صفقة شراء أسترالية في وقت بالغ الأهمية لبرنامج F-35

Big Buy: Australia’s first F-35 on the assembly line in Fort Worth, Texas. (Beth Groom/Lockheed Martin)

صفقة شرائية ضخمة: أول مقاتلة F-35 أسترالية على خط التجميع في فورت وورث، بولاية تكساس. (بيث جروم/لوكهيد مارتن)

ملبورن، أستراليا، واشنطن، عندما أعلنت أستراليا رغبتها في شراء 58 طائرة مقاتلة طراز F-35A من إنتاج برنامج جوينت سترايك فايتر الأسبوع الماضي، تكون بذلك قد وافقت على شراء الدفعة الأكبر من طائرات الطراز F-35 والوحيدة التي يقتنيها أحد الشركاء الدوليين حتى هذه اللحظة — وهو حدث شديد الأهمية للبرنامج الذي يتجه – فيما يبدو – إلى الاقتصار على عمليات الشراء الداخلية الأقل حجمًا مما كان مخططًا له.

كذلك تعتبر هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها 12.4 مليار دولار أسترالي (11.5 مليار دولار أمريكي)، واحدة من كبرى عمليات الشراء للمعدات الدفاعية في التاريخ الأسترالي.

وتمثل الدفعة الأخيرة إضافةً إلى صفقة شراء 14 طائرة شبح ذات محرك نفاث التي وافقت عليها في وقت سابق الحكومة الأسترالية، مما يرفع العدد الإجمالي للطلبية إلى 72 طائرة، وهو عدد كافٍ للحلول بالكامل محل طائرات F/A-18A/B Hornets من إنتاج شركة “بوينغ” التي تمتلكها الدولة. ويصل إجمالي احتياجات أستراليا إلى 100 طائرة طراز F-35A.

هذا وتعود هذه الطلبية الكبيرة بفائدة عظيمة على برنامج F-35 الذي اضطر القائمون عليه مؤخرًا إلى تأجيل بعض المشتريات الأمريكية إلى المستقبل.

يقول “ريتشارد أبو العافية”، وهو محلل في مجموعة تيل في فايرفاكس، بولاية فيرجينيا: “الزيادة الأمريكية تمثل جزءًا صغيرًا مما كان ينبغي أن يكون عليه الحال في هذه المرحلة، لأسباب تتعلق بكلٍّ من الميزانية وأخرى تقنية”، وأضاف:”الأمر الآن بات معتمدًا بشكل أكبر مما كان مخططًا له على المشتريات الدولية لتحقيق إنتعاشة اقتصادية للبرنامج على نحو يتخطى التوقعات السابقة.

وأضاف “أبو العافية”:”يمكن للمشتريات الدولية أن تمثل طوق النجاة للحالة الاقتصادية المتعثرة للبرنامج”. “حتى هذه اللحظة، لم تتقدم لك أي جهة لإبرام صفقات شرائية كبيرة بخلاف كوريا الجنوبية واليابان وإسرائيل. ولهذا السبب تحديدًا تعد هذه الصفقة كبيرة — إنها الصفقة الأكبر وهي على الأرجح الطلبية الحائزة على أفضل تمويل حتى هذه اللحظة.”

وقد أقر الفريق بالقوات الجوية الأمريكية “كريستوفر بودجان”، رئيس برنامج F-35 الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، بأهمية الشركاء الأجانب أثناء العرض الأولي لمشروع ميزانية العام المالي 2015 لوزارة الدفاع الأمريكية في شهر مارس.

يقول “بودجان”: “إذا بدأ شركاؤنا وعملاء FMS [المبيعات العسكرية الأجنبية] نقل الطائرات إلى اليمين، ومعها حوالي 50 في المائة من الطائرات التي سنقوم بتصنيعها خلال السنوات الخمس التالية، فسوف نشاهد تغيرًا في الأسعار”.

لكنه حذر من أن هذا لا يعني حدوث زيادة كبيرة في الأسعار في حال قلص الشركاء طلبياتهم.

“عندما أقول تغيرات في الأسعار، يظن الجميع أني أعني ارتفاعًا في الأسعار” يقول “بودجان”. “ليس ارتفاعًا في الحقيقة. … وليس انخفاضًا بالسرعة التي سيكون عليها الأمر من جهة أخرى. فالسعر يظل متجهًا إلى الانخفاض، بمعدلات كبيرة؛ لأننا نواصل زيادة الإنتاج”.

وقد اضطُرت وزارة الدفاع الأمريكية، في أحدث طلب قدمته للكونجرس الأمريكي بشأن الميزانية، إلى استبعاد عملية الشراء المخطط لعدد 33 طرازًا لحاملة الطائرات F-35C وأربعة إصدارات مختلفة من الطائرة F-35A من الخطة الدفاعية الخمسية للوفاء بمتطلبات التقليص المتعلقة بالتخفيض الشامل لاعتمادات الميزانية. وقد أسهم هذا التأخير في الشراء في تحقيق ارتفاع مفاجئ بقيمة 7.4 مليارات دولار في أسعار برنامج F-35 وفقًا لأحدث تحليل صادر عن البنتاجون.

لكن “بوجدان” قال إن الشراكات الدولية ستساعد على تعويض فقدان الطلبيات الأمريكية.

ويضيف:”على الرغم من استبعاد 33 طائرة تابعة للأسطول وأربع طائرات تابعة لسلاح الجو الأمريكي من ميزانية [السنوات الخمس التالية]، فإن سعر الطائرات لن يشهد تغيرات كبيرة طالما ظل شركاؤك وعملاء FMS في المشهد”.

فمن بين 14 طائرة كان من المخطط بيعها قبل الإعلان الصادر في الأسبوع الماضي، لم تطلب أستراليا سوى طائرتين فقط. ومن المقرر أن يكتمل تصنيعها في شهر يوليو، وسوف تنضم إلى مركز تدريبات F-35 الدولي في قاعدة “لوك” العسكرية بولاية أريزونا في بداية العام التالي لبدء مرحلة التدريب على الطيران.

هذا وتعتزم القوات الجوية الملكية الأسترالية استبدال ثلاثة من أسراب طائرات Hornet العاملة ووحدة تحويل عاملة بعدد 72 طائرة طراز F-35A، كما أنها تحتاج مستقبلاً إلى استبدال 24 من طائراتها طراز F/A-18F Super Hornets التي تسلمتها في عام 2009.

يقول رئيس الوزراء “توني أبوت”: “الجيل الخامس من الطائرة F-35 يمثل الطائرة المقاتلة قيد الإنتاج الأكثر تطورًا في أي مكان في العالم، وسوف تمثل إسهامًا حيويًا لأمننا الوطني خلال العقود القادمة”. وأضاف:”ستصل أول طائرة طراز F-35 إلى أستراليا عام 2018، وسيتشكل أول سرب عامل تابع للقوات الجوية الأسترالية الملكية من طائرات F-35A في عام 2020.

ويضيف رئيس الوزراء:”الحكومة مستمرة في التزامها نحو بناء قوة جوية أسترالية قوية ومؤهلة ودائمة”. “كذلك ستدرس الحكومة الخيار المطروح بشأن شراء سرب إضافي من الطائرات طراز F-35 لتحل محل طائرات Super Hornets في المستقبل.”

وأضاف “أبوت” أنه سيتم إنفاق حوالي 1.6 مليار دولار على البنية الأساسية والمرافق في قاعدتي تشغيل الطائرة F-35A المستقبليتين في “ويليامتاون” في “نيو ساوث ويلز” و”تيندال” في الإقليم الشمالي.

كما أشار إلى أن “قطاع صناعة المعدات الدفاعية الأسترالية قد حصل على ما يزيد عن 355 مليون دولار أثناء التشغيل، وهو مرشح كذلك للفوز بأكثر من 1.5 مليار دولار أثناء العمل الإنتاجي المرتبط ببرنامج JSF وذلك على مدار فترة عمل البرنامج”. “ومن المتوقع أن يكون ثم المزيد من الفرص المتاحة لقطاع الصناعة الأسترالي ضمن الدعم المتواصل للطائرة F-35 في أستراليا.”

هذا وقد كانت الطائرة F-35 مثار انتقادات واسعة بخصوص المخاطر المتعلقة بالبقاء في مرحلة الاختبار في الجو، فضلاً عن ثبات التكاليف. لكن “أندرو ديفيز”، كبير المحللين في معهد السياسات الإستراتيجية الأسترالية، رحب بهذا الإعلان، قائلاً إن مشروع جوينت سترايك فايتر “يتفوق” على أي مشروع مماثل لدى الصين أو روسيا.

فقد جاء في حديثه إلى أحد برامج الراديو الوطنية في هيئة الإذاعة الأسترالية:”من المميزات الرائعة التي تتمتع بها أستراليا أنه في الوقت الذي سنحصل فيه على الطائرات الخاصة بنا ونتطلع إلى إدخالها إلى الخدمة، سيكون بالفعل قد مضى على دخولها في الخدمة لدى الولايات المتحدة عامان أو ثلاثة أعوام”. “وبذلك ستكون لدينا بعض الخبرة التي يمكننا استغلالها.”

وقد ذكر وزير الدفاع الأسترالي، السيناتور “ديفيد جونستون”، للراديو الوطني أن الحكومة لديها إستراتيجية لتخفيف المخاطر في حال ارتفعت التكاليف إلى مستويات غير مقبولة.

يقول “جونستون”:إذا قررت أستراليا أن التكلفة قد تجاوزت حدًا معينًا، فإننا سنكون غير ملزمين بالاستمرار”.

وأضاف “لدينا التزام نحو البرنامج. وكل مؤشر حتى هذه اللحظة يشير إلى أن التكاليف تسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة لنا”. “لكن إذا شهدت التكلفة تغيرًا كبيرًا، فإن خيار مغادرة البرنامج سيكون متاحًا لنا.”

البريد الإلكتروني: npittaway@defensenews.com; amehta@defensenews.com.

Read in English

...قد ترغب أيضا