فرنسا تُعدِّل طائرات الرافال المباعة إلى مصر

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يجلس في إحدى مقاتلات رافال في Dassault Aviation الشركة المصنعة في بوردو، فرنسا، في 4 مارس. (الصورة: كارولين بلومبرغ / أ ف ب)

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يجلس في إحدى مقاتلات رافال في Dassault Aviation الشركة المصنعة في بوردو، فرنسا، في 4 مارس. (الصورة: كارولين بلومبرغ / أ ف ب)

باريس – سيتم تعديل مقاتلات رافال المباعة إلى مصر لإزالة قدرات الصواريخ النووية والاتصالات المصممة وفق معيار الناتو، وذلك وفق مصدرٍ قريبٍ من الصفقة.

وقال المصدر “ستكون هناك تعديلات بسيطة”.

وبعد التعديل سيتم تسليم المقاتلات، وسيتم تسليم أول ثلاث مقاتلات للطيارين المصريين ليقودوا المقاتلة ذات المحرك الثنائي بألوانٍ مصرية في افتتاح مجرىً مائيّ جديد على قناة السويس في أغسطس.

ومن بين ترقيات الرافال لمعيار F3 في 2008 كان صاروخ ASMPA المزود بالرأس الحربي النووي TN-200. وسيتم إزالة هذه القدرة من المقاتلات المسلّمة إلى مصر.

وحيث إن مصر ليست عضوًا في حلف الناتو، فسيتم تعديل نظام الاتصالات.

ومقاتلة الرافال هي جزء من صفقة سلاح فرنسية قيمتها 5.2 مليار يورو (5.5 مليار دولار) تم توقيعها في 16 فبراير في القاهرة، وتتكون أيضًا من الفرقاطة متعددة المهام DCNS FREMM وصواريخ قيل أنها من MBDA وSagem.

وعلى الفرقاطة، سيتم ترجمة الأنظمة إلى الإنجليزية والعربية وتعديل الأنظمة القتالية لإزالة قدرة صواريخ كروز البحرية، وذلك وفق مصدرٍ آخر. كانت السفينة الحربية قد شُيدت للأسطول الفرنسي ومقرر تسليمها مثل نورماندي.

بدأت مصر في سداد قيمة طلبها المكون من 24 مقاتلة رافال، وهي أول صفقة تصدير للمقاتلة التي عانت فرنسا طويلًا لإيجاد مشترٍ أجنبي لها، حسبما قال رئيس شركة Dassault Aviation إريك ترابير.

وقال في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في 11 مارس حول النتائج المالية لعام 2014: “العقد مع مصر يُعتبر ساريًا الآن. وقد وصل أول شيك في بداية الأسبوع”.

وقال أن دفعت مصر سعرًا مماثلًا لما دفعته فرنسا مقابل الطائرات.

وأضاف أن شركة Dassault ستسلم خمس طائرات رافال إلى فرنسا هذا العام، وأول دفعة مكونة من ثلاث طائرات إلى مصر، مع دفعة ثانية مكونة من ثلاث طائرات أخرى في ديسمبر أو يناير.

وأضاف المصدر الأول أن تعديل المقاتلات يُعتبر عاملًا أساسيًا في توقيت التسليم لمصر.

قال ترابير أن السلطات الفرنسية تناقش جدول التسليم لمصر، حيث إن هناك تأثير “للاستبدال” على عمليات التسليم التي كان قد حان وقتها للقوات الجوية الفرنسية.

وقال أن الإنتاج السنوي سيظل متوقفًا عند 11 وحدة، أو وحدة في الشهر، وقد يرتفع الإنتاج ليزيد قليلًا عن 2.5 وحدة شهريًا.

وصرَّح ترابير في 4 مارس أن الشركة تطمح لصفقة تصديرٍ ثانية هذا العام، وذلك عندما زار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خط تجميع Merignac بالقرب من بوردو، جنوب غرب فرنسا. كانت هذه أول زيارة لرئيس فرنسي لمصنع الطائرات، وقد رحّب هولاند ببيع المقاتلة لمصر.

جلس هولاند في مقصوة إحد طائرات الرافال أثناء جولته، وهو موقفٌ مغاير للبرود السياسي المعروف على نطاق واسع تجاه شركة Dassault عندما فاز الحزب الاشتراكي بالانتخابات العامة عام 2012.

وقال ترابير أنه يتوقع حدوث تأثير كرة الثلج، حيث ستقدم دولٌ أخرى طلبات للحصول على المقاتلة.

وعندما سُئل وزير الدفاع جان يف لو دريان في مؤتمر صحفي في 11 مارس حول جدول أعماله لعام 2015 عن المبيعات المحتملة إلى قطر وماليزيا قال “أنا متأكد من أنه ستكون هناك دول أخرى”.

وصال أن الحكومة وشركات التصنيع عملتا معًا لإنجاز الطلب المصري وهو المنهج المتبع مع دول أخرى.

لقد أقام الرئيس الفرنسي حينذاك نيكولاس ساركوزي “غرفة حرب” في المكتب الرئاسي في الإليزيه لبيع الرافال بعد اختيار المغرب لطائرة الـ F-16 بدلًا من الرافال. والمغرب كان بلدًا تحت الوصاية الفرنسية في السابق.

وحول المفاوضات مع الهند، قال ترابير أن شركة Dassault قد اتفقت للمرة الأولى أن تكون شركة Hindustan Aeronautics Ltd. (HAL) الهندية المملوكة للدولة هي المتعاقد المشترك، وليست متعاقدًا من الباطن، على طائرات الرافال. سوف تضمن شركة HAL تجميع الرافال في الهند، بينما ستتكفل Dassault بالعمل الفرنسي.

كانت السلطات الهندية قد طلبت من Dassault في السابق بتولي الضمان العام للعمل في الهند.

تريد الهند القيام بأقصى قدرٍ من العمل تحت شعار “صُنع في الهند”.

وقال ترابير أن السرعة التي يتم بها نقل التكنولوجيا للسماح بالتجميع المحلي الكامل في الهند هي جزء من المفاوضات. سيتم بناء أول 18 وحدة في فرنسا، وسيتم تجميع الوحدة التاسعة عشرة في الهند.

ستستمر الصناعة الفرنسية في بناء النظم الفرعية التي سيتم شحنها للتجميع في بنغالور.  ومع الوقت سيتم تسليم التصنيع “على مراحل” إلى الشركاء في الهند، بما في ذلك رادار مجموعة المسح الإلكتروني النشط AESA. الجدول الزمني هو جزء من المفاوضات.

وقال ترابير أنه ليس قلقًا بشأن اندفاع روسيا لبيع Suhkoi Su-30 إلى الهند. وأضاف أن “الروس قلقون بشأن الرافال”.

وقال أنه في الاتفاق الهندي لدراسة جيل خامس من Su-35S مع Sukhoi، فليس من الواضح ما الذي ينطوي عليه هذا، حيث إن الجيل الخامس هو تصنيف أمريكي.

وقال ترابير أن شركة تتعامل Dassault بصبر وتأنٍ في سعيها وراء الصفقة مع الهند لبيع 125 مقاتلة. استغرقت الهند حوالي 22 عامًا لاختيار طائرة التدريب BAE Systems Hawk trainer بدلًا من طائرة Alpha التي تصنّعها شركة Dassault، وهذه طائرة أبسط بكثير من المقاتلة متعددة المهام.

وأضاف أنه من المقرر تسليم أول مقاتلتين من طراز Mirage 2000 قامت Dassault وThales بتحديثهما إلى الهند قريبًا. وقد أعربت البحرية الهندية عن رغبتها في الحصول على نسخة محمولة بحرًا من طائرة الرافال.

رفض ترابير التعليق على قطر وقال أن المحادثات مستمرة مع ماليزيا. وقال أن هناك مناقشات جارية مع الإمارات، ولكن لا توجد مفاوضات تعاقدية.

سلّمت شركة Dassault 137 طائرة رافال إلى فرنسا، وتتبقى 43 طائرة في الشريحة الرابعة الحالية. تتوقع الشركة أن يتم تسليم النسخة المطورة من F3R في 2018، حيث سيتم تعديلها لإطلاق صاروخ Meteor خارج المدى المنظور. وسوف تحصل مصر أيضًا  على تلك النسخة المتقدمة.

حصل الأسطول الفرنسي على مقاتلتين مطورتين إلى النسخة F3 من F1 وسيتم تحديث الثماني طائرات المتبقية على مدى عامين.

ذكرت Dassault أن صافي الأرباح سيكون 398 يورو، منخفضة عن أرباح العام الماضي التي بلغت 487 يورو، على مبيعات قدرها 3.7 مليار يورو، منخفضة عن مبيعات العام الماضي التي بلغت 4.6 مليار يورو. وقد نتج انخفاض الأرباح والمبيعات عن ضعف سوق طائرات Falcon التجارية. ورجوع طلبات Falcon إلى 90 العام الماضي من 64 يشير إلى تعافي مالي في 2016.

تُقدر قيمة الطلبات الجديدة بـ 4.6 مليار يورو، مقارنة بـ 4.2 مليار يورو العام الماضي، وتمثل الصادرات نسبة 89 بالمائة منها. وكان صافي الأرباح 10.8 بالمائة من المبيعات.

بلغ إجمالي طلبات الدفاع 693 مليون يورو، بعد أن كانت 1.26 مليار يورو. وقد شملت أرقام 2013 عقد F3R للرافال وتطوير طائرة الدوريات البحرية Atlantique 2.

يُقدر إجمالي دفتر الطلبات بـ 8.2 مليار يورو. انخفضت النقدية من 3.7 مليار يورو إلى 2.4 مليار يورو، حيث اشترت الشركة حصص Dassault التي باعتها Airbus.

من المرجح أن تستوعب طلبات التصدير الدفاعية الكبيرة الأثر السوقي لـ Airbus بعد بيعها لحصتها في Dassault، حسبما ورد في مذكرة بحثية لشركة الوساطة المالية CM-CIC.

البريد الإلكتروني: ptran@defensenews.com.

Read in English

...قد ترغب أيضا