أوديرنو يستعرض الوضع في العراق، وقتال تنظيم الدولة الإسلامية في مؤتمره الأخير

رئيس أركان الجيش الجنرال راي أوديرنو يناقش التحديات التي تواجه الجيش خلال مؤتمر صحفي انعقد في 12 أغسطس في مقر البنتاغون. (صورة: رقيب أول سلايديل كينشين/مكتب وزير الدفاع)

رئيس أركان الجيش الجنرال راي أوديرنو يناقش التحديات التي تواجه الجيش خلال مؤتمر صحفي انعقد في 12 أغسطس في مقر البنتاغون. (صورة: رقيب أول سلايديل كينشين/مكتب وزير الدفاع)

واشنطن – قال أرفع جنرال في الجيش الأربعاء أنه لا يتفق مع اقتراح المرشح الرئاسي الجمهوري الأوفر حظًا دونالد ترامب بأنه ينبغي على الولايات المتحدة الاستيلاء على النفط الذي يُستخدم لدعم تنظيم الدولة الإسلامية.

وبسؤاله عن رده على تأكيد ترامب، في مقابلة تلفزيونية له مؤخرًا، على أنه كرئيس “سيذهب ويستولي على النفط” باستخدام القوة العسكرية الأمريكية، قال الجنرال راي اوديرنو أنه يختلف مع ترامب: “نعم، في الوقت الراهن أنا أختلف معه”.

وأضاف اوديرنو قائلاً، “إليكم ما تعلمته على مدار السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك:  هناك حدود لاستخدام القوة العسكرية”. “فنحن قد نحصل على نتيجة، ولكن مرة أخرى، تكمن المشكلة في النتائج المستدامة. لقد حصلنا على عدة نتائج، ولكنها كانت نتائج قصيرة المدى؛ حيث إننا لم ننظر إلى الجانب السياسي والاقتصادي. لذا ينبغي علينا أن نضع في اعتبارنا الجوانب الثلاث مجتمعين، وإذا لم نفعل ذلك، فإن المشكلة لن تُحل”.

ويُذكر أن اوديرنو أدلى بتصريحاته في مؤتمر صحفي موسع في مقر البنتاجون؛ وهذا هو مؤتمره الأخير قبل تقاعده هذا الشهر.

ولم يستبعد اوديرنو زيادة العمل العسكري، قائلاً أنه سيكون على الولايات المتحدة “بحث وضع قوات عسكرية على الأرض” إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية يخطط للقيام بهجوم وشيك على الولايات المتحدة. ولكنه قال أنه كي تقضي على سعي تنظيم الدولة الإسلامية لكي يصبح طرفًا ذا تأثير طويل الأمد في الشرق الأوسط، “فأنت في حاجة إلى إشراك دول الشرق الأوسط وأولئك المحيطين بالشرق الأوسط في عملية إيجاد الحل”.

وجدير بالذكر أن تعامل الإدارة مع قضية الحرب على العراق وظهور داعش قد أصبح نقطة خلاف في السباق الرئاسي لعام 2016.  كما تلقى أوديرنو، الذي حددت الحرب على العراق ملامح وظيفته، العديد من الأسئلة بشأن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

“إليكم ما تعلمته على مدار السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك: هناك حدود لاستخدام القوة العسكرية”.

الجنرال ريموند أوديرنو، رئيس أركان الجيش المتقاعد.

خلال مدة خدمته في الجيش التي امتدت لـ39 عامًا، عمل أوديرنو في العراق كقائد فرقة وقائد لقوات التحالف أثناء عملية زيادة القوات في عام 2007؛ وتم تعيينه قائدًا كبيرًا هناك في عام 2008 قبل استبداله في عام 2010؛ ثم تولى لفترة وجيزة منصب قائد قيادة القوات المشتركة. وتم التصديق على تعيينه رئيسًا لأركان الجيش في عام 2011.

