القادة العرب يجتمعون لمناقشة التدخل في ليبيا

مقاتلون من ميليشيا فجر ليبيا يطلقون النار من دبابة خلال مواجهات مع القوات الموالية للحكومة في ليبيا المعترف بها دوليًا، جنوب غرب صبراتة 28 إبريل (الصورة: محمد تركية/جيتي)

مقاتلون من ميليشيا فجر ليبيا يطلقون النار من دبابة خلال مواجهات مع القوات الموالية للحكومة في ليبيا المعترف بها دوليًا، جنوب غرب صبراتة 28 إبريل (الصورة: محمد تركية/جيتي)

أبوظبي – سيعقد اجتماع غير معلن لرؤساء الأركان العرب في القاهرة يوم 18 مايو لتنسيق خطط للتدخل الليبي، حسب ما كشفه مصدر من جامعة الدول العربية. قد تلعب فرنسا وإيطاليا أيضًا دورًا في ذلك، حسب ما ذكره المصدر.

ويهدف الاجتماع الذي سيضم كبار العسكريين من مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين والسودان وليبيا وضع خطط تدخل لتحقيق الاستقرار في ليبيا، التي شهدت الاضطرابات منذ الإطاحة بحكومة القذافي في عام 2011.

ووفقا لمصدر جامعة الدول العربية، فقد أسفرت المحادثات بين المسؤول في الجيش الوطني الليبي اللواء خليفة حفتر، ومجلس التعاون الخليجي، والقادة العرب عن مشتريات سلاح للجيش الليبي، بما في ذلك طائرات هليكوبتر وتم تسليمها في 26 أبريل من الإمارات العربية المتحدة.

وقال المصدر “تم تسليم خمس طائرات هليكوبتر من طراز Mi-35 Hind مطورة الشهر الماضي قبل معدات روسية أخرى، والتي تشمل أسلحة مضادة للدبابات وأسلحة خارقة للدروع وذخائر”.

وأضاف أن المحادثات مع فرنسا وايطاليا جارية لتأكيد مشاركتهما في العمليات العربية.

وقال أنه قد “طُلب من فرنسا توفير الدعم بالعتاد والقوات الخاصة في حين تم استدعاء إيطاليا لتوفير الدعم البحري”.

ومع العمليات الجارية في اليمن من قِبل القوات العربية، قال جين مارك ريكلي، الأستاذ المساعد بقسم دراسات الدفاع في جامعة كينجز كوليدج بلندن والمحاضر في كلية الدفاع الوطني بقطر، أن التدخل في ليبيا ربما لا يزال ممكناً.

وقال ريكلي “مع تحقيق العمليات في اليمن نجاحًا جيدًا في الوقت الحالي ومع الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية من العمليات، فإن هذا قد يشجع العرب على التدخل في ليبيا،

ومع ذلك، ففي اليمن كان معروفًا من هم المعتدون [و] أين [يمكن] اتخاذ إجراءات مباشرة، أما في ليبيا فالسؤال لا يزال هناك سؤال مطروح بشأن من هم المعتدون”.

ووفقا للمصدر، فإن اجتماعًا في نهاية الشهر تستضيفه الحكومة المصرية لزعماء القبائل الليبية من شأنه أن أن يناقش تنسيق العمليات وضمان المرور الآمن للقوات العربية.

يوم 5 مايو، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن منتدى القبائل الليبية هو “لتوحيد الشعب الليبي”.

وقالت الوزارة في بيان لها أن المنتدى يهدف إلى إعطاء ليبيا “دفعة ضرورية نحو الحوار السياسي” وإقرار المصالحة الوطنية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي في بيان له على “الدور الهام للغاية للقبائل الليبية والمجتمع المدني” في إعادة الاستقرار إلى ليبيا ودعم “المؤسسات الشرعية” للدولة، مثل البرلمان والحكومة “الشرعية”.

وقال ريكلي أن “اجتماعًا للتنسيق بين مختلف القبائل في ليبيا من شأنه أن يعزز مصداقية هذا العمل من قبل القوة العربية المشتركة في ليبيا”.

