الافتتاحية: الإصرار على القضاء على جماعة الدولة الإسلامية

على الرغم من أن قتال جماعة الدولة الإسلامية المتشددين يُعدّ عمل ضخم وطويل الأجل، إلا أن السرعة التي اتحد من خلالها المجتمع الدولي في ائتلاف واحد وشن غارات جوية منسقة ضد الحركة الاسلامية العنيفة لهو أمر مُشجع.

من خلال وحشتها وتمويلها، استغلت حركة المقاومة الاسلامية من الفتنة الطائفية للاستيلاء على أجزاء من العراق وسوريا، مما اثار كارثة إنسانية إقليمية. كما أخبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون البرلمان خلال المناقشة التي استمرت ست ساعات أن يسمح باستخدام القوة ضد جماعة الدولة الاسلامية في العراق، وهذه سوف تكون حملة “الصبر والمثابرة”، وليس الصدمة والرعب”.

وعلى الرغم من أن الغارات الجوية هي سلاح قوي، إلا أنها أحد الأدوات اللازمة للقضاء ليس فقط على الجماعة، ولكن أيديولوجيتها السامة. هذه مهمة من شأنها أن تستغرق سنوات عديدة، موارد كبيرة والتزام دائم، لمعالجة الطائفية في كل في سوريا والعراق.

في الأسبوع الماضي، أخبر وزير الدفاع تشاك هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الصحفيين في وزارة الدفاع أن هناك حاجة لــ 15،000 سوري من المعتدلين لمحاربة مقاتلي الدولة الإسلامية في وطنهم.

ويقول الخبراء أن إعادة تشكيل الجيش العراقي سوف يستغرق سنوات، مع وجود بعض الوحدات الذي لابد من تفكيكها وإعادة تشكيلها لأنها كانت فاسدة من خلال المحسوبية والمحاباة المدمرة لنوري المالكي.

والخبر السار هو أن أكثر من 60 دولة توحدت بسرعة في المعركة ضد جماعة الدولة الإسلامية — التعاون في كل شيء بدءًا من العمليات الحركية إلى التدريب والتجهيز وتقديم المشورة للقوات العراقية والسورية. يقوم الجيش الامريكي بضرب الدولة الإسلامية في كلا البلدين، في حين أن الدول العربية مثل — البحرين والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة — يهاجمون أهدافًا في سوريا، وتدعم الدول الاوروبية العراق.

ومن المشجع أيضًا أن الاستثمار في التدريب والمعدات والتشغيل المشترك سمح لقوات التحالف الجوية للعمل معًا بسرعة وبسلاسة لقبول الحرب ضد الدولة الإسلامية.

ويعكس اعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا بالإجماع يحث فيه الدول الأعضاء على منع مواطنيها من دعم الدولة الإسلامية، تحولا في الرأي العام العالمي تجاه العمل ضد جماعة الدولة الإسلامية، في خطوة غير عادية. وقال الرئيس أوباما، الذي ترأس الجلسة أن الكلمات التي قيلت هنا اليوم يجب أن يتم تنفيذها وتترجم إلى أفعال”، “ليس فقط في الأيام المقبلة، ولكن في السنوات القادمة.”

وقد وضعت أسس التقدم، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل في هذه المعركة الطويلة التي ربما كان يمكن تجنبها من خلال اتخاذ الدول قرارات أفضل منذ سنوات — بما في ذلك دعم الدول العربية للإسلاميين في سوريا وانحياز واشنطن مع حكومة المالكي في العراق. وكان لكلا القرارين نتائج كارثية.

الآن، المخاطر كبيرة بالنسبة للجميع. تخشى الدول في المنطقة من زعزعة الاستقرار من جراء هذه الأزمة، وتخشى جميع الدول أن بعض مواطنيها الذين قاتلوا من أجل الدولة الإسلامية سيجلبون المؤامرات الإرهابية معهم.

هذا هو مشروع متعدد الجنسيات وطويلة الأجل من شأنه أن ينطوي على العمل العسكري والدبلوماسي والاقتصادي ضد عدو سيقوم بدوره بشن هجمات مضادة لتعطيل التحالف المحتشد ضده. في ظل التخفيضات في الميزانية، فمن الأهمية بمكان أن يُسمح بالاستثمار الكامل في التحالف من خلال العمل المشترك والتدريب والنظم المشتركة لضمان أن تكلفة وعبء العمليات المطولة توزع على نطاق واسع ومستدام. يجب على الدول العربية بشكل خاص أن تأخذ زمام المبادرة في قتال جماعة الدولة الإسلامية عن طريق قطع تمويلها وتشويه أيديولوجيتها الفاسدة.

الدولة الإسلامية في العراق والشام ليست أول حركة عنيفة يُتصدى لها من قِبل المجتمع الدولي. مثل الآخرين قبل ذلك، سيتم هزيمتها في النهاية.

Read in English

...قد ترغب أيضا