كلما تزايد نمو سوق الطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط، قد تتطلع الولايات المتحدة إلى الانسحاب من هذه السوق

Emphasizing ISR: The Selex ES Falco UAV on display at the Farnborough International Airshow in 2012.

التأكيد على الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR): عرض الطائرات بدون طيار Selex ES Falco UAV في معرض Farnborough الدولي للطيران لعام 2012.

واشنطن: بدافع الحاجة إلى تأمين الحدود باستمرار، فإن استخدام الطائرات بدون طيار من المحتمل أن يتزايد في الشرق الأوسط – تمامًا عندما يتطلع كبار الجنرالات الأمريكيين إلى الابتعاد عن الاعتماد على الأنظمة بدون طيار لعمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR).

يقول فيل فينيجان، مدير تحليل الشركات في مجموعة Teal ، “في السوق الدولية، ستصبح منطقة الشرق الأوسط مهمة للغاية من حيث الحجم بالنسبة للشركات المصنعة الأمريكية”.

وأضاف فينيجان أن قيمة سوق الطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط بلغت 260 مليون دولار أمريكي هذا العام. وحسب أبحاثه، فإنه يتوقع أن تبلغ قيمة السوق 3.8 مليار دولار أمريكي عبر العقد القادم، حيث تسجل منطقة الشرق الأوسط 8 بالمائة من إجمالي سوق العالم.

من المرجح أن تمثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أكبر عوامل النمو في المنطقة. في شهر فبراير، أصبحت الإمارات العربية المتحدة الدولة الأولى التي تشتري نظام Predator XP من General Atomics، وهو إصدار تم تخليص تصديره من طائرات MQ-1 Predator بدون طيار. وفي الوقت نفسه، فإن AAI تستهدف المملكة العربية السعودية من خلال نظام Shadow M2، وهو إصدار معدل من RQ-7B Shadow المستخدم بواسطة العسكرية الأمريكية.

استطاعت الشركات غير الأمريكية، مثل Selex ES الإيطالية مع طائرات Falco بدون طيار الخاصة بها، العثور على عملاء بالمنطقة.

إلا أن عمليات الشراء الكبرى من المرجح أن تأتي من الشركات الأمريكية، حسبما جاء على لسان فينينجان.

“يتمتع الأمريكيون بقدر من المزايا لسببين: فالشركات الأمريكية تدعم التشغيل البيني للقوات الأمريكية والمنتجان الأساسيان هما الولايات المتحدة وإسرائيل”، جاء ذلك على لسان فينينجان. “وإسرائيل لا تعمل في هذه المنطقة.”

بينما تكون الطائرات بدون طيار غير شائعة الاستخدام، فليس بمقدور كل الدول دفع تكاليف بدء تشغيل هذه الأنظمة.

يقول تشارلز جاليدج، مدير البرامج الإستراتيجية لدى لوكهيد مارتن، “نحن نلاحظ رغبة في امتلاك طائرات بدون طيار لدى عدد من الجهات في الشرق الأوسط؛ إلا أنها تعد أنظمة معقدة إلى حدٍ كبير”. “فبعض العملاء يسعون للحصول على أنظمة من طراز “مزودة بطيار” كخدمة لهم تؤهلهم بحيث يكونون على استعداد تام لإنجاز المهام عند استخدام طائرات بدون طيار.

وفي المناطق الأخرى حيث توجد متطلبات أشد صرامة، فإننا نلاحظ اهتمامًا بأصول الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع مزودة بطيار على المدى القصير، مما يفتح الباب أمام اقتناء الطائرات بدون طيار في المستقبل”. “فنحن نلاحظ كلا الاتجاهين.”

الولايات المتحدة تعيد النظر في حلول الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع

بينما تظل حلول الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع من خلال طائرات بدون طيار تنمو بمنطقة الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة ستبدأ في التفكير في خيارات أخرى.

لقد حدد وزير الدفاع السابق روبرت جيتس هدفًا لاقتناء 65 دورية جوية قتالية (CAP) لأغراض الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع؛ إلا أن المسؤولين بالقوات الجوية الأمريكية يرون أن تكاثر تقنيات مكافحة الوصول/رفض المناطق (A2AD) يتطلب فكرًا جديدًا في إستراتيجية الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

يقول الجنرال مايك هوستاج، رئيس قيادة القتال الجوي، خلال مؤتمر عُقد في شهر سبتمبر، “نحن نحاول إقناع [مكتب وزير الدفاع] بأن 65 طيارًا يكفون عند توفرهم أو على الأقل بالنسبة للأشخاص الذين قدموهم لنا؛ إلا أن هذا ليس هيكل القوات الذي تحتاجه الأمة أو الذي تطيقه في بيئة مكافحة الوصول/الحظر الجوي.”

“حيث إن طائرات Predator وReaper لا فائدة منها في بيئة متنازع عليها. فهي ليست عديمة النفع على الإطلاق؛ ولكنني لن أحتاج إلى 65 طيارًا.” “خمسة وستون ليس هو الرقم الصحيح. ومن ثم فأنا بحاجة إلى تغيير البيانات الديموغرافية لأسطول الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.”

يرى اللواء ستيفن كواست، رئيس جزء القوات الجوية ببرنامج مراجعة لدفاع كل أربع سنوات (QDR) في البنتاجون، أن هذه الدراسة توفر فرصة للخدمة للنظر في كيفية إجراء مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

وأضاف كواست قائلاً في حديث صحفي خلال شهر أكتوبر، “الآن، نحن على الطريق الصحيح التي تتيح لنا رؤية جميع الأمور في أي مكان وفي أي وقت”. “هل نطيق حقًا مشاهدة كل ركن وزاوية من العالم على مدار اليوم وطوال أيام الأسبوع؟ نحن لا يمكننا حتى معالجة المعلومات، ناهيك عن بلورتها في شكل بيانات لاتخاذ قرارات دقيقة. ربما تكون هناك طريقة للتفكير بشكل مختلف عن طريق القول بأن، “أريد السرعة وخفة الحركة والثبات حيث إنه في حالة ظهور أي أمر على نحو غير متوقع أكون متواجدًا [في الحال] وأظل بعد ذلك طالما أن هناك حاجة لوجودي.” نحن ننفق الملايين على هذه البنية الأساسية التي قد تقتل رقيب أول في طالبان. هل بإمكاننا تحمل هذا؟ ربما لا.”

بينما نجد الطائرات بدون طيار لا تزال مفيدة في بعض المواقف، فإن خطة مراجعة الدفاع كل أربع سنوات سوف تتشكك في رقم 65 طيارًا. فقد لاحظ كواست أن القرار النهائي يقع على عاتق القادة في البنتاجون والكابيتول هيل.

كان الفريق ديف ديبتولا المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية، الذي كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس الخدمة للموظفين لعمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، يشجع على وجود فكر جديد في عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. حيث قال أن البنتاجون مهتم كثيرًا بكيفية جمعه للبيانات ولا يولي نفس القدر من الاهتمام بما سيفعله بتلك البيانات.

يقول ديبتولا، “إذا بدأنا في التركيز على المخرجات، مثل الوعي بالموقف، مقارنة بالمدخلات، مثل أعداد المدارات بدون طيار، سنصبح قادرين على إنجاز المزيد بتكلفة واستثمار أقل”. “فالحاجة في عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع إلى مزيد من المعلومات أكبر منها إلى استخدام الأسلحة. وبالتالي إذا أولينا اهتمامًا لكيفية تحقيق أقصى استفادة ممكنة بشكل منظم من البيانات المتاحة لدينا للإيفاء بمتطلبات المعلومات هذه، فسوف تتزايد قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع زيادة كبيرة مع تكبد تكاليف أقل أو بدون تكلفة إضافية.”

وأضاف محذرًا، “ومع ذلك، فإن تغيير الوضع الراهن في البنتاجون لن يكون بهذه السهولة”.

“فالأمر يتجاوز حدود التفكير في الوضع الراهن ويصل إلى وجود أنواع مختلفة من مفاهيم التشغيل المبتكرة”. “هذا هو ما سنحتاج إليه في عصر قلة الموارد.”

البريد الإلكتروني:  amehta@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا