لعبة حرب تبرز تهديداً إلكترونياً لاتفاق إيران

يلتقي ممثلو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا والصين وإيران لخوض جولة أخرى من محادثات مجموعة 5+1 مع إيران في فيينا، النمسا في الثاني عشر من يونيو.  كما أظهرت إحدى ألعاب الحرب الدولية التي أجريت في جامعة تل أبيب في الثاني والعشرين من يونيو أنه كيف يمكن لهجوم إلكتروني واحد عرقلة المحادثات.  (صورة: جو كلامار/ايف إف بي)

يلتقي ممثلو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا والصين وإيران لخوض جولة أخرى من محادثات مجموعة 5+1 مع إيران في فيينا، النمسا في الثاني عشر من يونيو. كما أظهرت إحدى ألعاب الحرب الدولية التي أجريت في جامعة تل أبيب في الثاني والعشرين من يونيو أنه كيف يمكن لهجوم إلكتروني واحد عرقلة المحادثات. (صورة: جو كلامار/ايف إف بي)

تل أبيب – أظهرت لعبة حرب دولية أجريت هنا الاثنين أنه كيف يمكن أخيراً لهجوم إلكتروني واحد، هدفه تشويه سمعة إيران، عرقلة الوصول إلى اتفاق نووي وشيك بين القوى العالمية وإيران.

بدأ السيناريو الذي وضعه مختبر عمليات المحاكاة وألعاب الحرب الاستراتيجية (SIMLAB) ومقره تل أبيب للعبة الحرب، التي أجريت في جامعة تل أبيب على خلفية الموعد النهائي الحقيقي الذي حدده مفاوضو مجموعة الـ5+1 وهو 30 يونيو، بنشر وثائق حساسة مسربة من اللجنة المعنية بالاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وأظهر المسرب، وهو متعهد سابق بوكالة الاستخبارات الأمريكية، للعلن اكتشاف أن العديد من الوثائق احتوت على أدلة تشير إلى وجود منشأة إيرانية جديدة للطرد المركزي حاولت طهران إخفاءها عن مفاوضي مجموعة 5+1.  كما عرضت وثيقة أخرى طلبا من الزعيم الروحي لإيران بتسريع النشاط في الموقع من أجل الحصول على سلاح نووي في غضون ستة أشهر، في حين تضمنت وثيقة أخرى تفاصيل الانتشار العسكري الروسي الكبير في شرق أوكرانيا.

وعلى الرغم من الاتهامات التي أطلقتها كل من روسيا وإيران بشأن فبركة هذه الوثائق، وفقا للسيناريو، فإن فرنسا أعلنت أنها ستمتنع عن التوقيع على الاتفاق المعلق، بالإضافة إلى أنها ستقاوم رفع العقوبات عن إيران.  كما طالب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بالمساعدة في الدفاع عن بلاده ضد “القيصر الروسي”.  في حين طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة بالانسحاب الفوري من اتفاق خاسر مع ذلك الراعي المخادع لسباق التسلح النووي والإرهاب الدولي.

وفي الوقت نفسه، كانت تهرول وكالات الاستخبارات، في واشنطن، للمصادقة على الوثائق، وذلك وفقاً للسيناريو.  كما حذرت مستشارة الأمن القومي الأمريكي علناً أنه إذا كانت طهران، في الواقع، تُشَغِّل سراً منشأة غير معلنة، فإن الولايات المتحدة ستعلق المحادثات وستفرض عقوبات إضافية.

وفي غضون الثلاث ساعات التي أعقبت ذلك – حيث تمثل كل ساعة يوماً كاملاً من الجهود الدبلوماسية المكثفة، والاستعداد العسكري، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية المستمرة على جميع الشبكات التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعي – رأى العديد من الخبراء، ممن يؤدون مجموعة واسعة من الأدوار الفاعلة حول العالم، أن روسيا على  شفا حرب مع الغرب وأن الاتفاق النووي مع إيران في حالة انهيار.

وفي نهاية المطاف، تمكن اللاعبون من منع نشوب حرب مع روسيا، على الرغم من إسقاط طائرة عسكرية روسية باستخدام هجوما إلكترونياً يعود الفضل فيه إلى التكنولوجيا الإسرائيلية.  ومع ذلك، فهم لم يتمكنوا من وقف دوامة من الأحداث أدت في النهاية إلى انهيار اتفاق مجموعة الـ5+1 مع إيران.

وفي النهاية، اكتشف اللاعبون أن الوثائق المسربة التي تثبت إخفاء إيران لمنشأة طرد مركزي مفبركة؛ حيث خُدع المتعهد الأمريكي، ووقع ضحية لهجوم إلكتروني عالي القيمة نفذه فريق من القراصنة الأوكرانيين تموله قطر.

ومن جانبه أخبر آدي درور، مدير SIMLAB، ديفنس نيوز قائلاً، “قررنا أن نختلق شريكاً معنياً بالقضية أراد أن يؤجل الاتفاق النووي مع إيران.  ولذلك ابتكرنا خطة باستخدام قطر، التي أجَّرَتْ فريقاً من القراصنة الأوكرانيين لتزوير الوثائق وخداع المتعهد”.

وفي سياق متصل قال حاييم آسا، رئيس SIMLAB، وهو استراتيجي اسرائيلي بارز وخبير في نظرية الألعاب، أن عملية المحاكاة التي أجريت يوم الاثنين قد أثبتت أنه لا يزال من الممكن في هذا الوقت المتأخر بالنسبة لمعارضي الاتفاق عرقلة الاتفاق النووي الشامل المعلق مع إيران.

واستطرد آسا قائلاً، “وفقاً لسيناريو اللعبة، فإن إيران لم توافق على تفتيش منشأة الطرد المركزي المزعومة، وهذا تسبب في أزمة ثقة”.  “وبنظرة للماضي، فإنه من الواضح أن منشأة الطرد المركزي لم تكن موجودة؛ حيث استند التقرير الذي يفيد بوجودها على معلومات كاذبة زُرِعَتْ في سياق هجوم إلكتروني” بغرض نسف ما يقرب من عامين من الجهود الدبلوماسية.

كما ذكر آسا أنه كان هناك استنتاجاً آخر لعملية محاكاة اليوم وهو الحاجة إلى معاهدة إلكترونية دولية للتعامل مع التزوير والخداع القائم على الإنترنت وقت الحرب.

وأضاف آسا، “إن الغرض من هذه المعاهدة واضح: وهو منع عمليات العنف الناتجة عن الهجمات الإلكترونية…  تماماً مثلما توجد قوانين الحرب الدولية التقليدية، فلابد وأن يكون هناك أساس قانوني لقوانين الحرب الإلكترونية”.

ومن ناحية أخرى، أطلقت لعبة الحرب الأسبوع الإلكتروني الإسرائيلي، بالإضافة إلى المؤتمر الدولي السنوي الخامس للأمن الإلكتروني الذي سيعقد في جامعة تل أبيب في الـ25 من يونيو.  كما سيتضمن مؤتمر يوم الثلاثاء خطاباً حول سياسة الحكومة يلقيه نتنياهو.

بريد إلكتروني: bopallrome@defensenews.com

تويتر:  @OpallRome

Read in English

...قد ترغب أيضا