شركة Rolls-Royce تستند إلى أعمالها في محركات C-130

أعمال كبيرة: طيّار أمريكي يتفقد محركات الدفع التوربيني في طائرة النقل العسكري C-130H. تعتقد شركة Rolls-Royce أن مجموعة التعزيزات لسلسلة محركات 3.5 يمكن أن تُزيد من عمر طائرة C-130H حتى عام 2040. (القوات الجوية الأمريكية)

واشنطن ― مع توفر فرص قليلة لمحرك جديد في الولايات المتحدة، تركز شركة Rolls-Royce على صيانة وتحسين قاعدة محركها C-130 خلال ما تبقى من هذا العقد.

وقامت الشركة باتخاذ خطوة كبيرة في هذا الاتجاه الأسبوع الماضي، عندما أعلنت عن اتفاق لمدة عشر سنوات مع شركة Lockheed Martin، المُنتِجة لطائرة الشحن الشهيرة، لتسليم 588 محرك لطائرات C-130J Super Hercules.

ويشمل الاتفاق الذي تبلغ قيمته ما يقرب من مليار دولار شراء محركات مروحية جديدة ذات دفع توربيني من نوع AE 2100 حتى عام 2018 لجميع العملاء، بما في ذلك القوات الجوية الأمريكية.

وتحتاج كل طائرة من طراز Super Hercules لأربعة محركات من نوع AE 2100، لذلك فإن الــ 588 محرك التي تم شراؤها قد تمثل ما يصل إلى 147 طائرة جديدة تم تصنيعها خلال هذه الفترة. ومع ذلك، يمكن أن يكون العدد أقل، حيث تشتمل العقود غالباً على محركات احتياطية. وتم تقسيم عملية الشراء بالتساوي ما بين الطائرات الأمريكية والعملاء الدوليين.

كما أن عملية الشراء هي جزء من اتفاق كبير يضمن لشركة Rolls-Royce ومحرك AE 2100 أن يكون هو الخيار المناسب لطائرات C-130J حتى عام 2025.

وفي بيان للشركة قال “جورج شولتز”، نائب الرئيس والمدير العام لبرامج طائرات C-130 في شركة Lockheed Martin أن: “هذا الاتفاق هو خطوة هامة للغاية لتزويد عملائنا بأفضل نقل جوى في العالم وبأسعار معقولة.”

كما قال “توم هارتمان”، نائب رئيس شركة Rolls-Royce لشئون العملاء، أن الشركة التي مقرها بريطانيا تأمل في شراء مجموعة محركات أخرى بعد انتهاء هذا الطلب لتغطية متطلبات السنوات المتبقية من الاتفاق.

وتضمن الصفقة أن شركة Rolls-Royce سوف تسيطر على مجال المحركات لطائرات C-130J، والتي من المتوقع أن تبقي معروفة في مختلف أنحاء العالم علي مدى السنوات العشر المُقبلة.

دخل قانون تفويض الدفاع القومي الأمريكي لعام 2014 حيز التنفيذ بعد توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عليه في شهر ديسمبر، وتُجيز المواد الواردة فيه شراء طائرات C-130J من أجل القوات الجوية لعدة سنوات؛ وأُدرج التمويل لتلك المجموعة في مشروع قانون الاعتمادات الذي تم تمريره في الشهر الماضي. وسوف يشمل العقد الــ 78 طائرة المُدرجة في ذلك الاتفاق الممتد لعدة سنوات.

ورفض هارتمان الخوض في أية تفاصيل بشأن تكلفة المحركات من نوع AE 2100 لكل وحدة، ولكنه أشار إلى أن المحركات المُدرجة في الاتفاق الممتد لعدة سنوات أرخص من تلك المحركات التي تُباع دوليًا؛ وهي أمرٌ يرجع مباشرة لشرائها بكميات كبيرة.

ووفقاً لإحصائيات الشركة، فإن هناك أكثر من 300 نموذج من طائرة C-130J موجود في الخدمة في 15 دولة. ويعتبر النموذج J هو النسخة الأكثر حداثة.

وفي نفس الوقت، تُواصل شركة Rolls-Royce المضي قدمًا في برنامج التعزيزات لسلسلة محركات 3.5 الخاصة بمحركات T56 التي تُستخدم في نماذج طائرات C-130 القديمة.

في التعزيزات لسلسلة محركات 3.5، تقوم شركة Rolls-Royce بتعديل أجزاء من المحركات الجديدة من سلسلة 3 T56 في صندوق المحرك، واستبدال المكونات القديمة وغير الفعّالة. وتشتمل هذه المكونات على أقفال ضاغط تدفق محوري لسلسلة محركات Series 4 من شركة Rolls-Royce بالإضافة إلى ريش التوربينات غير المُبرّدة من تصميم محركات AE-1107C. ويمكن أن يتم التعديل أثناء عملية الصيانة الدورية للمحركات القديمة.

وترى شركة Rolls-Royce أن عملية تطوير المحركات سوف تُزيد من عمر طائرات C-130H حتى عام 2040، كما توصلت دراسة للقوات الجوية إلى أن عملية التطوير يمكن أن توفر للإدارة ما يُقدّر بنحو 2 مليار دولار.

ويرى “هال كريسمان”، نائب رئيس شركة ICF International للخدمات، وجود سوق مُحتمل للنسخ المطورة من محركات T56، والتي تُشّغِل طائرة المراقبة البحرية P-3 Orion من قبِل البحرية الأمريكية. ووفقاً لإحصائيات شركة ICF، فهناك 1363 طائرة تستخدم محركات T56، على الرغم من أن هذا العدد سوف ينخفض خلال السنوات العشر المُقبلة.

وقال “كريسمان”: “بصفة عامة، فإن طائرات C-130 وطائرات P-3 ستبقى ثابتة نسبيًا خلال السنوات الخمس المُقبلة. فنحن نحصل على شحنات طائرات من طراز C-130J، لكن نبدأ بخسارة الطائرات القديمة من نموذج B من خلال نماذج H. ومع ذلك، فإن الطائرات التي تعمل بمحركات T56 تنخفض بمعدل 250 طائرة خلال الثماني أو العشر سنوات المُقبلة، أو بنسبة 2.4% سنويًا. وإذا نظرت إلى هذه الطائرات، فإن البعض منها قديم للغاية.”

كجزء من مشروع قانون الاعتمادات المالية لعام 2014 الذي تم إقراره في يناير، تم منح القوات الجوية 15.7 مليار دولار بهدف استكشاف برنامج محركات 3.5. ويرى “هارتمان” أن الأموال ستكون كافية لتجهيز “مجموعة” من نماذج C-130 القديمة، ربما أربع أو خمس طائرات، مع المحركات المُطوّرة.

ويمكن تسليم هذه المجموعة إلى القوات الجوية بحلول عام 2015. وفي حين سيكون للإدارة القرار النهائي بشأن أي من الطائرات ستحصل على التطوير أولاً، إلا أن الحرس الجوي الوطني سيبدو منطقيًا في اعتماده على طائرات C-130H القديمة.

ووفقاً لـ “هارتمان” فإن الدخول في هذه الصفقة كبرنامج له تاريخ هي خطوة كبيرة تدفعنا للأمام، كما أشار إلى أن “كل معركة تكون صعبة عندما تبحث عن إضافة شيء جديد.”

وأضاف: “نحن متفائلون بحذر” بأن نحصل على مزيد من التمويل، أو حتى زيادة قليلة مُحتملة في الميزانية المالية لعام 2015.

كما قال “كريسمان”: “أعتقد أن وضع الميزانية سيجعل مثل هذه التعديلات أكثر قابلية للحدوث. ومع القيود المفروضة على الميزانية الحالية (للحكومة الفيدرالية الأمريكية)، فإن تطوير الطائرات أرخص كثيراً من شراء طائرات جديدة. ويعتمد نجاح كل هذه الأمور على الدعم الذي يحصلون عليه من الكونجرس.”

وعلى الرغم من أن القوات الجوية قد تكون هي أول عميل، قال “هارتمان” أن شركة Rolls-Royce تحدثت مؤخراً مع “عدد كبير” مع الشركاء الدوليين المُحتملين.

البريد الإلكتروني: amehta@defensenews.com.