التهديدات الروسية تغير من قائمة المشتريات العسكرية التركية

صورة: القوات الجوية التركية) طائرتان تركيتان من طراز F-16 أسقطتا في نوفمبر طائرة روسية قالت تركيا إنها انتهكت مجالها الجوي. القوات الجوية التركية

صورة: القوات الجوية التركية)
طائرتان تركيتان من طراز F-16 أسقطتا في نوفمبر طائرة روسية قالت تركيا إنها انتهكت مجالها الجوي. القوات الجوية التركية

أنقرة – إن ما تعتبره المؤسسة الأمنية التركية “تهديدًا روسيًا بارزًا” يجبر المخططين العسكريين ومخططي المشتريات على تعديل قائمة المشتريات قصيرة المدى لتصب في صالح العتاد العسكري.

ويقول مسؤولون أن المواجهة مع روسيا بشأن سوريا منذ نوفمبر الماضي قد خلقت “أمرًا واقعًا” يدفع نحو تحديد الأولوليات الخاصة بخطط الشراء.

وفي هذا الصدد قال مسؤول أمني كبير إن “هذا وضع جديد ويجب التعامل معه فورًا”. وأضاف: “بصرف النظر عن الناتو وأبعاده الدبلوماسية، هناك أيضًا وجهة نظر شرائية خاصة بنا”.

وقال أحد سفراء الناتو في أنقرة: “من المفهوم تمامًا أن تركيا تشعر بالتهديد. وسوف يقف الناتو بجانب حليفته ضد أي تهديد محتمل من أي جهة. لكن على حلفائنا الأتراك ألا يترددوا في شراء أي نظام من أجل مجابهة أي تهديد”.

ويُذكر أن تركيا زعمت في 30 يناير أن طائرة روسية اخترقت مجالها الجوي، وذلك بعد شهرين تقريبًا من إسقاطها لطائرة روسية من طراز Su-24 على أساس من الزعم ذاته.

وقالت وزارة الخارجية التركية إن طائرة روسية من طراز Su-34 انتهكت المجال الجوي التركي في 29 يناير رغم تحذيرها أكثر من مرة من قبل وحدات الرادار التركية باللغتين التركية والروسية. وذكرت الوزارة في بيان لها أنه قد تم استدعاء السفير الروسي في تركيا، أندري كارلوف، على إثر هذا الحادث.

بينما أنكرت وزارة الدفاع الروسية في 30 يناير انتهاك الطيران الروسي للمجال الجوي التركي.

ونقلت  وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشنكوف، قوله: “لم تخترق أية طائرة تابعة للمجموعة الروسية العاملة في الجمهورية العربية السورية المجال الجوي التركي. فتصريحات السلطات التركية بشأن الانتهاك المزعوم للمجال الجوي التركي من قبل الطائرة الروسية سو 34 هي من قبيل الدعاية المفضوحة”.

وجدير بالذكر أن طائرتين تركيتين من طراز F-16 قد أسقطتا طائرة روسية من طراز سو 24 في الرابع والعشرين من نوفمبر بعد أن انتهكت المجال الجوي التركي على الحدود التركية مع سوريا لفترة وجيزة. وقد تدهورت على إثر ذلك العلاقات التركية الروسية؛ حيث أعلنت موسكو عن توقيع عقوبات تجارية على تركيا، والتي قد تكلف البلاد، وفق حسابات أنقرة، ما يصل إلى 9 مليار دولار أمريكي.

فيما هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العقوبات الروسية لن “تقتصر على العقوبات التجارية فقط”.

وعقب إسقاط الطائرة Su-24، عززت روسيا من وجودها العسكري في سوريا وشرق المتوسط، بما في ذلك تنصيب أنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ S-400. وخوفًا من وقوع أي اشتباك مع روسيا، أوقفت تركيا شن غاراتها الجوية على المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا.

ويقول محللون أن هذه المواجهة هي نتاج طبيعي للحرب بالوكالة الدائرة على المسرح السوري. إذ تدعم تركيا الثوار السنة الذي يقاتلون بغية الإطاحة بالرئيس غير السني، بشار الأسد، في حين تدعمه دولة إيران الشيعية وحليفتها روسيا.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول مشتريات تركي بارز إن خطة المشتريات “المتعلقة بروسيا” سوف تشمل مشتريات جديدة، وكذلك “دفعة سياسة للتسريع من وتيرة البرامج القائمة”.

وذكر أن الأولويات الجديدة تتضمن أجهزة تشويش متحفظة؛ وخطة محتملة لشراء طائرتي إنذار مبكر إضافيتين [إلى جانب الأربع طائرات اللاتي تم تسلمهم بالفعل]؛ وأنظمة دفاع جوي متوسطة وبعيدة المدى؛ وأنظمة استخباراتية مصممة لتوفير أمن حدودي أفضل، بما في ذلك الأقمار الصناعية Gokturk 3 وGokturk 4؛ وتحديث رادار 3D؛ وشراء طائرة خفيفة مسلحة من طراز “air tractor”؛ وطائرات ومناطيد الاستطلاع والمراقبة؛ والذخائر الذكية.

وقال المحلل المقيم في لندن: قد لا يدخل بعض هذه العناصر في المخزون التركي في أسرع وقت لمواجهة أي تهديد روسي على المدى القصير، وقد لا يتم شراء البعض مطلقًا، وربما لا يكون البعض مفيدًا في حال حدوث اشتباك غير محتمل …. ولكن اندفاع الأتراك نحو الشراء يُعد أمرًا معقولاً تمامًا”.

Read in English

...قد ترغب أيضا