إيران والولايات المتحدة تبحثان سبل التواصل وإسرائيل تدرس خياراتها العسكرية

Anger Over the Deal: Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu, right, listens to US Secretary of State John Kerry on Dec. 5. Kerry insisted that Israel’s security was a top priority in talks with Iran on its controversial nuclear program.

غضب بسبب الاتفاقية: رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” –على اليمين- يستمع إلى وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” في 5 ديسمبر. و”كيري” يؤكد أن أمن إسرائيل كان على رأس الأولويات في مباحثاته مع إيران حول برنامجها النووي المثير للجدل.

تل أبيب: في ظل استمرار الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي “بينيامين نتنياهو” والرئيس الأمريكي “باراك أوباما” حول اتفاقية نزع الأسلحة النووية مع إيران، يعمل قادة الأمن بشكل سري مع نظرائهم الأمريكيين للحفاظ على خيارات عسكرية كوسيلة حماية للدبلوماسية.

خلال الأسبوعين الماضيين منذ إبرام الاتفاق المؤقت بين إيران والولايات المتحدة، كثّف “نتنياهو” الضغط على واشنطن وقوى أخرى في العالم للإبقاء على العقوبات الاقتصادية الشديدة حتى تلتزم طهران بنزع السلاح النووي تمامًا.

كما أكد على عدم التزام إسرائيل باتفاقية جنيف وأنها ستتصرف “لتدافع عن نفسها بنفسها” ضد التهديد النووي الإيراني.

خلال مؤتمر صحفي أقيم في روما في 2 ديسمبر، جدّد “نتنياهو” تهديداته الضمنية لاتخاذ خطوة عسكرية محذرًا أن رفع العقوبات سيكون بمثابة “إشارة إلى عدم إمكانية الوصول لحل سلمي لقضية إيقاف البرنامج النووي العسكري الإيراني”.

وعلى النقيض من طريقة المواجهة والضغط على القوى رفيعة المستوى التي يتبعها “نتنياهو” للحفاظ على العقوبات الاقتصادية، يعكف “موشيه يعلون”- وزير الدفاع الإسرائيلي-  و”يوسي كوهين” – مستشار الأمن القومي – مع كبار قادة الجيش على إعداد العدة لاستخدام الخيار العسكري خلال الشهور القادمة.

وعلى الرغم من ميل الولايات المتحدة الواضح للحل الدبلوماسي في التعامل مع التهديد النووي، يسعى المتحدثون الإسرائيليون للتوصل إلى تقييم عام لطبيعة الرد الإيراني المتوقع وإستراتيجية عامة للمتابعة فيما بينهم في حال حدوث هجوم إسرائيلي محدود النطاق.

وفي الوقت الذي يتم فيه التكتم على محتوي المباحثات الثنائية بين البلدين، فقد تم إصدار بحث في 3 ديسمبر عن معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب INSS يقدم أدق تفاصيل المناظرات القائمة حتى الآن. حيث يبحث فيه مدير معهد INSS “أموس يادلين” وهو مدير سابق في المخابرات الحربية الإسرائيلية و”وافنر جولوف” من تقييمهما للخلافات القائمة أن التورط في هجوم عسكري إحترازي ضد إيران قد يشعل فتيل حرب إقليمية.

ويؤكد الباحثان على أن المبالغة في تقدير عواقب العمل العسكري يقلل من مصداقية الخيار العسكري المعلن من قبل واشنطن ويشجع الجانب الإيراني على التشبث برأيه على طاولة المباحثات ولا يترك أي مجال لخيار آخر غير العمل العسكري لوقف التهديدات النووية الإيرانية.

ويشير الكاتبان أيضًا في بحثهما إلى أن: “التقييم العام الغربي، الذي يصور رد الفعل الإيراني والتطورات التي ستعقب ذلك على أنه سيناريو مرعب، يعمل بامتياز على منع الإيرانيين من التقليل من شأن مصداقية تنفيذ التهديد وشن هجوم عسكري ضدها وهو ما يقلل من احتمالية موافقة نظام الحكم في طهران على التوصل إلى حل دبلوماسي”.

كما أقر “يالدن” و”جولوف” بأن الهجوم على إيران – مهما كان مدى نجاحه – لا يمكن أن يمنع برنامج طهران النووي بشكل قاطع. في حين أن القيام بهجوم محدود النظام لتدمير البنية التحتية النووية لإيران دون إسقاط النظام “يجب اعتباره كوسيلة لدعم الهدف الرامي لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية عبر الوسائل الدبلوماسية إلى أقصى حد ممكن، دون اعتباره حلاً بحد ذاته”.

يقدم الكتّاب لدى معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب (INSS) إستراتيجية دبلوماسية طويلة المدى “لا تبطل حال القيام بهجوم عسكري”، ولكنها تقلل أيضًا من خطر شن هجوم غربي على نطاق أوسع ضد إيران” في حال لم تبدي الأخيرة إستعدادًا للوصول إلي حل يضمن عدم تطوير قدراتها العسكرية النووية”.

تشمل التوصيات الآتي:

شن هجوم دقيق “خلال بضعة أيام” بهدف إحداث أكبر ضرر ممكن للبرنامج النووي العسكري الإيراني ودون المساس بأي “أصول مهمة بالنسبة للاقتصاد الإيراني والحفاظ على بقاء النظام الحاكم”.

بحسب ما يذكره الكتًاب؛ “في الطريق إلى منع إيران من القيام برد فعل هائل من شأنه تصعيد النزاع وصولاً إلى تهديد حقيقي بشن طرف ثالث لهجمة شاملة وقوية؛ فإنه يمكن توقع رد الفعل الإيراني في أي حال وأن التحدي الحقيقي يكمن في الحد منه واحتوائه”. ويزعم الكتّاب أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال “رد فعل أمريكي إسرائيلي قوي وشامل يمكن أن يشمل الضغط سياسيًا واقتصادًا وعلى النظام الحاكم نفسه”.

إن وجود دفاعات إسرائيلية قوية – بحكم أنظمة التحذير المبكر وإجراءات الطوارئ والشبكة متعددة الطبقات لمضادات القذائف والأنظمة المضادة للصواريخ- يقلل من حجم تأثير الهجوم الإيراني.

ومن ضمن التوصيات، وجود خطة “لليوم التالي” للهجوم تضمن استمرار العقوبات الدولية والحفاظ على وجود تهديد عسكري “لتدعيم فرص الوصول إلي اتفاق دبلوماسي” مما سيبقي طهران “على بعد عدة سنوات” من الوصول إلي صنع قنبلة نووية كاملة.

البريد الإلكتروني: bopallrome@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا