إدارة أوباما تؤكد على الدعم الأردني

الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" يلتقي بعاهل الأردن الملك "عبد الله الثاني" في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، في واشنطن، في 3 فبراير 2015 (تصوير: سول لوب، وكالة فرانس برس، غيتي إيمدجز)

الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” يلتقي بعاهل الأردن الملك “عبد الله الثاني” في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، في واشنطن، في 3 فبراير 2015

 

(تصوير: سول لوب، وكالة فرانس برس، غيتي إيمدجز)

 

واشنطن – خلال زيارة مسئول أردني رفيع المستوى لواشنطن هذا الأسبوع، تبذل إدارة أوباما قصارى جهدها لتذكرة الكونجرس بالدعم العسكري الذي تم تقديمه لهذا الحليف الإقليمي منذ أمد بعيد.

كما تأتي أيضا زيارة الأمير “فيصل بن حسين” لواشنطن العاصمة هذا الأسبوع في الوقت الذي تبدو فيه الأردن وكأنها تنحاز بشكل أوثق تجاه روسيا.

وفي مذكرة حصلت عليها “ديفينس نيوز”، سردت إدارة أوباما بقدر كبير من التفصيل المساعدات الأمنية التي قدمتها للأردن على مدى السنة الماضية.

ونصت تلك المذكرة على ما يلي: “تشير المحصلة النهائية أن جهودنا من أجل دعم هذا الشريك ذو الأهمية الحساسة في وقت الحاجة الشديدة قد تخطت العمل كالمعتاد، حيث نواصل العمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة الأردنية (JAF) من أجل تحديد الأولويات والإسراع في تنفيذ الطلبات العاجلة، بما يدعم الدفاع الوطني للأردن ويسهم في (عملية الحل المتأصل)”.

ويبدو أن قرار استعراض ما أنفقته الإدارة الأمريكية نيابة عن الأردن قد أتى كمحاولة لاستباق أعضاء الكونجرس الذين قد يقدمون على انتقاد إدارة أوباما بعدم بذل ما يكفي لمساعدة هذا البلد الحليف في حربه ضد الجماعات المسلحة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، والمعروف باسم (ISIS) أو (ISIL).

وقد ظهرت الأردن كلاعب رئيسي في القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وخصوصا كجزء من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في محاولة للقضاء على هذا التنظيم في كل من العراق وسوريا. ومع ذلك، بدأت بعض التوترات في الظهور بين الولايات المتحدة والأردن فيما يتعلق برؤيتهما للتدخل الروسي في سوريا؛ حيث انضمت الأردن إلى كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر في الترحيب بالضربات الجوية الروسية ضد الجماعات غير التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية على الأرض.

وقد تبلورت هذه التوترات في الثالث والعشرين من أكتوبر بعد الإعلان عن أن كلا من الأردن وروسيا يعدان “آلية خاصة للعمل” من أجل تنسيق العمليات في روسيا. وقد رفضت الولايات المتحدة حتى الآن التنسيق بمثل هذه الطريقة مع روسيا، بل اكتفت بالاتفاق على بعض القواعد الأساسية من أجل أمان حركة الطيران بين الطيارين الروس وطياري قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وفي حالة انجذاب الأردن بشكل أوثق تجاه روسيا، سوف يؤدي ذلك على الأرجح إلى إثارة الشكاوى من الكونجرس؛ وخصوصا بعد التعليقات الصادرة من عاهل الأردن، الملك “عبد الله الثاني” في فبراير.

وقد أثارت تعليقات الملك “عبد الله” القلق لدى بعض أعضاء الكونجرس خلال زيارته في فبراير بشأن التمويل العسكري المقدم من الولايات المتحدة، وذلك فيما يتعلق بقيمة الدولار وبالتأخير في التسليم على حد وصفه. وقد تزامنت تلك الزيارة مع نشر تنظيم “الدولة الإسلامية” مقطع فيديو مصور يُظهر طيارا أردنيا أسيرا أثناء حرقه حيا، مما أعطى ثقلا إضافيا لشكاوى الملك “عبد الله”، والتي سارع أعضاء الكونجرس بالقفز عليها.

ومن المقرر أن يعود الملك “عبد الله” في ديسمبر من أجل عقد عدد من الاجتماعات في الكونجرس مع الرئيس “باراك أوباما”. ومن المتوقع أيضا أن يزور الأمير “فيصل” الكونجرس للقاء بعض النواب يوم الأربعاء.

وقد أصدر كلا من السيناتور الجمهوري “جون ماكين” من “أريزونا”، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، والسيناتور الديمقراطي “جاك رييد” من “رود ايلاند”، العضو البارز في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، أصدرا بيانا في هذا الوقت يشير إلى مخاوف الملك “عبد الله” المتعلقة بـ”التعقيدات والتأخيرات التي تشهدها الأردن في الحصول على أنواع معينة من المعدات العسكرية عبر نظامنا للمبيعات العسكرية الخارجية”.

وقد ألقى هذا البيان الضوء على رغبة الملك “عبد الله” في الحصول على “قطع غيار للطائرات، ومعدات إضافية للرؤية الليلية، وذخائر عالية الدقة، والتي يشعر الملك أنه في حاجة إليها من أجل تأمين حدوده وتنفيذ المهمات الجوية القتالية في سوريا بقوة”.

وربما ليس من المستغرب أن نجد أنه بين البنود التي تم إلقاء الضوء عليها في مذكرة هذا الأسبوع، قامت إدارة أوباما باستعراض تسليم عدد 1163 جهاز للرؤية الليلية، وما يزيد على 500 من الذخائر عالية الاستهداف، إلى جانب استئجار ثماني طائرات هليكوبتر من طراز (UH-60 Black Hawk) – مع الوعد بتقديم المزيد في المستقبل.

وقد تم نقل البنود التالية حرفيا من المذكرة:

  • تقديم مبلغ 385 مليون دولار أمريكي كتمويل عسكري خارجي (FMF) لدعم الأردن في السنة المالية لعام 2015؛ وهو ما يزيد بمقدار 85 مليون دولار أمريكي عن السنة المالية لعام 2014؛ مما يجعل الأردن ثالث أكبر متلقي للتمويل العسكري الخارجي (FMF) في العالم.
  • استئجار عدد ثماني طائرات هليكوبتر من طراز (UH-60 Black Hawk) دون تكلفة، من أجل دعم قوة التدخل السريع في الحفاظ على أمن حدود الأردن.
  • تلبية طلب القوات المسلحة الأردنية (JAF) في فبراير بالحصول على ذخائر لطائرات (F-16) من خلال تسليم الذخائر الآتية: (252 Mk-82s)، و(126 Mk-84s)، و(200 GBU-12s)؛ بالإضافة إلى الموافقة بشكل عاجل على نقل المعدات التالية من دولة أخرى إلى الأردن: (166 GBU-12)، و(laser-guidance tail-kits)، و(166 FMU-152).
  • تسليم عدد 1163 من أجهزة الرؤية الليلية، والحصول على موافقة الكونجرس لتقديم عدد 2736 جهاز آخر لقوة التدخل السريع (QRF)، والممولة عبر صندوق الشراكة لمكافحة الإرهاب (CTPF).
  • تسليم عدد 20000 بندقية من طراز (M16A2)، وعدد 6746 مدفع رشاش من طراز (M240)، وعدد 180 مدفع رشاش من طراز (M240B)، وما يزيد على 2000000 طلقة من الذخيرة.
  • تسليم عدد 29 صاروخا من طراز (Hellfire)، بالإضافة إلى 32 صاروخا أخرى واجبة التسليم في ديسمبر.
  • إعطاء الأولوية إلى الأردن لتكون المتلقي الوحيد الأكبر لتمويل صندوق الشراكة لمكافحة الإرهاب (CTPF)، بما في ذلك تقديم ما يزيد على 76 مليون دولار أمريكي كمساعدة من صندوق الشراكة لمكافحة الإرهاب (CTPF) في السنة المالية لعام 2015؛ بالإضافة إلى التخصيص المتوقع لما يزيد عن 200 مليون دولار عبر السنة المالية لعام 2015 والسنة المالية لعام 2016.
  • تقديم مبلغ 26 مليون دولار أمريكي خلال السنة المالية لعام 2015 (القسم 2282) كدعم من أجل معدات وتدريب القوات المسلحة الأردنية (JAF).
  • تقديم مبلغ 147 مليون دولار أمريكي لتسديد تكاليف تأهيل أنشطة تأمين الحدود خلال السنة المالية لعام 2014 والسنة المالية لعام 2015، وذلك عبر القسم (NDAA) – السلطة 1207 للسنة المالية لعام 2014.
  • رفع القضايا الأردنية الأكثر تعقيدا إلى اجتماع (Warfighter Senior Integration Group) المنعقد شهريا، من أجل التعجيل بالبنود الرئيسية التي قد تتضمن مواعيد تسليم طويلة الأمد.
  • إكمال العمل الأساسي على مشروع تأمين الحدود الأردنية؛ وهو نظام متكامل لتأمين الحدود، والمراقبة، والتتبع، والاعتراض على طول الحدود الأردنية مع سوريا والعراق.
  • مواصلة العديد من الأنشطة العسكرية المشتركة المستمرة، بما في ذلك التدريبات والمناورات. وقد أسرّنا بشكل خاص دعم الحضور الأول لسلاح الجو الملكي الأردني في مناورات (RED FLAG) لعام 2015.
  • دعم العمليات المستمرة لسلاح الجو الملكي الأردني (RJAF) في “عملية الحل المتأصل”؛ بما في ذلك توفير الأهداف، والتدرب على عمليات إعادة التزود بالوقود، والتدرب على إطلاق القنابل الموجهة عالية الدقة، والاستخبارات.

علاوة على ذلك، تلقي المذكرة الضوء على حقيقة أن إدارة أوباما قد عقدت أول مؤتمر لتوفير موارد الدفاع في الأردن (DRC-J) بعمان في أكتوبر؛ وهو المؤتمر الذي يهدف إلى “تحسين أولويات وقدرات البناء المشتركة”.

وتعتقد الإدارة الأمريكية أن هذا المسعى يُعد جوهريا من أجل دفع الجهود الأمريكية الأردنية نحو الأمام – وهو الأمر الذي كان على قدر خاص من الأهمية لدرجة أن المذكرة قد أشارت أنه سوف يكون “من المفيد للأمير (فيصل) الاستماع إلى دعم الكونجرس لهذا المسعى الهام لضمان أن المساعدات الأمنية للولايات المتحدة تساهم في إعداد مخطط واضح المعالم ومتفق عليه على مدى سنوات عديدة”.

وعلى الرغم من تلك القائمة الطويلة من الأنشطة، من المرجح أن يواصل الملك “عبد الله” الدفع من أجل مزيد من الدعم خلال زيارته للكونجرس. وسوف يلقى الملك “عبد الله” مؤيدين له بالكونجرس، بما في ذلك النائب الجمهوري “دانكن هانتر” من “كاليفورنيا”، عضو لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب، والذي دعا الولايات المتحدة مؤخرا لبيع نظام (Predator XP) بدون الطيار إلى الأردن.

وتنص المذكرة أيضا على ما يلي، فيما يبدو أنها خطوة لاستباق دعوة أخرى لبيع نظام (Predator XP): “ندرك تماما أن الولايات المتحدة لا تستطيع تلبية كل المطالب الأردنية، حيث من المرجح أن نستمر في تلقي الطلبات من أجل نظم تتضمن تكنولوجيا خالية من القيود و/أو التكنولوجيا باهظة التكاليف؛ مما قد يؤدي إلى الانصراف عن الاهتمام بطلبات ذات أولوية أعلى”.

البريد الإلكتروني:  amehta@defensenews.com

Twitter:  @AaronMehta

Read in English

...قد ترغب أيضا