سفينة أمريكية تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الاستقرار في الخليج العربي

On Watch: Electronics Technician 3rd Class Ryan Thomas stands lookout watch on the flying bridge of the cutter Maui during a transit from Doha, Qatar, to Manama, Bahrain. (Christopher P. Cavas)

في نوبة مراقبة: فني الإلكترونيات من الطبقة الثالثة “ريان توماس” يقف في نوبة مراقبة على المنصة الطائرة للسفينة “ماوي” أثناء العبور من الدوحة بقطر إلى المنامة بالبحرين. (تصوير: كريستوفر ب. كافاس)

(من على متن السفينة “ماوي” التابعة لسلاح حرس السواحل الأمريكي في الخليج العربي وهي تتألق في طلائها ذي اللونين الأبيض والأصفر) أثناء تحركها وسط السفن ثلاثية الصواري وقوارب الصيد وناقلات البترول العملاقة التي تمخر عباب هذه البحار، تبدو السفينة “ماوي” التابعة لسلاح حرس السواحل الأمريكي مزهوة بنفسها. فتصميم ألوانها، جنبًا إلى جنب مع الشريط البرتقالي المائل الذي لا تخطئه العين، يسهلان التعرف عليها باعتبارها سفينة أمريكية.

خلال دورياتها في الخليج، لا يكون حضورها المحدود – إذ لا يتعدى طولها 110 قدمًا – موضع ترحيب دائمًا، على الأقل من وجهة نظر القراصنة واللصوص وغيرهم من الفئات التي ترغب في إحداث ضرر.

يقول “ريان توماس”، فني الإلكترونيات من الطبقة الثالثة، أثناء نوبة مراقبته على المنصة الطائرة للسفينة “ماوي”:”لا يسعنا مشاهدة جميع النتائج دائمًا، لكن بالتأكيد نترك أثرًا”.

“كان من المعتاد في وقت سابق أن نرى عددًا لا بأس به من عمليات السلب في هذه المنطقة، لكن الوضع تغير الآن ولم يعد ذلك يحدث كثيرًا. وهذا ما قدمناه. الصيادون في هذا المكان يقدرون دورنا كثيرًا.”

نفس وجهة النظر يشدد عليها الملازم أول “إيرل بوتر” أحد ضباط السفينة.

فقد ذكر – خلال العبور النهاري من الدوحة بقطر إلى القاعدة الأم في المنامة، عاصمة البحرين، بتاريخ 28 مارس – “نحن نجوب هذه المنطقة لنجمع معلومات عن نمط الحياة، بما في ذلك التعرف على أنماط الصيد والتجارة”. “نعمل على دعم استقرار حياة الصيادين عن طريق التخلص من الأشخاص الذين قد يتسببون لهم في وقوع أضرار.”

فالقرصنة في الخليج، بخلاف الأنشطة المتعلقة بالاستيلاء على السفن وأخذ الرهائن التي تشتهر بها شواطئ الصومال، تتخذ عادةً شكل السرقة.

يقول بوتر:”التقارير التي تصلك تتعلق بالقرصنة — التي تتمثل في سرقة حمولات السفن من الأسماك — لكن ليس ذلك النوع من القرصنة الذي تراه في أماكن أخرى حيث يتم الاستيلاء على السفينة. وترد إلينا الأخبار أن هذه العصابات تتوقف عن العمل عندما نكون في المنطقة”.

ويبدي “توماس” ملاحظة وهي أن مجرد وجود السفينة غالبًا ما يكون له تأثير في تحقيق الاستقرار.

يقول بوتر:”نعلن عادةً عن وجودنا عبر موجات الأثير على رأس الساعة — “هذه السفينة الحربية 1304 [وهو رقم هيكل السفينة “ماوي”] التابعة للتحالف”، ونقوم بتحديد المنطقة التي نعمل بها، ونطلب من أي شخص يرى أي شيء غير قانوني أن يتصل بنا. وعادةً ما تتم إذاعة الرسالة باللغة العربية، والهندية، والإنجليزية”.

أثناء وجود سفينتنا في المنطقة، أو أحد مراكب دوريات حرس السواحل التابعة للبحرية الأمريكية، تتقلص الأنشطة غير القانونية بجميع أنواعها بشكل حاد”.

“مهماتنا تتمثل في حماية البنية الأساسية البحرية والتعاون لتأمين مسرح العمليات — من خلال التدريبات والاشتباك. توفر قوة المهام المشتركة 152 وجودًا دائمًا”، – يقول بوتر – منوهًا بواحدة من بين العديد من مجموعات المهام العاملة التابعة للقيادة المركزية، والمشكَّلة بموجب اتفاقيات الحماية التي توفرها القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي.

عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، تقوم السفن كذلك بتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ التقليدية. بتاريخ 11 أكتوبر، نجحت السفينة “ماوي” في إنقاذ خمسة بحارة إيرانيين جرفتهم المياه في شمال الخليج. فقد انقلبت سفينتهم وغرقت، وأوشك البحارة على الموت.

يقول الملازم “أليسون موراي” أحد الضباط التنفيذيين في السفينة وممن شاركوا في عملية الإنقاذ،:”يوم آخر وكانوا سيكونون في عداد الموتى”.

بعد معالجتهم بالإسعافات الأولية، ومنحهم الطعام، والماء، والملابس النظيفة، تم تسليمهم إلى إحدى السفن التابعة لحرس السواحل الإيراني.

يواصل حرس السواحل عملهم في الخليج منذ عام 2003. وتعتبر السفينة “ماوي” ومعها خمس سفن أخرى طول كل منها 110 أقدام — وهي “أداك”، و”بارانوف”، و”مونوموي”، و”رانجل”، و”أكويدنيك” — أكثر السفن المملوكة لحرس السواحل نشاطًا في المنطقة.

“لدينا حوالي 300 جندي من قوات حرس السواحل هنا”، يقول الكابتن “بوب هندريكسون”، آمر قوات دوريات حرس الحدود الأمريكية بجنوب شرق آسيا، متحدثًا في مكتبه في مقر الأسطول بالبحرين.

بالإضافة إلى أطقم السفينة، هناك حوالي 100 من جنود حرس السواحل يعملون في الصيانة والدعم الهندسي، جنبًا إلى جنب مع 27 فردًا مكلفين في مفارز المساعدة في إعادة الانتشار والتفتيش (RAID).

فرق RAID المقسمة بالتساوي بين القوات العاملة وقوات الاحتياط يتخذون من أفغانستان والكويت قاعدة لهم، حسب “هيندريكسون”. في أفغانستان، تعمل أربعة فرق للتفتيش في قواعد العمليات الأمامية حيث يقدمون الدعم لجهود الانسحاب، ويتحققون من حاويات الشحن، وعادةً ما تخفق نسبة 90 في المائة منها في اختباراتهم. تتضمن الخروقات التي يتحققون منها المواد الخطرة التي تُترك في المركبات أو المعدات، أو التعبئة السيئة أو حتى الذخيرة التي لا تزال داخل الأسلحة.

ويضيف “هندريكسون”: عادةً ما يؤدي إصلاح هذه المشكلات قبل الشحن إلى توفير ما قيمته 700000 دولار شهريًا للجيش الأمريكي في صورة غرامات أو كوقت ضائع في الشحن.

الخدمة في الخليج تكون أحيانًا عملاً شاقًا.

يقول “هندريكسون”:”نؤدي عملنا بمعدلات تشغيلية تزيد بنسبة 200 في المائة عن نظرائنا في وحدات حرس السواحل في الولايات المتحدة”. “هناك، يتراوح المعدل التشغيلي المعتاد بين 1800 و2000 ساعة في العام. لكن هنا لدينا معدل يبلغ 4300 ساعة سنويًا تقريبًا.”

عمليات الانتشار بوجه عام تكون لمدة 18 شهرًا مقارنةً بالدورة الاعتيادية داخل الولايات المتحدة التي تبلغ 36 شهرًا.

إحدى مميزات الخدمة، كما يقول كبير الفنيين الميكانيكيين “آدم لويس” تتمثل في الحصول على أعلى أولوية للدورة التالية. هذه الميزة متاحة فقط للبحارة دون مرتبة الضباط، وليس للضباط.

ويضيف معلنًا:”وهذا أحد الأسباب التي تجعلني أفضل الخدمة هنا”.

صيانة السفن بطول 110 قدمًا والتي يعود تاريخها إلى عقد الثمانينيات يمثل تحديًا، والأمر نفسه يصدق على صيانتها داخل الولايات المتحدة الأمريكية. لكن في الخليج، بحسب “لويس”، توفر قطع الغيار أشد صعوبة. فقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تصلك قطع الغيار هنا. وهذا يضيف على الأمر المزيد من الصعوبة.”

حتى تصلك قطع الغيار هنا، يكون الكثير من الوسطاء، والكثير من الأيدي قد عبثت بالعبوة” يقول “لويس”. “أما داخل الولايات المتحدة، فيمكنك التوجه إلى أي متجر محلي لشرائها، أو طلبها لتصلك عبر خدمة التوصيل بين عشية وضحاها.”

لكن حرس السواحل يُخضِعون السفن الصغيرة لعمليات إصلاح منتظمة. فخلال زيارة جرت في أواخر شهر مارس، تم سحب كل من السفينة “رانجل” والسفينة “أكويدنيك” في حوض بناء سفن محلي وتم تنظيف بدنهما.

أطقم السفن التي يبلغ طولها 110 قدمًا أكبر إلى حدٍ ما من السفينة القياسية داخل الولايات المتحدة التي يبلغ عدد أفراد طاقمها 18 فردًا. حيث يتم تكليف ضابط إضافي — برتبة ملازم من طبقة المستجدين — بتقديم المساعدة فيما يتعلق بحمولات العمل الزائدة، جنبًا إلى جنب مع متخصص في العمليات من الطبقة الأولى، وفني إلكترونيات من الطبقة الثالثة، ومساعد مدفعي من الطبقة الثالثة.

ولكل شخص رف خاص به، بما في ذلك ثلاثة أسرة إضافية مركبة بالقرب من مؤخرة السفينة.

طاقم السفينة “ماوي” على ما يبدو لديهم الدافع منذ البداية للعمل في الخليج.

يقول “لويس”:”غالبية الأفراد الذين يأتون إلى هنا من أرفع النوعيات، ويتميزون بأدائهم الفائق للغاية”. “لقد كانت خدمتي هنا أرفع مهمة تقلدتها في تاريخي المهني بحرس السواحل.”

Read in English

...قد ترغب أيضا