في معرض آيدكس، روسيا وأوكرانيا تلوحان بأزمة

جناح أوكرانيا في معرض آيدكس. (الصورة:  دايفد براون/فريق التحرير)

جناح أوكرانيا في معرض آيدكس. (الصورة: دايفد براون/فريق التحرير)

أبو ظبي – كانت شركة الاستشارة الاستراتيجية والإدارية Avascent حاضرة في معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس) أواخر الشهر الماضي، حيث قدَّم المحللون دراسة لاحقة للأخبار. وقد ناقشوا صفقة التعاون التقني بين أوكرانيا والإمارات العربية المتحدة التي أعلن عنها في معرض إكسبو الرئيس الاوكراني بترو بوروشينكو، والديناميكيات الأخرى بين دول الخليج العربي والأقمار الاصطناعية السوفيتية السابقة حيث تتعامل مع عدوان روسي.

وبعد أيام من قرار مصر شراء مقاتلات رافال (Rafale) ثنائية المحرك في حزمة تسليح تُقدّر بـ 5.2 مليار يورو (5.5 مليار دولار)، أصدرت الإمارات عدة إعلانات في المعرض مرتبطة بتعزيز صناعتها الدفاعية، ولكن بتحركات تؤكد استقلاليتها عن شريكها الدفاعي، الولايات المتحدة.

وقدم مدير Avascent ألكسندر جوفوفيتش والعضو المنتدب جيمس تينسلي وجهات نظرهما بشأن التطورات.

س: ما هي الديناميكيات المتبعة مع روسيا على أحد طرفي صالة المؤتمر وأوكرانيا على الطرف الآخر؟

جوفوفيتش: تُعد الصناعة الأوكرانية في بعض الجوانب مورِّدًا من الفئة 1 أو الفئة 2 إلى الكثير من الشركات الروسية دون وجود طنٍ من منتجاتها يأتي إلى السوق هنا. هذا الارتباط بروسيا مقطوع الآن تمامًا، وهذا يُضرُ بأوكرانيا وروسيا أيضًا. أعتقد أن زيارة بوروشينكو هنا هل القيام ببعض التسوق، ولكن، كما أعتقد، في نهاية المطاف هم يبحثون عن بعض المال، سواء كان هذا المال بهدف المساعدة في عمليات استحواذ أو للاستثمار.

س: إلى أي مدى كانت الصفقة بين أوكرانيا والإمارات جوهرية وما دوافع ذلك؟

تينسلي:   أتسائل عمّا إذا كان الهدف منها الضغط على وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكي DSCA. إن عملية المبيعات والدعم العسكري الأجنبي الأمريكية بطيئة جدًا. أوكرانيا تعلن عن الصفقات، وتتحدث إلى أحد المتعاقدين الفرديين دون وجود الكثير من المال لإنفاقه في الحقيقة، والأمر متعلق أكثر ببناء العلاقات. الأمر متعلق بتحقيق تواجد والضغط على مؤسسة الدفاع الأمريكية. سيكون من الجيد جدًا لأوكرانيا والإمارات تحقيق مصداقيتهما كمزود بينما تتعامل الولايات المتحدة ببُطئ بعض الشيء.

جوفوفيتش: ليس هناك شك أن الولايات المتحدة بطيئة جدًا. ومنذ ذلك الأمر، صار الحصول على كميات بسيطة من المعدات يستغرق شهورًا وشهورًا.

س: ماذا يفعل شركاء الدفاع السابقون لروسيا في المنطقة؟

تينسلي: ليست أوكرانيا وحدها، ولكن في الحقيقة بولندا ودول أخرى تلعب دورًا مهمًا الآن – بلغاريا وغيرها. يسعى البلغاريون إلى إيجاد طريقة للاستغناء عن الدعم الروسي في مجالات معينة – صيانة الطائرات وبعض الأمور الأخرى. إذا استطاعت أوكرانيا وغيرها تحقيق موائمة حول الخدمات التي يمكنهم تقديمها لبعضهم البعض، فسيكون هذا طريقًا آخر. هذه القاعدة التكنولوجية محدودة جدًا لدرجة أنهم إذا لم يحصلوا على تحديث من الإمارات أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو أي طرف آخر، فستكون قديمة. ناقلات الأفراد من طراز BTR التي تعود إلى الحقبة السوفيتية قديمة جدًا، ولم تعد منافسة في السوق.

لم تعد ترى دولًا تشتري منها لأنها رخصية وسهلة. نرى الناس يتحركون في الاتجاه الآخر، خاصة في الشرق الأوسط، حيث كانت هذه الدول تبيع في الماضي، حتى في أفريقيا ومناطق أخرى. تُقيم ألمانيا وغيرها خطوط إنتاج لأشياء في أماكن كان الروس عادة هم من يقومون بهذا فيها، أو الأوكرانيون أو غيرهم. هذا صعبٌ جدًا.

جوفوفيتش: أفكّر هنا من وجهة النظر الإماراتية، إنهم سعداء جدًا بالاختيار بشكل انتقائي والدخول إلى بعضِ من الأسواق التي تُعد نوعًا ما ضمن الفئة 2 من أسواق الدفاع، ولكنهم لديهم شيء واحد أو أكثر جاذب للاهتمام سيستثمرون فيه.

تينسلي: صربيا لها حضور كبير جدًا هنا لأنهم ينظرون إلى الإمارات باعتبارها مستثمرًا استراتيجيًا يمكنه ضخ 15 مليار دولار في منتج محدد أو في حقيبة منتجات صغيرة محدودة، أشياء تريدها الإمارات. إنهم يريدون في النهاية عودة التكنولوجيا إلى هنا. لذا أينما استطاعو فصل أنفسهم عن عملية مبيعات عسكرية أجنبية معقدة والحصول على التكنولوجيا المضمّنة محليًا، فأعتقد أن هذا سيعجبهم. أعتقد بصراحة أن الخبر الكبير في المعرض هو ترسيخ صناعة الدفاع الإماراتية.

س: إلى أي مدى تُعد هذه خطوة ثورية؟

تينسلي: لا نعتقد أن هذا يغير المشهد. نعتقد أن الأمر مرتبط بإيجاد توازن، بخلاف السعوديين الذين لم يتمكنوا أبدًا من تحقيق توازن بين كلٍ من الصادرات والاستثمار في الصناعة المحلية. أعتقد أن ما أدركته الإمارات هو أنها يجب أن تمتلك قدرتها الخاصة. إذا كانت لديك صناعة المركبات الخاصة بك ولديك صناعة الأسلحة الخاصة بك، فيمكنك حينها سد العجز في المكونات والأنظمة الفرعية وغيرها من الأمور وأن تكون جزءًا من حزمة النقل بدلًا من أن تطلب كل شيء، لأنك لن تحصل على كل شيء.

س: ماذا تأخذ الإمارات وأوكرانيا من بعضهما البعض؟

تينسلي: ربما تبحث الإمارات عن مشروعات مشتركة أو شراكات أو علاقات نقل مع أحدٍ مثل أوكرانيا، التي توفر ذخيرة متوسطة العيار والأنظمة التي كانت روسية في السابق والتي لا تزال تنافسية. تبدأ القول “حسنًا، الآن تمكنّا من إحضار هذا المنتج من صناعتنا إلى الطاولة”. وسرعان ما تتخلى على الحاجة إلى الكثير من تلك الشركات الغربية الأخرى التي تقوم بالتوريد لك. كل ما تحتاجه هو التكنولوجيا العالية لأنك مكتفٍ ذاتيًا في الكثير من الجوانب.

إذا كنت مكان صربيا أو أوكرانيا تبحث عن استثمار، فقد تكون مستعدًا أكثر لنقل التكنولوجيا والمنتجات لأنه لا توجد سوق محلية كافية لدعمك. لا توجد أبحاث وتطوير محليًا، ليس أمامك إلا خيارات قليلة. هناك فقط الكثير من الدول التي يمكنها أن تستمثر في صناعتك بتلك الطريقة.

س: في آيدكس، التقى بوروشينكو مع فرانك كندال، أكبر مشتري للأسلحة في البنتاجون، ولكنه ليس أكبر رأس في البنتاجون. ما مغزى هذا؟

تينسلي: قد يكون نوعًا من الإحباط بسبب الآليات السياسية داخل وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع والقيادة السياسية، ولسان حاله يقول “أريد أن أذهب مباشرة إلى الشخص المفترض أنه يبيع الأسلحة – لأنني أريد أن أشتريها”.

س: هناك دول أخرى لها مسؤولون أعلى مستوى في المعارض، ولكن الولايات المتحدة ليست من بينها. ولكن وفد هذه السنة كان رفيعًا، أليس كذلك؟

تينسلي:  وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكي DSCA لها تمثيل جيد هنا. جميع الشركات الأمريكية هنا. هذا ليس معرضًا تراجع عنه الجميع، كمعارض الطيران. لقد ضاعفت تواجدها نوعًا ما. هناك الكثير من كبار المسؤولين العسكريين. ولكن ما يسعى إليه الناس ليس فقط مجرد تلك الواجه، من حيث المتطلبات ومن حيث وكالة DSCA والتسهيل – هل هذا الأمر يسير بشكل عملي أو كم من الوقت سيستغرق هذا – ولكن هناك تقدير نوعًا ما.

س: ناقش نائب الأدميرال في وكالة DSCA جوزيف ريكسي جهود الوكالة نحو أن تصبح أكثر استجابة وإعادة التنظيم حول القادة المقاتلين الإقليميين. هل هذه خطوة إيجابية؟

جوفوفيتش: الأمر مختلف جدًا عن كيفية عمل الفرنسيين أو أي أحد آخر، حيث مهمتهم الوحيدة هي جني المال مقابل دفاعهم وتعزيزه. وكالة DSCA ووزارة الدفاع ليستا كوزارة التجارة. إنهما لا تقومان بالدعاية للصناعة الأمريكية. لذا، فالأمر عبارة عن اختلاف في الفلسفة. إنها سياسة مختلفة ومجموعة مختلفة من المتطلبات التي يتعين على هؤلاء الأشخص استيفاؤها. وهم يبذلون أقصى ما لديهم للتوفيق بين الأمرين، ولكن الأمر فيه صعوبة.

هناك الكثير من الفروق الدقيقة. وبصراحة، أنت تفكر فيما يفعله الفرنسيون بالرافال الآن، حيث يُخرجون الرافال عن الخط الذي كان يذهب إلى فرنسا لأنهم فاقدوا الأمر في ترك الخط مفتوحًا.

هذا لا يحدث لدينا كثيرًا… وهذا هو الجزء الآخر من الموضوع، إنه يأس من جانب الدول الأخرى التي يجب عليها فعلًا أن تحقق الاستدامة لصناعات الدفاع في وقتٍ لا تنمو فيه ميزانياتها. ولكننا حين ننظر إلى ذلك فإننا ننظر إلى التداعيات الاستراتيجية لإيقاف إنتاج وحدةٍ ما لأن هذا يؤثر على أمننا القومي. الفرنسيون سيُبقون خط الرافال مفتوحًا، ليس الأمر متعلقًا بعدد طائرات الرافال التي لدينا في المخزون. لذا فإن هناك جميع أنواع الفروق الدقيقة. لكن يجب أن تكون حذرين بشأنها…

تينسلي: ما المعيار الذي نقيسها به.

جوفوفيتش: الأمر مختلف جوهريًا. وهناك القضية القديمة المتعلقة بكفية تنفيذ السياسات وكيف يتم كتابة كل هذه اللوائح وما هو المطلوب من الشركات. الأمر مُرهِق جدًا. لقد حررنا مبيعات الطائرات بدون طيار. حسنًا، ربما لبعض الدول وفق توجيهات قاسية جدًا وجميع أنواع الشروط. لذا فالأمر مثير للاهتمام. أعتقد أننا سمعنا الكثير من الترحيب من العاملين في المجال بالتغييرات الضخمة. الجميع يُدرك أن العملية أصبحت أكثر سلاسة وفاعلية ولكنها لا تزال أكثر مما على المنافسين أن يقوموا به. لذا فالأمر صعب.

س: إلى أي مدى كان لأخبار مبيعات الرافال إلى مصر أثرٌ هنا؟

تينسلي: أعتقد أن صفقة الرافال أرسلت رسالة مفادها أنه حتى بالنسبة لأهم حلفاء الولايات المتحدة الذين يحصلون على [صفقات عسكرية أجنبية] واستثمار في الصناعة من الولايات المتحدة، فإنهم أيضًا يبحثون عن التنويع. إنهم رغم ذلك يسعون إلى أن يوفروا بشكل أساسيّ درجة كبيرة من المنافسة ببعض الطرق التي تشجع ذلك المشاركة السياسية. لذا فإن جميع المناقشات الخاصة بقطع المعونة عن مصر وسط متاعبها السياسية أعتقد أنها أفزعتهم قليلًا، كما هو الحال مع الهند وباكستان وغيرها من الدول التي خافت من العقوبات المحتملة في السابق. وفي حين أن الأمر لم يصل أبدًا إلى ذلك، فإن النقاش نفسه أصبح شعبويًا جدًا والضغط من بعض الناس يولّد تصورًا بأننا نحتاج شيءٍ من قبيل الخطة ب وعلى الأقل أن نشجع المنافسة.

س: في اليوم الذي أخبر فيه فرانك كندال المراسلين أنه لا يعتقد أن أي طائرة من طراز F-35 ستذهب إلى المنطقة، أعلنت إسرائيل أنها ستشتري المزيد من طائرات F-35. هل سبب هذا قلقًا لهم؟

تينسلي: نعم، بالتأكيد. الأمر مبكر نوعًا ما لنقول أنه لن تكون هناك مبيعات. أعني نعم، لن تكون هناك مبيعات بالسعر الحالي مع إطار الناس الذين استثمروا في البرنامج والبقية. ولكن مع مرور الوقت، وحيث تصبح منصة قياسية بشكل أكبر سيتغير الأمر – تذكر أننا لم نكن لنبيع طائرات F-16 كذلك.

جوفوفيتش: هذه قصة معتادة دائمًا ما تحدث لدينا. دعنا لا نساوي بين جميع الدول في الخليج. كن حذرًا جدًا حيال هذا الأمر.

البريد الإلكتروني: jgould@defensenews.com.

Read in English

...قد ترغب أيضا