تراجع ضربات الولايات المتحدة في سوريا بينما تتعمق روسيا

طائرة حربية من طراز (F-15E Strike Eagle) أثناء التزود بالوقود من الطائرة (KC-135 Stratotanker) في 23 سبتمبر 2014، فوق شمال العراق بعد تنفيذ ضربات جوية في سوريا (تصوير: طيار أول / ماثيو براش، سلاح الجو الأمريكي)

طائرة حربية من طراز (F-15E Strike Eagle) أثناء التزود بالوقود من الطائرة (KC-135 Stratotanker) في 23 سبتمبر 2014، فوق شمال العراق بعد تنفيذ ضربات جوية في سوريا
(تصوير: طيار أول / ماثيو براش، سلاح الجو الأمريكي)

واشنطن – في أعقاب انتقاد أعضاء من مجلس الشيوخ لاستراتيجية إدارة أوباما في سوريا والعراق يوم الثلاثاء، تُظهر البيانات الجديدة أن عدد الضربات الجوية الأمريكية لأهداف تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا قد تباطأ بشكل كبير منذ أن بدأت روسيا العمليات العسكرية في المنطقة في بدايات شهر سبتمبر.

وقد بلغ معدل الضربات الأمريكية ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا حوالي سبع ضربات يوميا في شهر أغسطس، وهي وتيرة مماثلة لتلك خلال العام الأول بأكمله من هذه الحملة الجوية التي بدأت بالعام الماضي، وفقا لما تظهره بيانات وزارة الدفاع الأمريكية.

ومع ذلك، في شهر سبتمبر، وبعد أن شرع الروس في إنشاء قاعدة عسكرية في مطار اللاذقية بسوريا، تراجعت وتيرة الضربات الجوية الأمريكية في سوريا إلى ما يعادل أكثر قليلا من أربع ضربات يوميا.

ومنذ الأول من أكتوبر وحتى 26 أكتوبر، وبعد أن بدأت الضربات الجوية الروسية على أهداف في سوريا، داعمة ً الرئيس السوري المحاصر “بشار الأسد”، تراجع المعدل اليومي للضربات الجوية الأمريكية إلى أقل من أربعة يوميا، وفقا لما تظهره البيانات.

ويعلق المسئولون العسكريون بأن تراجع الضربات الجوية الأمريكية لا يرتبط بالنشاط العسكري الروسي في المنطقة.

“لم يغير التدخل الروسي من استراتيجية الاستهداف الخاصة بقوات التحالف في سوريا بشكل كبير”، وفقا لتصريح صادر من “قوات المهمات المشتركة – عملية الحل المتأصل” يوم الإثنين.

“نوجه الضربات للأهداف حيثما نجدها، ونفحص تلك الأهداف وفقا لترتيب مهاجمتها، ولهذا، من الطبيعي تأرجح أعداد الضربات الجوية صعودا وهبوطا”، وفقا للتصريح الصادر ردا على تساؤل من صحيفة “ميليتري تايمز”.

ومن غير المرجح أن يهدئ هذا التصريح أعضاء الكونجرس، والذين منذ بداية التدخل الروسي قد أصبحوا بشكل متزايد أكثر انتقادا لاستراتيجية إدارة أوباما في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والمعروف باسم (ISIL) أو (ISIS).

وقد ظهر كلا من وزير الدفاع الأمريكي “آش كارتر” والجنرال “جو دانفورد”، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء؛ حيث واجها اتهامات حول تنازل الولايات المتحدة بشكل جوهري عن السيطرة على الموقف في سوريا لصالح حكومة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتن”.

وبشكل خاص، كان السيناتور الجمهوري “ليندسي جراهام” من “ساوث كارولينا” مستاء ً للغاية، حيث اتهم وزير الخارجية “جون كيري” بتسليم سوريا إلى الروس والإيرانيين؛ وذلك قبل أن يصف خطة الولايات المتحدة بـ “الاستراتيجية غير الكفؤة على أفضل تقدير”.

وقد قام “جراهام”، المرشح حاليا بشكل ضعيف في سباق الترشيحات الرئاسية بالحزب الجمهوري، بسؤال “دانفورد” عما إذا كان هناك أي “تهديد عسكري حقيقي” على نظام “الأسد” بعد أن أصبحت روسيا وإيران تدعماه الآن؛ وأجاب “دانفورد”: “أعتقد أن موازيين القوى في صالح الأسد”.

وقال “جراهام” بحماس: “ليس في صالحه، ولكنه آمن اليوم”.

وفي نفس الوقت، أشار السيناتور الديمقراطي “جو مانشين” من “ويست فيرجينيا” أنه يعتقد أن “روسيا وإيران سوف يكون لهما تأثيرا أكبر من تأثيرنا في تحديد القائد أو القيادة القادمة في سوريا “.

وانتقل بعد ذلك رئيس اللجنة، السيناتور الجمهوري “جون ماكين” من “أريزونا”، إلى “كارتر” فيما يتعلق بحجة أن الطائرات الروسية لم تقم بضرب مواقع الثوار المدربين من قبل البنتاجون في سوريا؛ بينما في واقع الأمر، تتعلق حجة “كارتر” بمجموعة صغيرة فقط من المقاتلين المدربين من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، وليس المجموعة الأكبر من الجماعات المدربة والمجهزة من قبل قوات التحالف، والتي كانت قد تلقت الدعم من أطراف أخرى بالحكومة الأمريكية.

وقال “ماكين” بغضب: “أنت تميز دون أي فرق، يا سيادة الوزير”؛ “فهؤلاء الرجال الذين يُقتلون ويُذبحون، هم من الجماعات المدعومة من قبل الولايات المتحدة وقوات التحالف”.

وبينما قامت بعض الضربات الجوية الروسية بضرب أهداف لتنظيم “الدولة الإسلامية”، تؤكد الولايات المتحدة أن أغلب الضربات جاءت على حساب جماعات تحارب نظام الأسد.

كما اضطر “كارتر” أيضا للدفاع عن اتفاق هش تم التوصل إليه بين روسيا والتحالف ذو القيادة الأمريكية فيما يتعلق بإجراءات الآمان والسلامة في حالة تلاقي الطائرات الروسية وطائرات التحالف في الأجواء السورية.

وقال “كارتر”: “لكي أكون واضحا، نحن لا نتعاون مع روسيا، كما أننا لا نسمح لروسيا بالتأثير على وتيرة أو مدى حملتنا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وسوف نستمر في مجابهة الحملة المضادة لتنظيم الدولة الإسلامية تجاهنا بلا هوادة. وسوف نستمر في دعم المعارضة السورية المعتدلة، بالإضافة إلى التزاماتنا الأخرى تجاه حلفائنا وأصدقائنا بالمنطقة”.

وفي العشرين من أكتوبر، قامت كلا من الولايات المتحدة وروسيا بصياغة “مذكرة تفاهم”، والتي حددت مجموعة من إجراءات الأمان والسلامة للحول دون وقوع أي حوادث مؤسفة أو سوء للفهم.

ومنذ توقيع الاتفاقية، تزايد تباطأ الضربات الجوية للولايات المتحدة وقوات التحالف في سوريا. فكانت هناك ضربة جوية واحدة فقط بين 22 أكتوبر و25 أكتوبر؛ وهي حالة من الهدوء الذي لم نشهده منذ أشهر.

وصرح مسئول بالبتاجون أن الوتيرة البطيئة غير الاعتيادية للضربات الجوية غير مرتبطة بالاتفاقية مع الروس.

كما صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع، كابتن بحري “جيف ديفيس” يوم الإثنين قائلا: “نحن ببساطة لم يكن لدينا أي ضربات جوية بتلك الأيام القليلة الماضية”.

البريد الإلكتروني:  atilghman@militarytimes.com | amehta@defensenews.com

 

تويتر:  @AndrewTilghman | @AaronMehta

Read in English

...قد ترغب أيضا