بعد مرورعام برنامج إنتاج F-35 يتحول للتركيز على البرامج والكمية

An F-35B jump-jet variant takes off from the amphibious assault ship Wasp during trial in August. Lockheed is focusing on having software ready to go for the Marine Corps variant's initial operating capability in 2015. (Lockheed Martin)

طائرة F-32 B  تقلع من على متن سفينة الهجوم البرمائية Wasp أثناء إجراء التجارب في شهر أغسطس.  تركز شركة Lockhead على الإنتهاء من تجهيز البرمجيات لتشغيلها  المبدئي كأحد البدائل لسلاح البحرية الأمريكية في عام 2015.  (شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin)

 

واشنطن– في عام 2013، شهدت شركةLockheed Martin – المصنّعة لطائرات F-35 التي تعد المقاتلة الضاربة التي اضافت شركاء دوليين- بالإضافة إلى تدريب عدد قياسي من الطياّرين إلى جانب تحقيق عدد من الأهداف، وربما كان الحدث الأكثر أهمية هو التحسن الواسع الذي شهدته العلاقات بين البنتاجون وشركاء Lockheed من الشركات الأخرى.

عانت الشركة من العقبات على طول الطريق– وبالأخص في بداية العام، عندما تسبب أمرين محتلفين في سقوط طائرة F-35B ومن ثم توقف أسطول الطائرات كله نتيجة مخاوف تتعلق بالسلامة. ولكن، بحلول  العام الجديد، بدا البرنامج في أقوى حالاته بعدما فازت شركة Lockheed Martin بالعقد.

وصفت “لورين مارتن”- رئيسة برنامج طائرة F-35 بشركة Lockheed Martin عام 2013 بأنه عام “التحول”، حيث تم التركيز على تطوير البرنامج نفسه، وليس على تطوير الطائرة فقط إضافةً أيضًا إلى تطوير قدرات الشركة وشركائها.

كما صرّحت خلال رحلة العمل التي تمت في 13 ديسمبر والمدفوعة الأجر من قبل الشركة: “يمكنك الشعور فعلاً بزخم البناء في كل جانب من جوانب البرنامج “.

لكن البرنامج شهد خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من السنة حادثتين سلبيتين جديدتين- على الرغم من عدم وقوع اللوم في أي من الحادثتين على المتعاقد الرئيسي لبرنامج الطائرة.

ففي يوم الأحد، وردت أنباء عاجلة بأن شركة “هانيويل” Honeywell- وهي واحدة من أحدى الشركات المسئولة عن التوريدات للطائرة- تخضع للتحقيق في مسألة تخص إحتواء طائرة F-35 على أجزاء تمت صناعتها في الصين. وقد أفاد المتحدث الرسمي عن شركة Honeywell بأن الشركة ستتعاون بشكل كامل مع المحققين.

وفي هذا الشأن، قال المتحدث باسم البرنامج المشترك (JPO) الخاص بالطائرة F-35 ” جو ديلافيدوفا” في بيان له عن هذا الأمر: “لم يمثل نقل التكنولوجيا أي خطورة أو أي خرق أمني آخر يتعلق بالإمتثال لمتطلبات التصنيع”.

أتى ذلك إثر أنباء أخرى عن الحادثة الثانية التي وقعت بالقبض على مواطن من ولاية “كونيتيكت” يبلغ من العمر 59 عامًا  وهو يحاول تسريب معلومات سرية عن الطائرة F-35 ومحركاتها إلى إيران.

في هذه الأثناء، يتابع مسئولون كبار في البنتاجون عن كثب تطوير البرمجيات الخاصة بالطائرة.

 وفي مقابلة أجرتها مجلة “ديفنس نيوز” Defense News في يوم 13 ديسمبر مع  “فرانك كيندال”- وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للشئون اللوجيستية والتكنولوجية – صرّح بقوله: “إننا لم ننجز مهمتنا بعد.ومازال أمامنا الكثير لنفعله. ولكننا تقدمنا كثيرًا جدًا عما كنا عليه قبل عامين.”

وتابع “كيندال” قوله: “أعتقد أن الطائرة نفسها تحرز تقدمًا ملموسًا في برنامج الاختبار الخاص بها. إنني قلق بشان البرامج، وخاصة برامج التشغيل. اشعر بالقلق حيال ثباته. الأمر الذي من شأنه أن يكون عاملاً هامًا في المستقبل بالنسبة للتكلفة والاكتفاء الذاتي. كما أنني قلق أيضًا بخصوص نظام معلومات الإمداد اللوجستي الذاتي (ALIS) الذي يعد نظامًا آخر للبرامج من شأنه في الأساس توفير الدعم اللوجستي للبرامج. إلى جانب التأكد من عمل كل هذه القطع معًا بسلاسة، دون التركيز فقط على الهيكل الخارجي للطائرة، ولكن الاهتمام بالأمور الأخرى أيضًا”.

كما أشار “كيندال” إلى رغبته في التأكد من محافظة شركة Lockheed وشركائها على “نهج متوازن” في تطوير البرامج في المستقبل.

تعمل الطائرة F-35 من خلال ملايين التعليمات البرمجية وقد تسببت مشاكل البرنامج في تعطل الطائرة في الماضي. ولهذا، من المقرر أن تجرب ثلاث إدارات أمريكية القدرة التشغيلية الأولية (IOC) من خلال حزم مختلفة من البرمجيات.

من المزمع أيضًا أن تشغيل F-35B في القوات البحرية الأمريكية في ديسمبر عام 2015 بإستخدام برنامج Block 2B، في حين تخطط القوات الجوية للوصول إلى قدرة التشغيل الأولية للطائرة F-35A في ديسمبر 2016 بإستخدام برنامج Block 3I والذي يماثل في جوهره تمامًا البرنامج السابق ولكنه مخصص لأجهزة أكثر قوة. من ناحية أخرى،  تنوي البحرية تشغيل طائرة F-35C في فبراير 2019 ببرنامج Block 3F.

وأكدت شركة Lockheed على أنه سيتم إجراء تجارب طيران باستخدام برنامج 3I في الربع الأول من عام 2014 وستستمر خلال 2015.

يعد نظام معلومات الإمداد اللوجستي الذاتي (ALIS) عالي التقنية هو جوهر العمليات والصيانة وإدارة سلسلة التوريد للطائرة F-35 والذي يمد فريق الدعم بسيل مستمر من البيانات. وبحسب الأرقام الواردة عن شركة Lockheed، فقد دعم نظام معلومات الإمداد اللوجستي الذاتي (ALIS) القيام بأكثر من 6600 طلعة.

وبحسب ما قالته “ماري آن هورتر”- نائب رئيس الاكتفاء لطائرة F-35 في نظم البعثات والتدريب لشركة Lockheed Martin- فإن الشركة تركز حاليًا على التأكد من أن نظام المعلومات المذكور يعمل بكفاءة بحلول موعد البدء بالتشغيل الأولي IOC في أواخر عام 2015.

وتعكف Lockheed تحديدًا على العمل على نظام معلومات (ALIS) قابل للإنتشار بشكل إستراتيجي” مما سيكون له أثر مادي أقل من المستوى المطلوب لتطبقه قوات المارينز ميدانيًا.

و أضافت “هورتر:” إن نظام معلومات ALIS المشار إليه سيفي بمتطلبات جميع الخدمات اللازمة من ناحية القابلية للتوزيع والإنتشار.  هناك أنواع أخرى من القدرات التي تهتم بها كل خدمة، من وجهة نظرها المتمثلة في [مفاهيم التشغيل] وهو ما يعد جزءًا من خطة التنمية على المدى الطويل. وإنني أتوقع أن تستمر عملية تحديث نظام معلومات ALIS  جنبًا إلى جنب مع برنامج الطائرة ليلبي احتياجات المستخدم”.

وأضافت “هورتر” أيضًا:”سيظل من الواجب علينا النظر من ناحية القدرة على تحمل التكاليف وما هي القدرات المناسبة لنظام الأسلحة بالكامل. لهذا نعمل من خلال البرنامج المشترك (JPO)على تنفيذ هذه القرارات وتفعيلها في ضوء التكلفة والقدرات أيضًا”.

 زار الفريق “كريستوفر بوجدان”- المسؤول عن البرنامج المشترك (JPO) – مرافق شركة Lockheed في ولاية “أورلاندو” في  12-13 نوفمبر 2013 للتعرف عن كثب على تطوير نظام المعلومات ALIS.

وصرحت “ديلافيدوفا” أن البرمجيات لا تزال هي “التحدي التقني الأول” في هذا البرنامج، إلا ان البنتاجون يرى أن نظام معلومات الإمداد ALIS  يسير في الاتجاه الصحيح.

وأضافت قائلة: ” على الرغم حدوث بعض من التأخيرات الطفيفة في أثناء عمليات التطوير، فمازال المسئولون عن البرنامج المشترك يثقون في أن نظام معلومات الإمداد ALIS سيكون جاهزًا في موعده المحدد للبدء بالقدرة التشغيلية الأولية لدى القوات البحرية”.

رفع مستوى الإنتاج

تتفق كل من السيدة “مارتن” والسيد “كندال” بخصوص رفع مستوى الإنتاج.

عن هذا الشأن علّقت السيدة “مارتن” قائلة: “الكمية مهمة. وهي فعلاً مهمة الآن في هذا البرنامج . لا يزال منحنى التعلم الخاص [بالإنتاج] مهم جدًا، ولا يزال يقوم بدوره في مساعدتنا على الإرتقاء بالأعمال التي قد لا تتمتع بالكفاءة المطلوبة، إلا أننا مع الوقت نتعلم هذه الأشياء. وهذه الأشياء الصغيرة التي تتعلمها بسرعة على طول الطريق تمكنك من تحسين طريقة إنتاج الطائرات. ثم يأتي بعد ذلك الحافز الكبير وهو كمية الإنتاج التي ستساعدنا على تقليل التكاليف.

إننا في المرحلة التي نحتاج فيها كلاً من هذين العاملين، وقريبًا ستصبح كمية الإنتاج هي المحرك الأكبر بالنسبة لنا. بحيث إنه كلما اشتريت أكثر، قل السعر. وهو أمر غير مشكوك فيه.

وتابعت قولها: “لقد ظللنا ثابتين في كمية إنتاجنا بما يقرب من 30 إلى 36 طائرة لمدة أربع سنوات. وإذا لم يزيد معدل الإنتاج عن ذلك، فإن ذلك سيقلل من قدرتنا على تخفيض التكلفة”.

وسيتوقف أمر زيادة أعداد الطائرات المطلوبة في المجموعة 8 على وضع الميزانية الأمريكية. وقد تم التفاوض على أعداد الطائرات في هذه المجموعة مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون). وقالت “مارتن” أن شركتها قد قدمت خيارات تسعير لعدد من “الكميات المتغيرة” من الطائرات لتوفير بعض المرونة لوزارة الدفاع بناءًا على وضع الميزانية.

وقال “كيندال”موضحًا: “سنحاول زيادة الإنتاج بما يتماشى مع الميزانيات. أعتقد أن السبب الرئيسي وراء حصولي على ميزانية هو زيادة الإنتاج. وهو ما يساعدنا فيه حلفاؤنا كثيرًا. من المتوقع إتمام الكثير من المبيعات الخارجية في الجولة القادمة. سيزيد هذا من ميزانيتنا ويمنحنا بعض الكفاءات التشغيلية التي ستفيدنا جميعًا. أما بالنسبة لما سنتمكن من فعله مع وزارة الدفاع فإنه سيعتمد بشكل أساسي على الأولويات المحددة للميزانية”.

بريد إليكتروني: amehta@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا