إندونيسيا تستعد لشراء صواريخ أوروبية من خلال قروض أجنبية

Growing Trend: Indonesia is relying mostly on bank loans to purchase four ForceSHIELD missile batteries from Thales. (Thales)

اتجاه متزايد: تعتمد إندونيسيا بشكل رئيسي على القروض البنكية لشراء 4 بطاريات مدفعية طراز ForceSHIELD إنتاج شركة Thales. (Thales)

باريس – صرح مصدر بالبنك الأوروبي أن إندونيسيا، باعتبارها قوة إقليمية تهدف لبناء قدراتها العسكرية عبر القروض الأجنبية، تسعى حاليًا للحصول على قرض لشراء 4 بطاريات صواريخ من Thales تزيد قيمتها عن 100 مليون جنيه استرليني (أو ما يعادل 167 مليون دولار أمريكي).

ومن المحتمل أن تتجه كل من إندونيسيا والبرازيل لما لهما من وزن إقليمي إلى عمليات اقتراض كبيرة في الوقت الذي تحاول الحكومتان توفير الأموال اللازمة لشراء الأسلحة في السوق المفتوحة، حيث تعتمد الشركات الغربية بشكل كبير على الصادرات لتخطي حالة الركود الاقتصادي محليًا.

وتهدف وزارة المالية الإندونيسية، كما أشار المسؤول التنفيذي بالبنك، إلى زيادة “الائتمان المالي الدولي” لتمويل صفقة أنظمة ForceSHIELD الدفاعية التي تتضمن أجهزة رادار ومركبات مُحمّلة بالصواريخ التي سوف يتم تصنيعها في بريطانيا وفرنسا.

وقد تتسلم البنوك التجارية طلبات لتقديم العروض للحكومة خلال شهر مارس أو شهر إبريل بما يتيح الفرصة أمام الوزارة لانتقاء أكثر شروط القروض تنافسيةً كي تقوم بإتمام عقد شراء الأنظمة الدفاعية خلال العام الحالي.

وتأتي هذه المناقصة المصرفية بعد حصول إندونيسيا في شهر إبريل الماضي على قرض قيمته 108 مليون يورو لشراء 34 من مدافع (52-caliber) عيار 155 ملم من شركة “NEXTER” الفرنسية المصنعة للأسلحة البرية.

هذا وتسعى إندونيسيا في الوقت ذاته للحصول على سفينة جديدة لتدريب أطقم القوات البحرية.

ومن ناحية أخرى، وعلى الصعيد الصناعي نرى أن الحصول على تمويل منخفض التكلفة يعتبر ذا أهمية كبيرة كما أشارت شركة Airbus في التصريحات الصادرة عنها في 14 فبراير بشأن قيامها بشراء بنك Salzburg München الألماني الخاص، لكن دون الإعلان عن قيمة الصفقة. وسوف يتيح البنك للشركة الحصول على قروض بأسعار فائدة منخفضة من البنك المركزي الأوروبي مقارنة بأسعار سوق سندات الشركات، بالإضافة لتمكينها من توفير القروض لممولي المعدات في السلسلة الصناعية.

وتعتبر صفقة التصدير ذات أهمية حيوية لشركة Thales التي تبحث، ككل الشركات المُصنِعة الفرنسية، عن المزيد من المبيعات في الخارج للحفاظ على استمرارية خطوط إنتاجها.

وقال المسؤول التنفيذي بالبنك أن هذه الخطوة تعتبر “عودة قوية لشركة Thales. حيث تعتبر إندونيسيا من أبرز الأسواق الاستراتيجية حول العالم”.

وقال كذلك أن الفوز بالصفقة الإندونيسية سوف يمنح الشركة دفعة قوية في الوقت الذي تحتاج فيه وبشدة لإعادة إطلاق خطوط إنتاج المعدات العسكرية الجوية، عقب فترة تعثر لم تستطع الشركة خلالها جذب العملاء لشراء إنتاجها من صاروخ أرض جو طراز ” Crotale”.

وذكرت جريدة ” La Tribune” أن هناك احتمال لقيام الشركة ببيع مجموعة صواريخ Crotale من الجيل الجديد إلى المملكة العربية السعودية في صفقة بقيمة 4 مليار يورو.

وتتضمن الصفقة الأخيرة تسليح 4 من البطاريات المدفعية الإندونيسية بصواريخ طراز STARstreak عقب انتهاء المفاوضات الصيف الماضي.

وقد جاء إعلان إندونيسيا عن طلب 4 بطاريات مدفعية في يناير بعد إتمام صفقة شراء بطارية مدفعية واحدة من شركة Thales في 2011.

هذا كما أشار المسؤول التنفيذي أن إندونيسيا قامت بشراء بطارية مدفعية واحدة بعقد بالدولار الأمريكي تم تمويله عبر قرض ألماني لكن لم يتم تفعيل العقد حتى الآن. وأوضح أيضًا أن البنك الألماني حصل على هذا الاتفاق من خلال صفقة تجارية خاصة وليس مُناقصة مفتوحة.

وتهدف الصفقة الحالية إلى توفير نحو 80% من المبلغ الإجمالي، الذي يتم دفعه بالدولار أيضًا. وقد تم تقديم طلبات معلومات خلال عام 2013 لنحو 10 بنوك محلية ودولية بهذا الشأن.

وتقابل نسبة الـ 80% من عقد الصواريخ نسبة 85% من قرض المدفعية الذي تلقت وزارة المالية الإندونيسية قيمته في شهر إبريل كما نص الطلب. وذكر أحد الخبراء في مجال الدفاع أن وزارة الخزانة البريطانية ووزارة المالية الفرنسية سوف تبحثان مخاطر الإقراض المصرفي فيما تقوم كل منهما بدور الضامن في هذا القرض.

كما ذكر الخبير أن إدارة ضمانات اعتمادات التصـدير في بريطانيا وشركة “Coface” سوف تقومان بدعم من الحكومة الفرنسية بدراسة المخاطر الائتمانية الإندونيسية خاصة فيما يتعلق بمستوى الدين العام.

وسوف يتم تقييم عامل المخاطرة في اتفاقية الضمان والذي سوف ينعكس على اتفاق القرض.

وقد اقترب قرض المدفعية العام الماضي من تسجيل هامش بلغ 200 نقطة أساسية لفترة تقل عن 5 سنوات، والتي تعتبر بدورها فترة قصيرة نسبيًا.

تقوم البنوك بتحديد سعر الفائدة على القروض باستخدام النقاط الأساسية – 1/100 من كل نقطة مئوية، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمعدلات الفائدة الرسمية مثل سعر الإقراض ما بين البنوك في لندن.

وقد كان سعر الفائدة على قرض المدفعية مرتفعًا نوعًا ما مقارنة بالضمانات السيادية الحكومية التي قدمتها الدولة لدعم عملية الاقتراض بجانب مدة القرض القصيرة.

كما قال “بيتر فيانوفيك” رئيس مكتب إندونيسيا بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس، أنه من المتوقع أن يحقق الاقتصاد الإندونيسي انتعاشه قوية خلال العامين الحالي والمقبل بعد فترة ركود خلال العام 2013 على غرار الاقتصادات الناشئة الأخرى.

وأضاف “فيانوفيك” أنه:” سوف تستمر إندونيسيا في النمو بشكل جيد مقارنة بالأسواق الناشئة، رغم أن معدل النمو قد لا يرقى للمستويات المسجلة في الأعوام السابقة”.

كما يساهم هذا النمو، والذي يعتمد بشكل كبير على تصدير السلع إلى لصين، في دعم الموازنة المحلية وتعزيز وسائل سداد القروض المصرفية.

وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يرتفع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الإندونيسي من 5.2% إلى 5.6% في عام 2014 و5.7% في عام 2015.

وتقوم الوحدات البريطانية والفرنسية لشركة Thales، طبقًا لصفقة الصواريخ، بتوفير 5 بطاريات مدفعية مُجهزة بصواريخ قصيرة المدى من طراز STARstreak ورادارات طراز CONTROLMaster200 وأنظمة تنسيق الأسلحة وقواعد إطلاق خفيفة متعددة وقواعد إطلاق أسلحة طراز RAPIDRanger.

ومن ناحية أخرى تمثل فيتنام أحد أهم الأسواق الآسيوية بما يعكس تزايد الصراع مع الصين بمنطقة بحر الصين الجنوبي.

وأوضح المسؤول التنفيذي أن شركة Airbus لطائرات الهليكوبتر والشركة البحرية الفرنسية DCNS وشركة MBDA الأوروبية التي تقوم بتصنيع الصواريخ تسعي كل منهم للفوز بعقود مع العاصمة الفيتنامية “هانوي”. كما تتطلع إيطاليا أيضًا للفوز بإبرام صفقات مع فيتنام.

كما ذكرت جريدة La Tribune في أحد تقاريرها أن القوات البحرية في فيتنام تخطط لشراء صواريخ أرض جو عمودية الإطلاق من طراز Mica وأسلحة مضادة للسفن طراز Exocet MM40 Block III من شركة MBDA الأوروبية لتسليح اثنتين من السفن الحربية ” Sigma” التي تم شرائهما من شركة ” Damen ” الهولندية.

وقد رفضت شركة MBDA التعليق على الخبر. وأضاف المسؤول التنفيذي أن فيتنام تسعى هي الأخرى للحصول على قروض منخفضة التكاليف.

وقد قامت فيتنام بشراء غواصات روسية طراز Kilo-class وطائرات طراز C-212 من شركة Airbus لتسليح مهمات المراقبة والدوريات البحرية.

وينعكس توتر العلاقات الثنائية بين فيتنام والصين فيما أعلنته وسائل الإعلام الحكومية الفيتنامية لأول مرة مؤخرًا حول عملية استيلاء الصين عام 1974 على “جُزر باراسيل” في بحر الصين الجنوبي والتي مات خلالها عشرات الجنود المنتمين لجنوب فيتنام كما جاء في تقارير الـ BBC.

ويذكر التاريخ الفيتنامي أن الدول الواقعة جنوب شرق آسيا كانت تعتبر نفسها بمثابة التنين الأصغر الذي يحارب لنيل حريته من التنين الأكبر وهو الصين.

البريد الإلكتروني: ptran@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا