الصين تعزز تواجدها الاستراتيجي في إسرائيل

Closer Ties: Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu, right, and Chinese Foreign Minister Wang Yi attend a news conference in Jerusalem on Dec. 18 (Agence France-Presse)

توطيد العلاقات: رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، على يمين الصورة، ووزير الخارجية الصيني “وانغ يي” أثناء حضورهما مؤتمراً صحفياً في القدس يوم 18 ديسمبر. (إيه إف بي)

تل أبيب — تبني جمهورية الصين الشعبية تواجداً استراتيجياً في إسرائيل من خلال مجموعة متزايدة من الممتلكات في البنية التحتية الوطنية لإسرائيل، ومن خلال الشركات الناشئة التي تقوم على التكنولوجيا الحديثة بالإضافة إلى الصناعات الأساسية.

ومع تمويل الدولة، وارتفاع حجم الاستثمار والدعم من قِبل الحكومة الإسرائيلية، فإن المؤسسات العامة في الصين والمستثمرين من القطاع الخاص يمكنهم السيطرة على الصناعات الأساسية والوصول إلى التكنولوجيا الإسرائيلية، والابتكار واكتساب الخبرات بشكل غير مسبوق.

وقد أغرى السوق الضخم الذي تمتلكه الصين بجانب نفوذها الدبلوماسي من خلال مقعدها في مجلس الأمن، رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” الذي اعتبر أن تعزيز الروابط مع بكين هو أولوية قصوى.

وقال “نتنياهو” في مؤتمر صحفي مشترك في القدس مع وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” أن: “قوتنا تكمل بعضها البعض. فالصين لديها انتشار صناعي ضخم على مستوى العالم. وإسرائيل لديها خبرة في كل مجالات التكنولوجيا الحديثة.”

ومنذ زيارة “يي” هنا في منتصف ديسمبر، قد أعلن “نتنياهو” تخفيف القيود المفروضة على إصدار تراخيص التصدير كخطوة أساسية تتخذها حكومته لتعزيز التعاون والتجارة.

ويخطط المكتب الوطني الإلكتروني الإسرائيلي لإدراج الصين ضمن فريق الاستجابة للطوارئ الإلكترونية الذي سيتم العمل به في العام القادم.

وتعتبر الصين هي المنافس الرئيسي للقيام بمشروع ضخم يربط بين ساحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر عن طريق خط سكة حديد فائق السرعة مع اقتراحها ببناء، وتشغيل ونقل شبكة الطرق من خلال تمويل كبير من الدولة.

وتتجاوز قيمة المشروع 8 مليار دولار، وسوف يعبر مسار السكة الحديدية المزدوج عبر أنفاق وجسور، مع التوقف مباشرة في مدينة بئر السبع، وهي منطقة مُخطط لها أن تكون مركزاً للهيئة الوطنية الإلكترونية والمخابرات الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن يكون هناك قرار من الحكومة الإسرائيلية بحلول نهاية هذا العام. وإذا تم اختيارها للمشروع، فإنها سوف تعزز من وجود بكين هنا لعدة عقود كبديل استراتيجي لقناة السويس.

ويرى “نتنياهو” المشروع الذي يربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر باعتباره وسيلة لتعزيز العلاقات الصينية-الإسرائيلية، نظراً لاعتماد بكين الكبير على الطرق البحرية.

وقال “نتنياهو” في خطاب له أثناء مؤتمر عُقد في أواخر شهر يناير هنا، أن: “جزءَا كبير من السُفن الصينية يمر عبر قناة السويس، ونحن نبني صِمَاماً في شكل قطار.”

قائمة مشروعات متزايدة

في أقل من أربع سنوات، جمعت بكين ثروة كبيرة نتيجة امتلاكها لأغلبية الأسهم في شركات الكيماويات والزراعة في إسرائيل والتي تقدّر بنحو 2.4 مليار دولار عن طريق استثمارات شركة الصين الوطنية للكيماويات، والوصول إلى تقنية النانو تكنولوجي في إسرائيل من خلال مركز بحوث مشترك سيتم إدارته من قِبل جامعة “تسينج – هوا” وجامعة “تل أبيب.”

كما أنها بصدد الحصول على 130 مليون دولار كمنحة من أجل فرع معهد “قوانغدونغ” التابع للمعهد “الإسرائيلي” للتكنولوجيا ” Technion” — هيئة الخبراء الوطنية في إسرائيل — وذلك مجاملة من رجل الأعمال “لي كاش ينغ”، الملياردير الصيني من هونغ كونغ.

وتشتمل أبرز صفقات القطاع الخاص على أرباح شركة الليزر الإسرائيلية في العام الماضي والتي تقدر بنحو 240 مليون دولار، من خلال فرع من شركة ” Fosun” الدولية في شنغهاي، وعملية البيع المُحتمل لشركة ” تنوفا”، وهي شركة كبيرة لمنتجات الألبان في جميع أنحاء إسرائيل، نشأت من خلال شراكة مع جماعة الكيبوتس الإسرائيلية.

وبالنسبة لمجال التكنولوجيا الحديثة، تحتل الصين المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في عدد المشروعات التي تُدار بشكل مشترك من قِبل المكتب العلمي الرئيسي في إسرائيل. ويقول المسئولون هنا بأن الصين تحل محل أوروبا بشكل سريع من حيث كونها المصدر الرئيسي الثاني في تزويد قطاع التكنولوجيا الحديثة في إسرائيل برأس المال.

 وقال “أفي لافتن”، مدير قسم البحوث والتنمية في المكتب العلمي الرئيسي لإسرائيل في الفرع الموجود بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ: “نحن نتوقع أن تكون الصين قريباً هي الشريك الأول لدينا في المشروعات المشتركة التي يديرها مكتبنا.”

تحذير: واشنطن تراقب

يعتبر تحسين العلاقات مع الصين عنصراً حاسماً بشكل متزايد في استراتيجية الحكومة، ويفرض وجود دعوات متزايدة تطالب باستعادة تجارة المعدات العسكرية مرة أخرى.

وعلى الرغم من العلاقات الثنائية على المستوي الاقتصادي والعلمي والتجاري، إلا أن كلا الجانبين لم يتعاف تماماً من الانفصال الثنائي بين البلدين والذي حدث بسبب إلغاء إسرائيل صفقة كبيرة لبيع الأسلحة إلى الصين في عام 2000. ويقول الخبراء هنا بأن الاعتراضات القوية من قِبل الولايات المتحدة والتي أجبرت إسرائيل على إلغاء عقد بقيمة 1.1 مليار دولار لطائرات Phalcon بنظام الإنذار المبكر مع بكين تعتبر ذات أهمية من أي وقت مضى.

ويًصر وزير الدفاع السابق “افرايم سنيه” على إنه يجب أن تتم موازنة العلاقات المزدهرة مع بكين بعناية، مع الامتثال الكامل لالتزام إسرائيل تجاه حليفتها الرئيسية واشنطن.

فأي فائدة لإسرائيل من وراء انتعاش تجارة المعدات العسكرية مع بكين لا يمكن مقارنتها مع الدعم السياسي والاقتصادي والاستراتيجي الذي لا يقدر بثمن من أكبر حلفائها. ومع ذلك، يقترح “سنيه” أن يستعرض كلا الجانبين قيود التصدير إلى الصين.

وتحدث “سنيه” عن الاتفاق الذي تم منذ عشر سنوات والذي يُلزِم الولايات المتحدة بمراقبة المبيعات العسكرية إلى الصين، وقال: “إن التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة يعتبر أمراً في غاية الأهمية بالنسبة لإسرائيل. وينطبق الأمر أيضاً على الاتفاق بشأن الصادرات إلى الصين.”

البريد الإلكتروني: bopallrome@defensenews.com.

Read in English

...قد ترغب أيضا