسبقًا، لكن لا توجد وسيلة لتوقع أو تحديد نموذج الضوضاء التي يمكن أن تنشأ عن جسد الغواصة ذاته.

تحاول Alion الارتقاء بمثل تلك الأنواع من الأفكار عبر مختلف القطاعات. في حالة وضع نموذج للضوضاء، يمكن تطبيق المبادئ نفسها على الصواريخ التي تتحرك عبر الهواء، وعلى الأجسام سريعة الحركة الأخرى.

وحسب تشيو، فإن General Atomics تركز على الاستثمار في مجالات لها تطبيقات تجارية ودفاعية. وبشكل خاص، تنفق الشركة الأموال على تقنيات الطاقة بما يتضمن البطاريات المستقرة والآمنة حراريًا وديناميكيًا.

ويقول تشيو، "لقد قضينا أوقاتًا طيبة خلال الأعوام الاثنتي عشرة الماضية، وعلى الأخص، مع كل فكرة نعرضها على الحكومة، فيقولون "سنقوم بشرائها، قوموا بتنفيذها في أسرع وقت ممكن.

والآن، كل ما عليكم قوله هو "مَن الذي سيحظى بالنجاح؟" الشركات التي ستحقق النجاح هي تلك التي ستسلك ذلك الاتجاه الابتكاري وتقول، "ما الذي نعرفه حول السوق؟ أو ما الذي نعرفه عما يبحث الناس عنه فعليًا؟ أو ما الذي يمكننا فعله لمنحهم شيئًا ما لم يكونوا مدركين لحاجتهم إليه؟"

بينما يلعب الاختلاف في هيكل الشركة، خاصة أو عامة، دورًا جوهريًا في المنهج المختلف المتبع إزاء البحث والتطوير، فوفقًا لقول بيتر سنجر من Brookings Institution، هناك عامل آخر: الحجم.

يقول سنجر، "أنت تتحدث عن الشركات الضخمة، إلا أنك لا تتحدث عن حجم الشباب الكبار".

لا يوجد فعليًا سوى مجموعة قليلة من الشركات الخاصة الأمريكية التي يمكن أن تندرج في القائمة السنوية لأكبر 100 متعهد، والصادرة عن Defense News، كما لا يندرج أي منها ضمن كبرى الشركات.

يقول سنجر، مؤلف الكتاب "Cybersecurity and Cyberwar الذي يصدر قريبًا، "تميل الشركات الكبرى إلى اتخاذ مخاطر أقل. كل ما يحتاج المرء إلى معرفته".

"كبار المتعهدين يكونون أكثر تكيفًا مع الأوضاع الراهنة".

وحسب سنجر يمكن أن يؤدي الإنفاق المتواضع على البحث والتطوير من قبل كبار متعهدي الدفاع إلى آثار سلبية.

"وهو ما ليس بالأمر المقبول على الأرجح على صعيد الصناعة أو الأمن القومي. لا يكمن الخطر وراء ذلك فقط في عدم حصولك على أفضل الأسعار والنظم التنافسية، بل إنك لا تحصل على منافسة الأفكار".

وكما يشير تشيو وساوتر، إذا وفر الاستثمار في البحث والتطوير ميزة على مستوى الشركة، فسيكون من المنطقي قيام بعض شركات تعهدات الدفاع العامة بتعزيز استثماراتها في هذا المجال. وحسب بايرون كالان، محلل لدى شركة Capital Alpha Partners، بينما قد تكون هناك استثناءات، من المستبعد وقوع أية تغييرات ضخمة، وذلك في ظل الضغط المتواصل من جانب المساهمين.

يقول كالان معلقًا، "لا أعتقد أنهم يمتلكون الشجاعة الكافية للإقدام على ذلك. يحتاج الأمر إلى إدارة تتحلى بجرأة بالغة لتتخذ موقفًا صارمًا الآن وتقول لمساهميها "أتدركون، سنقوم بخفض هوامش [الربح] وتخصيصها للبحث والتطوير. أَوْلُونا ثقتكم، وفي غضون ثلاثة أعوام، سنكون شركة أفضل. على النقيض، تجدهم يتحدثون عن الحفاظ على هوامش الأرباح".

Read in English

...قد ترغب أيضا