وعلى الرغم من عدم ذكر اسم الحاكم السابق لولاية فلوريدا والمرشح الرئاسي جيب بوش، سأل أحد الصحفيين بشأن رواية ذكرها بوش قبل يوم واحد في تصريحات علنية: أن إدارة أوباما، بعد عملية ناجحة لزيادة عدد القوات، تخلت عن العراق وتركتها للطائفية المتجددة وتنظيم الدولة الإسلامية.

وردًا على سؤاله عما إذا كان يتفق مع هذه الرواية، قال اوديرنو، “لا أعتقد أن الأمور واضحة ، بل أعتقد أنها ضبابية. أعتقد أن العمليات العسكرية التي قمنا بها أتاحت فرصة النجاح لنا.

وأضاف اوديرنو قائلاً، “أود أن أُذكر الجميع بأن قضية مغادرة الولايات المتحدة في عام 2011 قد تم التفاوض بشأنها في عام 2008 من قبل إدارة بوش، وقد كانت هذه هي الخطة على الدوام”. “وقلنا أننا سنحترم سيادتهم، وهكذا كانت خطتنا على الدوام”.

“إليكم ما تعلمته على مدار السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك: هناك حدود لاستخدام القوة العسكرية”. الجنرال ريموند أوديرنو، رئيس أركان الجيش المتقاعد.

وفي تصريحات له الثلاثاء، انتقد جيب بوش الإدارة في أنها لم “تترك ولا حتى قوة صغيرة متبقية أدرك القادة ورؤساء الأركان أنها كانت ضرورية؟”  وقال أيضًا أن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، الأوفر حظًا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، “لم تقم بواجباتها” كوزيرة للخارجية والوضع يتدهور في العراق.

“لقد كان ذلك الانسحاب المبكر هو الخطأ القاتل؛ حيث خلق الفراغ الذي تحرك تنظيم داعش لملئه واستغلته إيران أيضًا لأقصى حد.  فنمى تنظيم داعش في الوقت الذي انسحبت في الولايات المتحدة من الشرق الأوسط وتجاهلت هذا التهديد”.

ويُذكر أنه في عام 2008، وافقت بغداد على انسحاب القوات الأمريكية، مع تحديد موعد نهائي ثابت في عام 2011. وطلب المسؤولون الأمريكيون من القيادة العراقية تمديد تواجد القوات، إلا أن المسؤولين العراقيين لم يوافقوا على تقديم حصانة قانونية للقوات الأمريكية.

وعلى الرغم من تكهن أوديرنو بأنه من الممكن أن يكون تواجد القوات الأمريكية قد دعم المؤسسات العراقية وأدى إلى تجنب خطر المحسوبية في الجيش العراقي، التي ساهمت في تدهوره، إلا أنه لم يُرِدْ القول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد عملت على نحو كاف من الجدية للتوصل إلى اتفاق.

وأضاف قائلاً، “أتردد في قول ذلك، وبصراحة، فإنني لم أكن حاضرًا في ذلك الوقت”. “قيل لي أنه كان هناك جهد للقيام بذلك، لذلك لا أستطيع أن أقول لكم أنه كان جهدًا قويًا. فأنا لا أستطيع التعليق ببساطة. فإذا كنت حاضرًا في ذلك الوقت، كنت سأعطيك الإجابة الصادقة”.

وردًا على سؤال حول تأمين الحماية القانونية للقوات الأمريكية، وقال اوديرنو أنه لا يستطيع القول ما إذا كان من الممكن أن يقتنع العراقيون بتوفيرها. وأضاف أنه من غير الممكن أن تبقى القوات الأمريكية في العراق بدونها، سواء بالنظر إلى مصلحتهم الخاصة أو بسبب انتهاء الانتداب المعتمد من قبل الأمم المتحدة للبقاء.

واستطرد قائلاً، “كنا بذلك سنقوم بانتهاكات للقانون الدولي”.

بريد إلكتروني: jgould@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا