عقيدة أوباما المتغيرة: غارات قصف محدودة بالقنابل، وشراكات أقوى

US President Barack Obama speaks to reporters about ongoing military actions and humanitarian drops in northern Iraq on Aug. 9. (Chip Somodevilla / Getty Images)

US President Barack Obama speaks to reporters about ongoing military actions and humanitarian drops in northern Iraq on Aug. 9. (Chip Somodevilla / Getty Images)

واشنطن — سقطت العراق في العنف الطائفي والفوضى السياسية؛ حيث تسيطر جماعة إسلامية متطرفة على أراضي عراقية أكثر من سيطرة تنظيم القاعدة في أي وقت مضى. كما يبدو أن فلاديمير بوتين مستعدًا لغزو شرق أوكرانيا.

وفي ظل اقتراب هذه المناطق الساخنة في العالم — ومناطق أخرى، مثل شمال أفريقيا — من الانهيار في الأسابيع الأخيرة، تساءل أنصار الرئيس الأمريكي باراك أوباما عما كان يقوم به بشأن كل أزمة. ويرى منتقديه أن السياسة الخارجية في فترة ولايته الثانية تمر بحالة من الفوضى — والكثير يسأل ما إذا كان الرئيس المعروف بميوله نحو هجمات الطائرات بدون طيار وغارات الكوماندوز لديه فلسفة للأمن القومي بعد الآن.

وقد كافح مسؤولون في إدارة أوباما خلال فترة ولايته الثانية لوصف “رؤية السياسة الخارجية للرئيس، وكيف يرى استخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية. ولكن في الأسابيع الأخيرة، بدأت سلسلة من التحركات الكبيرة — جنبًا إلى جنب مع تحركات قليلة — لربط قطع اللغز لما يمكن أن نُطلق عليه مصطلح عقيدة أوباما للسياسة الخارجية في فترة ولايته الثانية.

“إذا كنت تقرأ عن كثب خطاب [أوباما] في ويست بوينت مؤخرًا، تجد أن هناك تركيز قوي للغاية على تمكين الشركاء لاتخاذ إجراءات … لذلك لا يمكن للولايات المتحدة أن تشارك مباشرة.” ريتشارد فونتين، رئيس مركز الأمن الأمريكي الجديد.

وأضاف “فونتين”، مستشار السياسة الخارجية للمرشح الرئاسي من الحزب الجمهوري في عام 2008 السيناتور “جون ماكين” من أريزونا، ومساعد رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ: “وفي هذا الشأن، تسمع بعض أصداء عقيدة نيكسون، وهي سياسة الولايات المتحدة لتمكين الشركاء الأمنيين بدلًا من الاشتراك مباشرة في القتال. أعتقد أن هذه الأشياء التي رأيناها مؤخرًا مناسبة لهذه العقيدة.”

في سلسلة من جلسات الاستماع في الكونغرس هذا الصيف عن برنامج شراكة لمكافحة الإرهاب الجديد بقيمة 5 مليار دولار، اقترح أوباما، حتى المشرعين المتشددين المستعدين للموافقة على البرنامج كان لديهم العديد من الأسئلة، وانتقدوا مسؤولي الإدارة لكونهم غير قادرين على وصف رؤية الرئيس بشأن البرنامج بوضوح.

وفي ظل هياج الوضع في أوكرانيا وثورة العراق، يشكك البعض في طريقة أوباما.

وقال النائب “مايك تيرنر”، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب من ولاية أوهايو، الأسبوع الماضي: “إذا نظرتم في جميع أنحاء العالم فإنها ليست مجرد مسألة أن الناس يريدون أن يعرفوا أين هي أمريكا، لكنهم أيضًا يرون حلفائنا أقل ثقة وأكثر قلقًا بشأن القيادة الأمريكية.”

وأضاف “تيرنر”: “وبالتالي، فإنهم أكثر قلقًا وأقل احتمالًا لاتخاذ أي أجراء. إذا نظرتم في أوكرانيا، والشرق الأوسط وآسيا وجميع أنحاء العالم، يتساءل الناس، أين هي الولايات المتحدة؟ أين هي سياستنا وأين نتائجنا؟”

مع الطريقة الجديدة

ولكن إذا نظرنا عن كثب على رقعة الشطرنج العالمية وتحركات أوباما الأخيرة، نجد أن طريقته الجديدة بدأت تتجسد.

خارج الطريقة الجديدة، هناك الضربات المسلحة بدون طيار الموجهة التي أطلقها بالمئات خلال فترة ولايته الأولى لشل القيادة الأساسية لتنظيم القاعدة في المنطقة بين أفغانستان وباكستان، وإخراج كبار قادة الجماعات المنشقة في اليمن وشمال أفريقيا. وهناك أيضًا أنواع خطيرة — لكنها فعّالة إلى حد كبير — من العمليات الخاصة والغارات مثل تلك التي قتلت أسامة بن لادن في مايو 2011.

وفي الطريقة الجديدة، هناك الاستخدامات “المحدودة” و “الموجهة” للقوة الجوية الأمريكية، مثل تلك التي منحها أوباما الضوء الأخضر في شمال العراق لمنع الدولة الإسلامية من ذبح الأقليات. وتشير تحديثات القيادة المركزية الأمريكية اليومية للصحفيين إلى أن الطائرات بدون طيار الأمريكية لا تقتل قادة الدولة الإسلامية، ولكنها تضرب المركبات الصغيرة بأعداد قليلة.

وفي الطريقة الجديدة، هناك شحنات أسلحة أمريكية الصنع مباشرة إلى القوات المحلية لمحاربة الجماعات الإسلامية العنيفة، مثل التي أرسلها أوباما لتسليح الميليشيات الكردية في العراق.

وفي الطريقة الجديدة أيضًا: إرسال الملايين من الدولارات لحلفاء الولايات المتحدة لمحاربة الجماعات المنشقة عن تنظيم القاعدة، وهو عمل يرفض القائد العام للقوات الأمريكية أن تقوم به قواته. وافق أوباما في يوم 11 أغسطس على مبلغ 10 مليون دولار من المساعدات إلى باريس لمساعدة 20 ألف من القوات الفرنسية في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا.

وأخبر “آرون ديفيد ميلر”، نائب رئيس مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين والمستشار السابق لستة من وزراء الخارجية، صحيفة Defense News أنه يتوقع أن يستمر أوباما مع ما أسماه البعض أسلوب ” الكرة الصغيرة” للسياسة الخارجية.

وقال “ميلر”: ” أعتقد ذلك. أنا لست متأكد من أن هناك الكثير لنقوم بتحليله هنا. نحن نبحث في الأحداث التي تتطور بنفسها، بما في ذلك ما يدور في رأس الرئيس.”

“سوف أتفاجأ، حيث شاهدته بعناية لفترة من الوقت، إذا تحرك من صفر إلى 60″، قال ميلر في إشارة إلى سيناريو بموجبه أرسل أوباما أعداد كبيرة من القوات البرية الأمريكية لمحاربة الدولة الإسلامية.

هل سيجدي الأمر نفعًا؟

أقر مسؤولون سابقون وخبراء في الأمن أن بعض التحديات العالمية تترك لأوباما خيارات قليلة ضمن اختيار الإجراءات من طريقة “الكرة الصغيرة” في خطة اللعب. ومع ذلك، وافقوا على طريقة تمكين الحلفاء مثل الأكراد والفرنسيين في حين طلبوا فقط أن الإجراءات العسكرية الأمريكية سوف يكون لها حدود.

وقال “فونتين”: “إننا نشهد حدود لهذه الطريقة بالفعل في العراق. يمكننا تسليح الأكراد والعمل مع الحكومة العراقية لتسليح قوات الأمن بشكل أفضل، ولكن في النهاية فإنها فقط الولايات المتحدة التي يمكنها أن تتخذ إجراءات فورية وحاسمة. وهناك بالتأكيد بعض القيود.”

وأضاف: “هل يمكن أن تنجح هذه [الطريقة] ضد [الدولة الإسلامية]؟ لا أعتقد ذلك. يجب أن نقوم بتسليح الأكراد ونحاول تقديم حل سياسي، ونقوم بتطوير القوات العراقية. ولكن على المدى القصير، لا أرى حل عراقي واضح لهذا الأمر.”

يشك “بيتر منصور”، وهو عقيد متقاعد في الجيش ساعد في صياغة دليل مكافحة التمرد، وتولى قيادة القوات في العراق، في أن الطريقة الجديدة هي “عقيدة أوباما” الجديدة.

وقال منصور، أستاذ التاريخ العسكري في جامعة ولاية أوهايو: “هذا هو رد فعل على أزمة لا يمكنه تجاهلها. إنها ليست رؤية شاملة للمستقبل. هذا النوع من الاستراتيجيات يتطلب المزيد من الموارد من الولايات المتحدة وحلفائنا، وقدر أكبر من القيادة من الرئيس.”

وأضاف: “أود أن أرى عقيدة أو استراتيجية أعظم مما يقوم به الرئيس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولكني لا أرى ذلك. نتعامل مع جماعات ودول مختلفة على أساس كل حالة على حدة دون استراتيجية موحدة.”

وقال ميلر أن الطريقة الجديدة يجب أن يُنظر إليها في سياق التجربة السياسية الأمريكية بعد أحداث 9/11.

وأوضح ميلر: “أرى هذا الإطار كله للسياسة الخارجية للرئيس … في شكل جدلي كلامي. كان جورج دبليو بوش مستعد للمخاطر. ولكن هذه الإدارة تستجيب مع الكثير من الكره للمخاطر.

وأضاف: ” لديه أقل من ألف يوم متبقي في رئاسته ويواجه مجموعة من المشاكل المستعصية، التي لا يبدو أن لها حلول سياسية تقليدية أو عسكرية. أعتقد أنه سيواصل حشد مجموعة من الأدوات من الكثير من قوات العمليات الخاصة على الأرض بجانب الضربات الجوية لعسكرة مساعدتنا للأكراد من أجل إشراك الأوروبيين والعرب من أجل بناء جيش عراقي أكثر مصداقية.

وقال: “لا شيء من شأنه أن يقلل من قدرات [الدولة الإسلامية]. فهي ستترك مناطق كاملة من العراق تتجاوز قدرة الجيش العراقي للسيطرة عليها، وترك تلك المناطق في أيدي جماعة ارهابية مدربة تدريبًا عاليًا. في رأيي، فإن الرئيس لديه أي مجموعة من الأدوات لإصلاح ذلك. … [الدولة الإسلامية] قد لا تزال موجودة في العراق عندما يترك الرئاسة. … وهذا مكون أساسي لكل مشكلة أخرى في الشرق الأوسط: علينا أن نفهم حقًا أنه لا توجد حلول لهذه المشاكل — هناك نتائج.”

البريد الإلكتروني: jbennett@defensenews.com ; pmcleary@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا