خبراء يُقيّمون استيلاء الدولة الإسلامية في العراق والشام على منشأة للأسلحة العراقية

القوات الكردية العراقية تتخذ مواضعها في ظل محاربة المقاتلين الجهاديين من الدولة الإسلامية في العراق والشام في 29 يونيو في قرية البشير العراقية. ويقيّم الخبراء الأثر المحتمل للاستيلاء الدولة الإسلامية على منشأة للأسلحة الكيميائية في مدينة المثنى. (كريم صاحب / إيه إف بي/ موقع جيتي إيميدجز)

القوات الكردية العراقية تتخذ مواضعها في ظل محاربة المقاتلين الجهاديين من الدولة الإسلامية في العراق والشام في 29 يونيو في قرية البشير العراقية. ويقيّم الخبراء الأثر المحتمل للاستيلاء الدولة الإسلامية على منشأة للأسلحة الكيميائية في مدينة المثنى. (كريم صاحب / إيه إف بي/ موقع جيتي إيميدجز)

دبي — في الوقت الذي أعلن فيه المقاتلون المتطرفون من الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL) الخلافة الجديدة هذا الأسبوع، كان هناك خبراء يتابعون عن قرب هجومهم على منشأة لإنتاج الأسلحة الكيميائية في مدينة المثنى ويقيّمون المخاطر.

وكانت المنشأة الضخمة التي تقع على بُعد 60 ميل شمال العاصمة بغداد هي معقل برنامج تطوير الأسلحة الكيميائية الذي كان يقوم به صدام حسين. وتم الاستيلاء على المنشأة المتوقفة حاليًا في عملية هجوم سريع، والتي قالت عنه الحكومة الامريكية أنه مدعاة للقلق.

وتحتوي المنشأة، وفقًا لوثائق وكالة المخابرات المركزية، على مخابئ ضخمة كاملة من الذخائر الكيميائية في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، وتوفر للعراق قوة مضاعفة كافية لمواجهة الأعداد العسكرية الكبيرة لإيران.

وعلى الرغم من ذلك، ومع اندلاع حربين، والعقوبات ورقابة لجنة الأمم المتحدة الخاصة التي قللت إنتاج المنشأة الأولى في العراق إلى مخزون من الذخائر الكيميائية القديمة والتالفة والملوثة الموجودة في المخابئ، وأرض قاحلة مليئة بالذخائر الكيميائية المُدَمّرة، والهياكل المُحطمة، والمنشآت التي دمرتها الحرب والغير صالحة للاستخدام، وذلك وفقًا لما ذكرته الوثائق.

وقال “مايكل لوهان”، رئيس الاتصالات لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) أنه على الرغم من أن الأسلحة ليست صالحة للاستخدام كأسلحة، إلا أنها لا تزال سامة ويمكن أن تسبب مخاطر إنسانية وبيئية.

وأوضح: “إن الخطر الوحيد الذي نراه يمكن أن يخرج من أي شخص يحاول الوصول إلى هذه المخابئ والحصول على هذه الأشياء، فهناك بعض المواد التي تعتبر سامة ولكنها ليست صالحة للاستخدام كأسلحة، ولكن إذا أُخرجت هذه المواد وتم وضعها على الأرض يمكن أن تشكل خطرًا على بعض الأشخاص وتسبب تلوث بيئي.”

وعلاوة على ذلك، فقد أضاف أن الوصول إلى المخابئ من قِبل مقاتلي الإسلامية في العراق والشام سيكون “بالغ الخطورة” بسبب وجود الذخائر الجوية.

وقال”: “هناك اثنين من المخابئ في مدينة المثنى، وكلاهما يحتوي على الأسلحة الكيميائية التي يرجع تاريخها إلى ما قبل عام 1991. أحد هذه المخابئ يحتوي على ذخيرة جوية غير منفجرة مدفونة بداخلة، الأمر الذي يجعل هناك خطورة بالغة في محاولة الوصول إليها.”

وقال إنه تم إغلاق المخابئ في مدينة المثنى من قِبل القوات العراقية في عام 1994 لأسباب أمنية.

“مجرد وضع تلك الحقيقتين معًا، بالإضافة إلى حقيقة أن تلك المخابئ ليست لديها تكييف الهواء أو التحكم في وضع المناخ في مخبأ مغلق في الصحراء لمدة 20 عام، والآن يمكننا أن نفترض بشكل منطقي أن أيًا منها يتم استخدامه بالفعل الآن.”

وعلى الرغم من هذا التأكيد، قال “لوهان” أن الأسلحة الكيميائية الوحيدة المخزنة هناك والتي تعرفها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كانت هي المواد التي أعلنتها الحكومة العراقية في عام 2010.

وقال: “ما نعرفه فيما يتعلق بالمحتويات هو ببساطة ما أعلنت عنه الحكومة العراقية إلى المنظمة عندما انضمت العراق إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية منذ أربع سنوات وهذا منحنا قائمة بالأشياء التي كانوا على دراية أنها موجودة في المخابئ.”

وقالت “ايمي سميثون”، زميل بارز في مركز دراسات عدم الانتشار وخبيرة الأسلحة الكيميائية، أن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام قد يجدوا استخدامات لهذه المواد، وإن كانت محدودة، بمساعدة خبراء كيميائيين.

وقالت: “أشك في أنه [يمكنهم استخدام المواد من تلقاء أنفسهم] لأن هذه أشياء يعرفها فقط خبراء الأسلحة الكيميائية والمُصنعين لها.”

وأضافت أنه ليس وقت الخوف، ولكن، “إذا كان هناك واقعة لاستخدام الأسلحة الكيميائية في العراق، فإن هذا من شأنه أن يكون دليلاً على أنهم وجدوا كيميائي أو شخص ما لديه ما يكفي من الفهم لفتح الحاويات، ومعرفة ما بداخلها، وكيفية استخدامه.”

وقالت “سميثون” أن بعض الطلائع الكيميائية، إذا ما تم دمجها مع غيرها من المواد الكيميائية، يمكن أن تسمح بعمل شيء قوية، ومع ذلك، فإن الكمية والنوعية من المرجح أن تكون منخفضة.

وقالت إنه سيكون من الصعب بالنسبة لهم نشر هذه المواد بطريقة واسعة، ولكنها قد تكون لا تزال قادرة على إلحاق الضرر “باثني عشر، أو عشرين، وربما يصل إلى 100 ​​شخص أو نحو ذلك، ولكن ليست خسائر كبيرة.”

 “إذا كانوا على دراية بما هو موجود في هذه المخابئ وإذا كانوا يحاولون فتح مخزن الذخيرة أو إشعال النار فيه أو فتح حاوية تحتوي على أي من هذه المواد الكيميائية، فإنه من غير المرجح أن تكون هذه المواد بنفس القوة كما كان الحال عند صناعتها.”

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا