إيطاليا تتعامل مع “الهجرة الجماعية المقدسة” للمهاجرين في البحر الأبيض المتوسط

The Italian Navy frigate Maestrale brings aboard 76 migrants in the Mediterranean Sea in October during Operation Mare Nostrum. (Italian Defense Ministry)

السفينة الحربية Maestrale التابعة للبحرية الإيطالية تجلب على متنها 76 من المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط في أكتوبر أثناء عملية خاصة تُعرف باسم “بحرنا” العسكرية الإنسانية. (وزارة الدفاع الإيطالية)

روما — أطلقت القوات البحرية الإيطالية النار على المُهربين في البحر الأبيض المتوسط ​​في الخريف الماضي حيث راهن الآلاف من المهاجرين، بما في ذلك الأفارقة من جنوب الصحراء والسوريين، رهانات خاسرة بأنه يمكنهم الإبحار إلى إيطاليا.

في 10 إبريل، كشف قائد البحرية الإيطالية، الأدميرال “جوزيبي دي جيورجي” عن تفاصيل بشأن عملية لإنقاذ المهاجرين في البحر، والتي استخدمت الغواصات والسفن الحربية والسفن البرمائية وسفن الإنزال (LPDS) وطائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار، وتمكنت من إنقاذ 18,546 مهاجر منذ أكتوبر.

بسبب الحرب في سوريا، وتداعيات ثورات الربيع العربي في شمال أفريقيا، والفقر وعدم الاستقرار السياسي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يبحث الآلاف عن حياة جديدة في أوروبا، وبمساعدة من مهربين مشتبه في اتصالهم مع جماعات إجرامية وإرهابية.

وقال “دي جيورجي” أن هناك 42,925 مهاجر قد تمكنوا من الوصول إلى إيطاليا عن طريق البحر في عام 2013، أي بزيادة 224 في المئة عن العام السابق.

وقال أيضًا أن هذا الأمر بمثابة “هجرة جماعية مقدسة”، وعملية إرجاعهم مرة أخرى ليس من ضمن مهمتنا.”

بدأت العملية في العام الماضي بعد وفاة 364 مهاجرًا عندما اشتعلت النار في سفينتهم ثم غرقت بعد ذلك.

وقد قامت العملية التي تُعرف باسم “بحرنا” بنشر ثلاث سفن إنزال إيطالية حتى الآن، والتي تقدم للمهاجرين الرعاية ويتم أخذ بصماتهم قبل أن يتم اقتيادهم إلى مراكز المهاجرين في جزيرة صقلية. وتلعب السفن الحربية والسفن الدورية أيضًا دورًا كبيرًا في هذه العملية، مثل ما تقوم به طائرات الهليكوبتر طراز AW101 المزودة بأجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء وطائرات P180 مع أنظمة الرؤية الامامية بالأشعة تحت الحمراء.

وقال دي جيورجي أن “كل سفينة الآن تحتوي على 200 أو 300 مهاجر، وهم يأتون في مواسم يكون فيها البحر هائجًا، لذلك نحن بحاجة إلى سفن حربية للإمساك بهم”.

وقد تم نشر القوات البحرية في ثماني سفن حتى الآن، وقامت بــ 117 عملية بحث وإنقاذ وسلّمت 66 مُهربًا إلى السلطات الإيطالية.

وبلغت الأزمة ذروتها الأسبوع الماضي حيث تمكن 4000 مهاجر من الوصول إلى إيطاليا في غضون يومين.

وصرّح وزير الداخلية “انجيلينو ألفانو”، الذي قال إن إيطاليا لا تتلقى مساعدات كافية من الدول الأوروبية الأخرى للتعامل مع تدفق المهاجرين إليها، أن: “عمليات الهروب إلى إيطاليا لا تتوقف وتزداد حالات الطوارئ بشكل كبير للغاية.”

ويُقدّر “ألفانو” أن ما يصل إلى 600 ألف مهاجر من أفريقيا والشرق الأوسط يبحرون من ليبيا، حيث تزداد الأوضاع الأمنية سوءًا.

وقال “دي جيورجي” للصحفيين أن المهربين “المُدربين تدريبًا جيدًا” الذين يبحرون من مصر قد ابتكروا طريقة يبدؤون رحلتهم من خلالها في سفن كبيرة، تقوم بسحب زوارق صغيرة تحمل مئات المهاجرين. وفي منتصف البحر الأبيض المتوسط​​، تقوم السفن الكبيرة بإنزال المهاجرين، والذين يقومون بعد ذلك بطلب المساعدة من السفن البحرية الإيطالية.

كما قال “دي جيورجي” أن اعتقال القوات البحرية لــ 60 مُهربًا والاستيلاء على اثنتين من السفن الكبيرة له تأثير رادع.

وكشف أنه في نوفمبر، تم تعقب سفينة كبيرة تسحب زورق صغير للمهاجرين خارج مصر لمدة 48 ساعة. وشاركت غواصة إيطالية في عملية التعقب عن بُعد من خلال ارتفاع المنظار لمستوى سطح البحر. وقال “دي جيورجي” أنه تم إرسال المعلومات إلى النيابة العامة الإيطالية، والتي بدورها صّرحت بإلقاء القبض على المُهربين.

وقبل أن يحدث ذلك، تم ربط السفينة الكبيرة بزوارق المهاجرين الصغيرة ومن ثم تنطلق بأقصى سرعة. ويرى المهاجرون الطائرات تحلق فوقهم، وتشعل النار في الأغطية من اجل جذب انتباههم، وهم بذلك يخاطرون بإشعال النيران في الزوارق.

ظهرت الغواصة الإيطالية، ومتحدث العربية على متنها يستخدم مكبر الصوت لتحذير المهاجرين لإخماد النيران. ثم تقوم السفينة الإيطالية “Stromboli” بالتقاط المهاجرين.

وفي الوقت نفسه، قامت السفينة الحربية “Aliseo” السفينة الكبيرة لمدة أربع ساعات، وفي النهاية استخدمت نيران المدافع الرشاشة لوقف السفينة.

وقال دي جيورجي أن “البحارة كانوا مُسالمين، ولم يكونوا مُرعبين.” وأضاف أن القوات البحرية لديها الحق في وقف السفن في المياه الدولية إذا لم ترفع العلم الوطني لبلدها.

وقال أن: “عملية الاعتراض هذه أرسلت رسالة إلى باقي المهربين، وتجعلهم يفهمون أننا جادون بخصوص هذا الأمر.”

كما أوضح “دي جيورجي” أن هذه العملية تكلف القوات البحرية 9 مليون يورو (12 مليون دولار أمريكي) في الشهر، مع عدم وجود حد أقصى للتمويل من قِبل الحكومة الإيطالية، مع ميزانيات التدريب التي يتم خصمها نتيجة لذلك.

وقال المتحدث باسم القوات الجوية أنه، بعيدًا عن البحرية الإيطالية، تقوم القوات الجوية الإيطالية بإرسال طائرات طراز Predator بدون طيار للمساعدة في مراقبة في البحر الأبيض المتوسط​​، مع 25 مهمة جوية قامت بالتحليق لمدة 350 ساعة حتى الآن، مما أدى إلى تحديد أماكن خمسة سفن مليئة بالمهاجرين.

وقامت الطائرة Hitherto والطائرات بدون طيار بالطيران من القاعدة الموجودة في “Foggia” جنوب إيطاليا. ولكن المتحدث قال أنه تم بناء قاعدة برية في القاعدة الجوية ” Sigonella” في صقلية، وأقرب إلى الأماكن التي تبحر منها السفن، وذلك من أجل تقليل زمن الاستجابة. وامتنع المتحدث عن التصريح بشأن بداية دحول الطائرات بدون طيار من قاعدة Sigonella في الخدمة.

وقد تم تحديد مهام أخرى لتقوم بها الطائرات بدون طيار من طراز Predator، والتي تم نشرها في ليبيا والعراق وأفغانستان، وفي صقلية أيضًا، حيث تم استخدامها لتعقب المشتبه بهم الجماعات الإجرامية والإرهابية.■

البريد الإلكتروني: tkington@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا