مسعى باكستاني لزيادة الصادرات وتعزيز الصناعة

" JF-17 Thunder" أثناء عرضها في المعرض الدولي للمنتجات العسكرية في كاراتشي في الأسبوع المنصرم. (عثمان أنصاري)

” JF-17 Thunder” أثناء عرضها في المعرض الدولي للمنتجات العسكرية في كاراتشي في الأسبوع المنصرم. (عثمان أنصاري)

كاراتشي — تسعى باكستان إلى تعميق شراكاتها الحالية وجذب المزيد من الشركاء وتصنيع معداتها العسكرية محليًا على الرغم مما يعانيه اقتصادها من انعدام للاستقرار والأمن.

وقد ظهر هذا الهدف جليًا للعيان خلال معرض الصناعات العسكرية نصف السنوي الذي يقام في باكستان “المعرض الدولي للصناعات العسكرية” (IDEAS2014).

وقد بدت المنتجات المعروضة في معرض IDEAS2014 ناقصة إلى حدٍّ ما؛ فقد غابت عن الأنظار أنظمة الصواريخ، وبرامج النقل. وغابت أيضًا بعض شركات المقاولات الكبرى، وتحديدًا تلك القادمة من أوروبا الغربية.

ومع ذلك، حسب زاهير أحمد، نائب رئيس شركة Kestral ، التي تمثل مجموعة من شركات المقاولات الأمريكية الشمالية – بصفة أساسية – مثل ” L-3 Communications “، Lockheed Martin “، و” Sikorsky “، فإن معرض IDEAS2014 لا يختلف عن أي معرض كبير آخر من حيث تنوع الحضور والجهات العارضة.

وقد كان من بين المشاركين للمرة الأولى عدد أقل من الجهات العارضة الرئيسية.

فقد شاركت من أستراليا شركة ” ByField Optics “، وهي مطور لمنتجات الأمن والمراقبة، وجهة تصنيع لمنتجات رائدة ومتطورة في مجال الحماية الحركية/فوق البنفسجية للعينين والبصريات. كذلك عرضت شركة “Inflatech” التشيكية أجهزة التضليل القابلة للتوسيع، والتي تعكس الطاقة، ويمكنها محاكاة بصمات الأشعة تحت الحمراء. كما عززت “Helisota” الليتوانية من خبراتها فيما يتصل بصيانة طائراتها الهليكوبتر، وعمرتها، وترقيتها. وكان كذلك من بين المشاركين الرئيسيين وكالة تصدير الأسلحة الصربية “يوغو إمبورت”.

وإلى جانب المشاركة الأوسع للصناعة المحلية، جاءت غالبية المشاركين من دول مثل الصين، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية.

وجدير بالملاحظة أن طائرة التدريب ” Karakorum K-8 ” التي تمثل إنتاجًا مشتركًا بين الصين وباكستان ظهرت مزوّدة بالذخيرة الحية للمرة الأولى؛ حيث تم تجهيزها بصاروخين طراز ” AIM-9P Sidewinders “، وقنابل تدريبية، وحجيرة مدفع رشاش عيار 23 ملم، في إقرار بدخولها حاليًا للخدمة كطائرة تدريبية نفاثة ذات تقنية متقدمة.

وقد كانت الطائرة ” JF-17″ محط الأنظار في الغالب، وهي تمثل مشروعًا دفاعيًا باكستانيًا لإنتاج طائرة مقاتلة، وقد ذكرت تقارير أن نيجيريا قطعت شوطًا كبيرًا في المفاوضات المتعلقة بشراء ما يصل إلى سربين منها.

وقد نُقل عن مدير قسم المبيعات والتسويق للطائرة ” JF-17″، الضابط في القوات الجوية، خالد محمود قوله:”حتى الآن، تحدثت إلينا 11 دولة، لكننا للآن لم نوقع أي صفقة.”

وقد استعرض مجموعة واسعة من التحسينات والأسلحة التي تم تزويد الطائرة بها. فالأسلحة صارت الآن تشمل القذائف فوق الصوتية ” CM-102 ” المضادة للإشعاع والتي تُطلق جوًا، وكذلك موزع القذائف البونية الصغيرة ” GB-6 ” الذي أُميط عنه اللثام في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء، تشوهاي، خلال الشهر الماضي.

وأضاف “محمود” أن باكستان “منفتحة على جميع الموردين” للصواريخ الجو جو المتطورة متوسطة المدى، ونفى الشائعات التي تقول إن الصاروخ طويل المدى إيجابي/سلبي التوجيه الذاتي ” SD-10A ” غير جاهز للعمل بشكل كامل.

وشدّد على أن البرنامج مستمر في التطور، وأنهم بصدد عرض عقد شراكات على العملاء المحتملين، وليس شراء طائرة فحسب.

من جهة أخرى، لم يتم إبرام الصفقات المتوقعة بشأن الغواصات الصينية والطائرات الهليكوبتر المسلحة Mi-35M روسية الصنع.

واكتفى ممثلو الشركات المنتجة للطائرات الهليكوبتر الروسية بالقول إن الصفقة “في مقابل أكثر من خمسة.” من جهته رفض وزير الإنتاج الحربي الباكستاني “رانا تانفير حسين” تناول المسألة بشكل مباشر، لكنه قال إن باكستان تدرس شراء الطائرة الهليكوبتر المقاتلة Mi-28NE Havoc.

وعلى نفس المنوال، لن يناقش مسؤولو القوات البحرية الصينية والباكستانية مسألة العقد الخاص بالغواصات، لكن القائد العسكري حسنين علي، ممثل شركة كاراتشي لأعمال السفن والصناعات الهندسية (KSEW)، قال إنها على الأرجح سيتم بناؤها في باكستان.

في المقابل، جرى في هدوء توقيع صفقات أخرى، ومنها تلك الخاصة بالزورقين الحربيين الثالث والرابع المجهزين بالقذائف stealth، واللذان سيتم تصنيعهما في KSEW. لكن الزورقين الآخرين لم يتم توقيع أي تعاقدات بشأنهما.

وقد أعلن عن شراء بطاريات نظام صواريخ أرض جو LY-80 التي تنتجها شركة ” Aerospace Long-March International” الصينية في مقابل 226 مليون دولار تقريبًا، مع ثماني وحدات من رادار المراقبة للدفاع الجوي IBIS-150 في مقابل 40 مليون دولار.

وقد جرى عرض أحد طرُز البطارية LY-80، لكن لم يكشف اللثام سوى عن القليل من المعلومات بهذا الصدد.

يقول المحلل “حارس خان، الذي يعمل لصالح بيت الخبرة “اتحاد العسكريين الباكستانيين”، والذي كان من بين حضور معرض IDEAS2014، إن LY-80 “نظام جيد يبدو أنه سيعمل بفاعلية عالية”، لكنه لا يعلم حتى اللحظة عما إذا كان سيتم إنتاجه محليًا كما يعتقد البعض أم لا.

وقد عرضت ” NORINCO” منظومتها المدفعية المسيرة على عجلات SH-1 عيار 155 ملم، لكن “خان” يعلق قائلاً إن مظهرها البالي يثبت أنها على الأقل قد خضعت للتجربة بمعرفة الجيش الباكستاني، ومع ذلك لن يبدي المسؤولون أيّ تعليق بهذا الشأن.

على صعيد آخر، يبدو أن جدول أعمال مصنع المركبات القتالية المدرعة المملوك للدولة ” Heavy Industries Taxilia ” (HIT)  كان حافلاً. وقد نُقل عن المتحدث الرسمي للمصنع المقدم “أحمد خان” قوله إنهم سيعقدون شراكة مع شركة هندسية بلجيكية وشركة ” Duma Engineering” المرخص لها لإنتاج المركبة القتالية المدرعة رباعية الدفع ” Dragoon” التي تنتجها شركة ” General Dynamics”.

ومن بين التعاقدات الأولية الخمسة عشر، ستستحوذ “قوة حماية المطارات” على 10 منها، فيما ستحتفظ ” Heavy Industries Taxilia” بالتعاقدات الخمسة المتبقية. ويجري تعزيزها للاستخدامات الخاصة بالخدمات الأمنية المدنية وشبه العسكرية، وللتصدير لنيجيريا والمملكة العربية السعودية.

وقد أكّد “خان” أن خطط ” Heavy Industries Taxilia” لإنتاج المركبات القتالية المدرعة الصينية التي تعمل من خلال الدفع بثماني عجلات VN1 “قيد التحضير”، لكن الشركة نفسها تخلت عن خططها لتطوير مركبتها Burraq MRAP بعد قيام الولايات المتحدة بتوريد MaxxPro.

وعلى الرغم من أن الإصدار الأحدث من دبابة القتال الرئيسية “Al Khalid” كانت من بين الغائبين، إلا أن مركبة الأمن الداخلي الأحدث “Mohafiz” كانت حاضرة. وهي قادرة على الصمود في مواجهة الرصاص الخارق للدروع الذي نجح في اختراق الإصدارات الأقدم.

كذلك كان من الواضح أن قدرًا ملحوظًا من أعمال استبدال المحتوى الأجنبي من دبابات “Al Khalid” و”T-80UD” بمعدات محلية الصنع قد اكتمل لجعل أنظمتها أقل تكلفة وأكثر كفاءة. وعلى المنوال ذاته، جرت مناقشة مناهج أكثر راديكالية، مثل استخدام برج مشترك لأنواع الدبابات الرئيسية، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء بهذا الصدد.

والهدف نفسه – تقليل التكاليف التشغيلية – كان حاضرًا أيضًا فيما يتعلق بزيادة عدد أجهزة المحاكاة.

هذا وتعدُّ شركة “Soft Innovative Systems” (SIS) شركة التوريد الأكبر في باكستان، وقد عقدت شراكات مع مؤسسة تطوير المركبات العسكرية والأبحاث لإنتاج أجهزة محاكاة إطلاق النار وجهاز محاكاة الصواريخ الأرض جو لتدريب أطقم العمل على تشغيل أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف.

وفي معرض حديثنا عن ” Soft Innovative Systems “، قال “مظفر حسن”: تعلم ” Soft Innovative Systems ” أن ما تقدمه قد يتطابق من الجودة مع ما يقدمه البائعون الغربيون، لكنها تقدم سعرًا أقل مما يقدمونه، وهي حريصة على تأمين أعمالها مع الدول النامية، خاصة في إفريقيا.

ومع ذلك يبدو أن قفزة كبيرة قد تحققت فيما يتصل ببيئة محاكاة سلاح الجو.

يقول “عبيد علي خان”، وهو قائد سرب في سلاح الجو الباكستاني: إن الانطلاقة كانت مع محاكٍ للدفاع الجوي، وتطور الأمر لتدريب الطيارين ومراقبي الحركة الجوية ومشغلي الرادار عن طريق المحاكاة.

وأضاف:”جميع هذه الأشياء مرتبطة ببعضها، ولذلك سيسمح استخدام جهاز محاكاة الطائرات بتدريب العديد من أطقم العمل دون أن تغادر أي طائرة مدرج المطار.” وأردف قائلاً:”هذه تقنية ذات سعر معقول للغاية، وقد بعنا إحداها للأردن”.

وعلى نحو مشابه، تواصل شركات إنتاج الطائرات بدون طيار محلية الصنع عمليات التحسين واكتساب الخبرات بشكل واسع. وعلى الرغم من أن مجموعة ” Global Industrial and Defence Solutions” عرضت مجموعتها من الطائرات بدون طيار، فإن الطائرة “Enduro” التي أنتجتها شركة ” Pak Business Aviation” هي على الأرجح أكثر لفتًا للأنظار.

وقد ذكر رئيس قسم التصميم، “عثمان حبيب”، أن هذه هي ثاني طائرة بدون طيار آلية بالكامل تغزو السوق. وإلى جانب ما تتمتع به من استقلالية كاملة، تتميز الطائرة ” Enduro” المحمولة على الظهر بنطاق يبلغ 20 كيلومترًا، وقدرتها على التحمل تصل إلى ثلاث ساعات.

وعلى الرغم من أن ” Heavy Industries Taxilia ” تصنّع السيارة المدرعة السيدان Corolla من إنتاج Toyota ، فقد كانت هناك زيادة ملحوظة في عدد الشكرات الخاصة التي تقدم الخدمات نفسها نظرًا لاعتبارات أمنية باكستانية.

وقد عرضت مجموعة ” Streit” التي تشارك ضمن الجهات العارضة للمرة الأول مجموعة واسعة من المركبات العسكرية والشُرطية والمدنية/المتحفظة، كما افتتحت مصنعًا صغيرًا بالقرب من كاراتشي أدخل تعديلات على كثير من السيارات لعملاء دوليين يقيمون في باكستان.

ومن بين الشركات التي تستهدف النوع نفسه من الزبائن كانت شركة ” Pak Armouring” ومجموعة ” International Armored” التي تتخذ من دولة الإمارات العربية مقرًا لها، إلى جانب ما تقدمه الأخيرة، بالتعاون مع شركة ” Chaiseri” التايلاندية، من مركبات أمان تكتيكية.

على صعيد آخر، تعمل شركات الصناعات العسكرية التركية، التي دخلت في منافسة حامية الوطيس مع نظرائها الصينيين، بقوة لتعميق شراكاتها مع باكستان. حيث تواصل شركة “Turkish Aerospace Industries (TAI) ”  تعزيز طائرتها الهليكوبتر الهجومية T-129. وقد جرى مؤخرًا توقيع مذكرة تفاهم بين TAI والحكومة الباكستانية، لكن لا تتوفر أي تفاصيل إضافية بهذا الصدد.

وتأمل شركة TAI أيضًا أن تنجح في المستقبل في تعزيز طائرتها التدريبية ذات المحرك التوربيني Hurkus، لكنها تأمل كذلك في أن تقوم بترقية طائرة الدوريات الجوية ATR-72 التابعة لسلاح البحرية الباكستانية جنبًا إلى جنب مع شركتي “Aselsan”، و” Havelsan”.

كذلك تأمل شركة “Yonca-Onuk” التي تتعاون مع القوات البحرية منذ فترة طويلة في أن تتعمق علاقتهما عبر عرض سفينتها الحربية MRTP-34 وربما MRTP-45، وتأمل في أن تبني سفينتها MRTP-64 في KSEW بموجب صفقة نقل معارف تكنولوجية واسعة النطاق. ■

البريد الإلكتروني: uansari@defensenews.com.

Read in English

...قد ترغب أيضا