إسرائيل تخفض ميزانية 2014 لتغطية تكاليف الحرب، ودعم وزارة الدفاع

الحصاد: الفلسطينيون يمشون على أنقاض منازلهم التي دُمرت في حي التفاح شرق مدينة غزة بعد الحرب التي امتدت 50 يومًا بين إسرائيل وقوات حماس في قطاع غزة. (محمود حمص/ إيه إف بي)

الحصاد: الفلسطينيون يمشون على أنقاض منازلهم التي دُمرت في حي التفاح شرق مدينة غزة بعد الحرب التي امتدت 50 يومًا بين إسرائيل وقوات حماس في قطاع غزة. (محمود حمص/ إيه إف بي)

تل أبيب — تخطط الحكومة الإسرائيلية لخفض ميزانيتها لعام 2014 بنسبة 2٪ بأثر رجعي للمساعدة في تغطية تكلفة الحرب التي قُدرت بنحو 2.5 مليار دولار.

وبموجب الخطة التي وافق عليها مجلس الوزراء في 31 أغسطس، سيتم تطبيق تخفيضات عامة تشمل جميع الوزارات باستثناء وزارة الدفاع من أجل اكتتاب التكاليف الغير مخطط لها في عملية برية لمدة أسبوعين في الضفة الغربية التي أعقبتها حرب استمرت 50 يومًا في غزة.

وقال وزير الدفاع موشيه يعلون: “عانت مؤسسة الدفاع 74 يومًا من العمليات المكثفة، بدءًا من عملية لإعادة الجنود الثلاثة الذين أُسروا وقُتلوا في غوش عتصيون [جزء من الضفة الغربية] حتى وقف إطلاق النار في عملية الحافة الواقية في 26 أغسطس.”

اعترفت وزارة المالية الإسرائيلية أن ميزانية العام الحالي لم توضع لاستيعاب صيف من القتال.

وكتب وزارة المالية في إخطار لها في 31 أغسطس عن التخفيضات التي وافق عليها مجلس الوزراء: “نتيجة لعملية الحافة الواقية، تحملت وزارة الدفاع زيادة كبيرة في تكاليف الحرب التي كانت غير متوقعة في الوقت الذي وُضعت فيه ميزانية 2013-2014.”

وذكرت وزارة المالية أنه بالتوازي مع تخفيضات الميزانية التي فُرضت على الوزارات الحكومية، وافق مجلس الوزراء على صرف مبلغ 450 مليون دولار من أجل خطة لمدة خمس سنوات لتحصين المباني والخدمات والنمو الاقتصادي في المناطق التي تضررت بشدة بالقرب من غزة.

وقال وزير المالية يائير لبيد: “خمسون يومًا من القتال هي مسألة مكلفة. ويحتاج جيش الدفاع الإسرائيلي لإعادة التجهيز، ولن ندخر شيكل واحد عندما يتعلق الأمر بأمن شعب إسرائيل.”

وقال “لابيد” للصحفيين في القدس في 31 أغسطس، أنه سيتم تغطية معظم تكاليف الحرب من خلال إعادة تخطيط الميزانية الوطنية.

ومع ذلك، توقع “لابيد” “انخفاض طفيف في النمو الاقتصادي”، خاصة في السياحة، التي تعتبر من الصناعات الرئيسية هنا. واستنادًا إلى البيانات الاقتصادية التي أعقبت الحملات السابقة، توقع “لابيد” من عودة النمو مرة أخرى “بسرعة وبقوة كما حدث في الماضي.”

وقال يعلون، وهو وزير الدفاع الإسرائيلي، أن تكاليف الحملة على غزة والتي استغرقت 50 يومًا تجاوزت 9 مليار شيكل (2.5 مليار دولار أمريكي).

وهذه القيمة، وفقًا لمصدر في وزارة الدفاع، تشمل تكاليف العمليات والصيانة والمشتريات وعمليات التجديد والنفقات المرتبطة بأكثر من 80،000 جندي احتياطي تم استدعائهم للخدمة.

وذكر “يعلون”: “القيمة المُقدّرة لعملية الحافة الواقية هي قيمة شاملة لكنها تقديرية ولست دقيقة. ومع مرور الوقت، يمكن أن تكون التكاليف الفعلية أكبر بكثير.”

القيمة التي حددتها وزارة الدفاع لعملية الحافة الواقية أعلى بكثير من دعم تمويل الدفاع الذي يتبع كل حرب. فهو يُشكّل أكثر من 5٪ من ميزانية العام الحالي الممولة مباشرة من قِبل وزارة المالية الإسرائيلية. وفي عام 2014، تكونت ميزانية الدفاع الأساسية من 11.6 مليار دولار من الأموال القادمة مباشرة من إسرائيل، و3.1 مليار دولار من المنح والمساعدات الأمريكية، وما يقرب من 500 مليون دولار من التمويل الإضافي من الولايات المتحدة، ومعظمها لبرامج الدفاع الصاروخي التعاوني.

وفي خطاب له في 2 سبتمبر، قال يعلون أن وتيرة العمليات عالية الثمن والتكلفة التي استمرت طوال الصيف “تعكس التعقيد وشدة الأحداث” وتمثل تحدي لإسرائيل على طول حدودها وخارجها.

“انظروا إلى ما فعلناه في غزة. في بداية العملية، كان هناك 10،000 صاروخ. اليوم يوجد خمس هذا العدد. … هاجمنا أكثر من 6،000 هدف، أكثر من 5،000 هدف عن طريق الجو وحوالي 900 عن طريق البر والبحر. ومن أجل مهاجمة هذه الأهداف في بيئة حضرية بها تجمعات سكنية، تحتاج إلى معلومات دقيقة وآلاف من الأسلحة عالية الدقة. وهذا يكلف الكثير من المال.”

كما أشار يعلون إلى التكاليف الهائلة، ولكنها أساسية، التي أُنفقت على القبة الحديدية للدفاعات النشطة، والتي تحمي الجبهة الداخلية من 4،791 صاروخ التي أطلقتهم غزة وحالت دون حاجة إسرائيل لشن غزو على نطاق كامل من القطاع الساحلي.

“القبة الحديدية هي معجزة، لكنها تُكلف المال. فهي أنقذتنا بالتأكيد من الحاجة للهجوم على غزة، وبطبيعة الحال، فهي أنقذت العديد من الأرواح، والأضرار في الممتلكات والضرر الاقتصادي.”

وأضاف: “لكن صاروخ اعتراض واحد من القبة الحديدية يُكلف 100،000 دولار، ثم هناك تكلفة البطاريات والقوى العاملة. لذلك فهي ذات تكلفة فعّالة للغاية، لكن لا تزال تكلفة صاروخ الاعتراض 100،000 دولار.”

باعتبارها قيمة مضافة إلى الإنفاق الدفاعي، تتوقع وزارة الدفاع أن تحصل على زيادة 1.5 مليار شيكل في ميزانيتها الأساسية لعام 2015. كما تخطط الوزارة أيضًا لطلب ما يصل إلى 11 مليار شيكل إضافي في ميزانيتها لعام 2015 نتيجة لمواجهة القصور في مكافحة الأنفاق والدروس الأخرى المستفادة من الحرب الأخيرة في غزة.

وقال مصدر في وزارة المالية، أن الحكومة الإسرائيلية تخطط لبدء المداولات حول ميزانية العام المقبل في 11 سبتمبر.

 البريد الإلكتروني: bopallrome@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا