الجيش الإسرائيلي ينتظر الموافقة على خطة متعددة السنوات

عاموس جلعاد، مدير المكتب السياسي والعسكري لوزارة الدفاع الإسرائيلية (سامح شريف/ وكالة فرانس برس)

عاموس جلعاد، مدير المكتب السياسي والعسكري لوزارة الدفاع الإسرائيلية (سامح شريف/ وكالة فرانس برس)

هرتزليا، إسرائيل- قال كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين- الاثنين- أن الموقف الأمني لإسرائيل يعتبر جيد للغاية وذلك بعد تناوله في مناقشات ميزانية الدفاع السنوية، حيث تهدف خطة الإنفاق العسكرية متعددة السنوات- والتي أطلق عليها اسم خطة جدعون- إلى الإبقاء على التحديات تحت السيطرة، ذلك في الوقت الذي تُستغل فيه الفرص المتاحة.

وذكر اللواء متقاعد عاموس جلعاد، رئيس المكتب السياسي والعسكري لوزارة الدفاع الإسرائيلية، للمشتركين في فعاليات مؤتمر هرتسيليا الـ15 هنا، “لم يكن موقفنا الأمني على خير ما يرام هكذا لفترة طويلة”

ووفقاً لما ذكره جلعاد، فقوة الردع مرابطة على طول الحدود الشمالية مع لبنان؛ بالإضافة إلى أن القوات المتناحرة في سوريا في غاية التشتت بحيث لا تحول أسلحتها ضد إسرائيل؛ فضلاً عن أن خطر الأسلحة الكيماوية السورية قد اختفى تماماً.

أما من ناحية الغرب، فالأردن ما زالت مستقرة، حيث نجت من دوامة الربيع العربي عام 2011.  وقال جلعاد، على الرغم من أن 1.5 مليون لاجيء فروا من الحرب الأهلية السورية يشكلون تحدياً حقيقياً، إلا أن “الكثير ممن قدموا لجلب لقمة العيش متوقعين انهيار المملكة الهاشمية” لا زالوا على خطأ.

وأما من ناحية الشرق، فالمشير  عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري، “قد تمكن من إنقاذ مصر من براثن جماعة الإخوان المسلمين”، بالإضافة إلى أنه لا يزال يلعب دور عامل الاستقرار الحقيقي في المنطقة.  وأردف قائلاً، على الرغم من توسع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والجهاديين الآخرين في سيناء، إلا أنه يبقى ثابتاً في تصميمه على تضييق الخناق على الإرهاب.

أما بالنسبة لغزة، حيث تم إطلاق ثمان صواريخ على الأقل منها على إسرائيل منذ حرب الصيف الماضي، فحماس لا زالت معزولة دبلوماسياً ومردوعة عسكرياً، بالإضافة إلى أنها مشغولة حتى في قمع الجماعات المارقة الأكثر تطرفا من العمل في القطاع.

وفيما يتعلق بالضفة الغربية، قال، “الحديث عن انتفاضة ثالثة قد عفا عليه الزمن، على الأقل اعتباراً من اليوم”.

خلاصة القول، لا ينبغي ان ينطبق الميل إلى التجهيز إلى “صيف حار” من الحرب أو عمليات عسكرية واسعة النطاق على صيف 2015.

وقال جلعاد، “ونتيجة لاستثماراتنا في مجال الدفاع، فإن إسرائيل تعيش في هدوء وسط كل هذه الفوضى التي تحيط بنا”.

وفي نفس الحدث، مؤتمر هرتسليا، أسهب اللواء نمرود شيفر، رئيس التخطيط لجيش الدفاع الإسرائلي، في عرض العديد من الموضوعات ذات الأخبار الجيدة التي تطرق إليها السيد جلعاد.

ووفقاً لما ذكره شيفر، فإسرائيل هي الأقوى في المنطقة إلى حد بعيد، بما تتمتع به من ممتلكات وإمكانات “لم تكن لدينا من قبل”.

علاوة على أن أعداء إسرائيل مشغولون ويضعفون، حيث قتل الكثيرون في الحرب الأهلية السورية الجارية.  واستطرد قائلاً، “وهذا لا يعني أن حزب الله ليس قوياً ولا يمكنه قتالنا، ولكن ضعفت قواهم بعد سنوات من القتال في سوريا”.

وأما فيما يخص نظام بشار الأسد، قال، “لقد تدربنا منذ عامين على مواجهة كميات ضخمة من الأسحلة الكيميائية في سوريا، فهذا التهديد قد اختفى تماماً”.

وعلى صعيدٍ موازٍ، فإن الجيش السوري، الذي كان يشكل مثل هذا التهديد الرئيسي لتخطيط جيش الدفاع الإسرائيلي منذ ثلاثة أعوم فقط، قد انهار تماماً.  وأردف شيفر قائلاً، “لم يعد الجيش السوري يشكل اي تهديد لنا (باستثناء ما تبقى له من قدرات) لإطلاق صاروخ تجاهنا”.

علاوة على ذلك، فإن التعاون مع شركاء إسرائيل في السلام، مصر والأردن، “حميمي وقوي لدرجة لم نكن معتادين عليها في الماضي”.

“كما أن هناك العديد من الصراعات حولنا تؤدي إلى إضعاف أعدائنا… فالمتطرفون الإسلاميون يضعفون بعضهم بعضا… وهذا يعتبر فرصة متاحة بالنسبة لجيش الدفاع الإسرائيلي”.

كما أشار إلى أنه في حين تفتقر العديد من البلدان للماء والغذاء والظروف المعيشية السليمة، فإن إسرائيل في طريقها إلى الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، فضلاً عن امتلاكها وفرة من إمدادات الماء والغذاء.  “وانطلاقاً من هذا المنظور، فإننا يمكننا أن نتعاون مع جيراننا بطريقة إيجابية”.

بالإضافة إلى أن تحالف إسرائيل مع الولايات المتحدة، ربما ذلك هو الأكثر أهمية، لم يكن أبداً اقوى.

وفي خطابه يوم 8 يونيو، لم يشر شيفر إلى أية خلافات سياسية ودبلوماسية مستمرة بين قادة إسرائيل والولايات المتحدة فيما يخص العلاقة مع إيران وإجراء اتفاق سلام يشمل حل الدولتين مع الفلسطينيين.  وقال، أن الحديث كان من منظور عسكري بحت، مضيفاً أن التعاون عبر مجموعة متنوعة من القضايا يجعل العلاقات يوما بعد يوم غير مسبوقة.

خطة جدعون

على خلفية الأخبار الجيدة التي لا تعد ولا تحصى، فإن شيفر، تماماً كجلعاد ممثل وزارة الدفاع، قد وصف إيران على أنها المصدر الرئيسي الذي يغذي عدم الاستقرار في المنطقة.

“فجميع القوى في الشرق الاوسط قد تعلمت لسنوات عدة في مدرسة إيران الدينية. فالنظرة العالمية والمفاهيم العملياتية لإيران تؤثر على المنطقة بأكملها بدءاً من سوريا والعراق حتى حزب الله في لبنان مروراً باليمن.

وانطلاقاً من ذلك العدد الوافر من الصواريخ التي تمتلكها الجهات الفاعلة غير الحكومية إلى مفهوم الحرب تحت الأرض، فإن الخطة الخمسية، وفقاً لما ذكره شيفر، والتي تنتظر الموافقة بحلول نهاية هذا الشهر، تهدف إلى إعداد أفضل لجيش الدفاع الإسرائيلي للرد الفوري على هذه المجموعة الكاملة من التهديدات سريعة التغير.

وأردف قائلاً، أنه بالنظر إلى التحديات والفرص في منطقة كهذه في حالة تغير مستمر، فإن الخطة جدعون، مدفوعة وفقاً لما يحتاج جيش الدفاع الإسرائيلي إلى تغييره وحيثما يخطط أن يذهب.

وأضاف، “أولا وقبل كل شيء، علينا أن نشحذ قدراتنا ونكون مستعدين لكل تهديد وكل تحدي قد يواجهنا.  يبدو ذلك واضحاً، ولكن كانت هناك سنوات كنا فيها أقل استعداداً”.

وعلى الرغم من أنه لم يقدم أرقاماً بارزة أو جزئية، إلا أنه أشار إلى ضرورة الاستمرار في الاستثمار بكثافة في المجال الإلكتروني، وقدرات المناورة البرية، فضلاً عن الرد على أي تهديد يأتي من تحت الأرض كالذي ظهر جلياً في حرب غزة الصيف الماضي.

وقال متحدثاً عن القدرات المضادة للأنفاق الناشئة، “عندما ننظر إلى الصيف الماضي كدرس، سيتم إيجاد التكنولوجيا اللازمة لدولة إسرائيل، وبالفعل هي في أيدينا.

“نحن- المؤسسة العسكرية بأكلمها- الصناعات الدفاعية ووزارة الدفاع- نبذل جهوداً غير عادية لإيجاد تقنيات وأساليب مكافحة الانفاق.  فالتحدي التكنولوجي هائل، ولكنني على قناعة من أنها في أيدينا”.

تصاعد الإنفاق

على الرغم من أن الحكومة الائتلافية الجديدة لم تنته بعد من إقرار ميزانية الدفاع لعام 2015، إلا أن صحيفة إسرائيل جلوب المالية اليومية ذكرت، في عدد يوم 7 يونيو، أن الإنفاق الدفاعي ارتفع بنسبة 9.1 في المئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

فباستخدام أحدث الأرقام الصادرة عن المحاسب العام لوزارة المالية، لاحظت غلوب أنه منذ بداية عام 2015، بلغ إنفاق وزارة الدفاع 26.5 مليار شيقل ( أي ما يساوي 6.9 مليار دولار أمريكي). ومن الناحية السنوية، ذكرت الصحيفة أن الإنفاق الدفاعي قد تجاوز 63 مليار شيقل (أي 16.4 مليار دولار أمريكي).

كما أشارت الصحيفة إلى أنه نظراً لانهيار الحكومة الائتلافية الإسرائيلية السابقة، حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن وزارة الدفاع ظلت تعمل وفقاً لميزانية مؤقتة كل شهر، حيث تتلقى واحد على اثني عشر مما كانت تتلقاه في عام 2014.

ووفقا لما ذكرته جلوب، “بالأرقام السنوية، فإن حجم الإنفاق على الدفاع يبلغ 63 مليار شيقل، وهذا يعني أنه في وقت العمل بالميزانية المؤقتة- حيث ينفق واحد على اثني عشر من موازنة العام الماضي شهريا هذا العام- فإن وزارة الدفاع تتلقى أعلى إجمالي ميزانية في تاريخها”.

ولم يتسن الوصول إلى المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع للحصول على تعليق أو توضيح لهذا الأمر.

بريد إلكتروني: bopallrome@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا