أوكرانيا تعقد صفقات وتنتظر الولايات المتحدة

الرئيس الاوكراني بترو بوروشينكو في معرض إيدكس في أبو ظبي. (الصورة من: جو جولد)

الرئيس الاوكراني بترو بوروشينكو في معرض إيدكس في أبو ظبي. (الصورة من: جو جولد)

أبو ظبي — من خلال التوصل إلى اتفاق مع دولة الإمارات في معرض إيدكس، أرسلت أوكرانيا رسالة بسيطة إلى الدول الأخرى في المعرض: على الرغم من أنها تريد مساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد الانفصاليين الروس، إلا أن كييف يمكنها أيضًا إيجاد أصدقاء في أماكن أخرى في حين تنتظر الرد.

قام الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو بزيارة مفاجئة إلى المعرض الأسبوع الماضي، وأعلن عن اتفاق مع دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تعاون عسكري وتقني غير محدد.

أعلن بوروشينكو لك في 24 فبراير، والتقى بولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وكبير مشتر الأسلحة في البنتاغون، فرانك كندال. كما تجوّل أيضًا بين الأكشاك المخزنة مع المدرعات والقنابل والأسلحة النارية.

وقال بوروشينكو عن المحادثات مع الولايات المتحدة: “نحن في حوار عملي للغاية، ونأمل أن تتخذ قرار في المستقبل القريب لمساعدتنا في الحصول على أسلحة دفاعية. أريد أن أؤكد على أن القدرات الدفاعية للجيش الأوكراني هي فقط للدفاع عن أراضينا، وللحفاظ على استقلالنا وسيادتنا. ليس لدينا أي خطط لمهاجمة أي شخص.”

بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيل أن الصفقة تشمل زيارة دبلوماسية لأوكرانيا وفرص للاستثمار. ومن شأن ضخ الأموال من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تصل ميزانية دفاعها السنوي إلى14 مليار دولار، أن يساعد أوكرانيا بالتأكيد، والتي تصل ميزانية دفاعها إلى 5 مليار دولار. تبلغ قيمة ميزانية الدفاع السنوي في روسيا 60 مليار دولار، وذلك وفقًا لمؤشر القوة النارية العالمية.

ومع هذه الصفقة، سعت كييف لإظهار أن صناعتها الدفاعية، المحاصرة والمتشابكة مع روسيا، مفتوحة للأعمال التجارية المتبادلة ومتعطشة للشراكات التجارية. كما أعلن مكتب بوروشينكو في وقت لاحق أن الشركات الأوكرانية قد وقعت عدة عقود تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات — بما في ذلك الشراكة مع شركة باراماونت في جنوب أفريقيا لمواصلة تطوير طائرة هليكوبتر طراز Mi-24 Superhind.

مُقسّمة من خلال عدة أجنحة وطنية على أرض المعرض المترامية الأطراف، سعى ممثلو مؤسسة التصنيع الدفاعي الأوكرانية Ukroboronprom ونظيرتها الروسية Rostec، وراء شركاء تجاريين للمعدات وقطع الغيار منذ قطع العلاقات مع بعضهم البعض. وتسعى أوكرانيا نحو عملاء ومستثمرين جدد لأجهزتها محلية الصنع، في حين أن روسيا — من خلال عرض أكبر من الأسلحة والدبابات — عملت على الحفاظ على موطئ قدم لها في السوق وتعويض أثر العقوبات.

شكّل الإعلان بين دولة الإمارات العربية المتحدة وأوكرانيا ضربة قوية لاتفاق التعاون العسكري الروسي مع المنافس القوي للعالم العربي، وهي وإيران، التي وُقِعت الشهر الماضي في رد مشترك على “تدخل” الولايات المتحدة. وقبل يوم واحد من إعلان بوروشينكو، تسربت أخبار في المعرض أن الرئيس التنفيذي لمؤسسة Rostec سيرجي شيميزوف، عرض بيع نظام دفاع جوي قوي لإيران، وهي خطوة لم يعجب بها المديرين التنفيذيين في الجناح الروسي لمضيفيها.

وفي مقابلة له مع صحيفة Defense News، قال شيميزوف أن روسيا سوف تنتج جميع المعدات الدفاعية الخاصة بها بحلول عام 2017، وسوف تنهي اعتمادها في الحقبة السوفيتية على مصانع الأسلحة الأوكرانية. وتضمنت أخبارها الخاصة من المعرض، صفقة لتسليم 12طائرة روسية من طراز Mi-17 الى روسيا البيضاء.

وأضاف شيميزوف: “لا أستطيع القول بأن العقوبات لم يكن لها تأثير شامل على هذه الصناعة، ولكنها جعلتنا ننتج المكونات الخاصة بنا بدلًا من استيرادها من دول أخرى مثل أوكرانيا، ومنحنا فرصة لصناعة منتجاتنا في البلاد”.

بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، توفر صفقة أوكرانيا المعرفة بالتصنيع الدفاعي والخبرة التكنولوجية في ظل تعزيز صناعتها الدفاعية الداخلية والتوقف عن المبيعات العسكرية الأجنبية باهظة الثمن من الولايات المتحدة. حصلت شركة الإمارات للصناعات الدفاعية (EDIC) مؤخرًا على شراكة 16 من شركات الدفاع في الإمارات العربية المتحدة تحت مظلتها، ويعتبر ذلك خطوة رمزية قوية وعملية نحو الاستقلال.

وقال المحلل في مؤسسة أفاسنت، أليك جوفوفيتش: “تبدأ في القول بأننا جلبنا هذه القطعة إلى طاولة المفاوضات، وقطعة أخرى أيضًا، وقريبًا لن تحتاج أي من الشركات الغربية التي تورد لك المعدات، أنت في حاجة فقط إلى أفضل التقنيات لأنك مكتفي ذاتيًا. إذا كنت صربيا، أو أوكرانيا، فأنت تبحث عن أي استثمار. ويمكنك أن تكون أكثر استعدادًا لنقل التكنولوجيا أو الإنتاج لأن ليس هناك ما يكفي من الأسواق المحلية لدعمك.”

كانت أوكرانيا، في هذه الصناعة، معروفة إلى حد كبير باعتبارها المورد الرئيس للشركات الروسية مع بعض المبيعات في المنطقة، مثل صفقة مصنع طائرات أوديسا لتحديث طائرات طراز MiG-21الكرواتية.

في مقصورة مؤسسة التصنيع الدفاعي الأوكرانية Ukroboronprom— وهي مؤسسة تابعة للدولة مسؤولة عن 100 شركة في خمس صناعات — توقف بوروشينكو عند السيارات المصفحة على الشاشة بجانب مجموعة متنوعة من أجهزة الرادار والصواريخ ونماذج من الطائرات.

وقال: “للحفاظ على السلام، يجب أن يكون لدينا القدرة على الدفاع عن أنفسنا. واليوم، ونحن هنا متحدين، نقوم بعمل عظيم، لزيادة القدرة الدفاعية لأوكرانيا.”

أظهرت الزيارة جهود مؤسسة التصنيع الدفاعي الأوكرانية Ukroboronprom الحثيثة منذ بدء الصراع لتجهيز جيشها المهمل والعمل على وصوله إلى المستوى الأساسي؛ وتطوير المدفعية والأسلحة والدبابات، وتنفيذ برامج الصيانة.

وقالت ناديا ستيكشينا، مستشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة Ukroboronprom لشؤون الاستثمار، لصحيفة Defense News أنه: “أحيانًا عندما يكون لديك هذا النوع من العدو على الحدود الخاصة بك، يتحد الناس معًا ويبدؤوا في التحرك بسرعة. لا أحد ينتبه في الواقع إلى الطريقة التي تم تجهيز الجيش بها خلال السنوات الـ 23 الماضية؛ حيث كان يشعر الجميع بالأمن والأمان، ولم يكن هناك أي استثمار في القوات المسلحة. لذلك، في بعض الأحيان يكون ما نقوم به الان هو مجرد العودة إلى الأساسيات “.

وأضافت ستيكشينا أن أوكرانيا استبدلت أوكرانيا في الأشهر الأخيرة 70٪ من قطع غيار المركبات المدرعة التي استوردتها من روسيا “وهي مهمة صعبة للغاية، كما تم رفع الأحمال الثقيلة في الأشهر القليلة الماضية.”

على الرغم من عدم عرضها، إلا أن عروض المركبات المدرعة من مؤسسة Ukroboronprom في معرض إيدكس اشتملت على دبابات القتال الرئيسية Oplot المحلية الصنع، والتي يمكن أن تستخدمها قوات الجيش الأوكراني هذا العام أو العام المقبل في ظل تخلصها من دبابات الحقبة السوفيتية T-64 وT-72.

وقالت أن أوكرانيا أرادت أن تدلي ببيان.

وأوضحت قائلة: “عدم وجودنا هنا ربما فُسِر بأننا خائفون، ولكن يجب علينا أن نظهر أننا نمتلك المعدات التي يمكن أن ندافع بها عن أنفسنا من التهديدات.”

وبصرف النظر عن القيمة الإسمية للصفقة، يمكن أن تكون صفقة الإمارات العربية المتحدة محاولة من أوكرانيا لإثارة الولايات المتحدة التي تسعى نحو صواريخ مضادة للدبابات، والنظم الفرعية للمدرعات وغيرها من التقنيات. ولم يتم الإعلان عن نتيجة اللقاء مع كيندال، وهو مسؤول وزاري، والمسؤول الأميركي الأكبر في المعرض.

في مؤتمر ميونيخ للأمن في أوائل فبراير، أيّد القائد العسكري لحلف الناتو، والقوات الجوية، الجنرال فيليب بريدلف، إرسال الأسلحة والمعدات للقوات المحاصرة في كييف، في حين أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قادا مبادرة سلام لم تشتمل على مساعدات من هذا النوع.

وزير الدفاع الأمريكي السابق وليام كوهين، والذي يشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة كوهين، كان يسير في ترقب وقلق في معرض إيدكس قبل زيارة بوروشينكو. وعندما وصل إلى ميونيخ، قال أن كان هناك “اختلاف في الرأي حول طبيعة رد الفعل” تجاه روسيا.

“أعتقد أنه لا يمكنك ترك الناس الذين شجعتهم على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وإلى حلف الناتو. إنهم يتحركون تجاهك، وبوتين يتحرك ولديه مقاومة قليلة للغاية. يحارب [الأوكرانيون] الدبابات بالبنادق، والغرب ملتزم بتوفير بعض المعدات الدفاعية، وليس الهجومية. سواء كان ذلك يعكس الاجتماع الشامل الذي يمكن أن نراه.”

ساهم عوض مصطفى في هذا التقرير.

Read in English

...قد ترغب أيضا