وستكون إيطاليا وفرنسا داعمةً لذلك لأنهما تحاولان تشكيل قوة لتحقيق الاستقرار في ليبيا منذ عام 2011 وتريدان من العرب أخذ زمام المبادرة.

وقال المحلل السياسي الجغرافي الموجود بالخليج العربي “تيودور كاراسيك” أن مصر تستعد لقيادة تحالف من الدول، مثل تحالف المملكة العربية السعودية في اليمن، لتقديم الدعم العسكري للجيش الوطني الليبي والحكومة في طبرق.

وقال أن “التهديد من الدولة الإسلامية ليس فقط في ليبيا ولكن أيضا في غرب مصر سيكون كبيرًا جدًا، لذا فالتحرك مطلوب،

من المهم أن نشير إلى أنه بعد اجتماع القاهرة سيكون هناك منتدى تستضيفه منظمة “العدالة أولاً” في العاصمة المصرية سيجمع العديد من القبائل الليبية لتحقيق وحدة وطنية جديدة من شأنها أن تكون بمثابة قوة مضاعفة للحملة التي تقودها مصر “.

وقال أندريا مارجليتي، رئيس مركز روما للدراسات الدولية ومقره روما، أن الايطاليين يلعبون دروًا نشطًا لإيجاد حلول للوضع في ليبيا.

وأضاف “”النقطة الرئيسية هي أنه لا توجد أي مهمة عسكرية فعالة دون استراتيجية سياسية واضحة. ومع عدم وجود استراتيجية سياسية، فليس من المحتمل إلا أن يتفاقم الوضع الصعب بالفعل في ليبيا “.

وقال أن “الأسباب التي تدفع إيطاليا للمشاركة في بعثة دولية هي تعزيز الاستقرار الإقليمي وحماية أمنها القومي.

فتشنجات الحرب الأهلية في ليبيا هي مصدر لعدم الاستقرار في شمال أفريقيا بأكملها والبحر الأبيض المتوسط، كما أنها تمثل الثقب الأسود الجيوسياسي الذي يولد ظاهرة الاتجار الجنائي الدولي في المخدرات والأسلحة والأشخاص والإرهاب بدوافع دينية، بالإضافة إلى ذلك، هناك مصالح اقتصادية إيطالية في ليبيا تريد حكومتنا لحماية، وفي مقدمتها المصالح المتعلقة بقطاع النفط والغاز”.

وقال مارجليتي أن إيطاليا تعتبر أنه من الضروري تشجيع الحوار داخل الحكومتين في ليبيا ومع جميع الأطراف القبلية الاجتماعية الفاعلة المنخرطة في النزاع.

“في الواقع، من خلال إشراك جميع الفئات الاجتماعية والقبلية ومحاولة بناء شكل أولي من التوافق السياسي الليبي الوحدوي، من خلال هذا فقط [يكون] من الممكن أن نفكر في بعثة دولية لتحقيق الاستقرار في البلاد”.

وأضاف مارجليتي أن إشراك الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة من شأنه أن يضمن الدعم السياسي اللازم لأي عمل عسكري في ليبيا.

وأضاف أيضًا أن البحرية الإيطالية على استعداد كامل لمثل هذه المهمة بسبب عملية “بحرنا” (Mare Nostrum)، والتي ظلت سارية لأكثر من سنة في الساحل الليبي وتستخدم مهبط طائرات هليكوبتر بحري ومزيج من سفن الدوريات البحرية والفرقاطات.

وقال “من الناحية الفنية، فإن البحرية لديها كل الإمكانات لدعم العملية العسكرية في ليبيا، وتوفير القوات الخاصة، والدعم اللوجستي؛ وإذا استدعى الأمر، فالدفاع الجوي والدعم الجوي أيضًا”.

وقال مارجليتي أن المشكلة الوحيدة التي يمكن أن تمنع إيطاليا من الانضمام إلى تحالف دولي ستكون مشكلة سياسية.

“في الواقع، فإن تنظيم بعثة دولية تحتاج إلى إرادة سياسية قوية، ووحدة واضحة الهدف بين الشركاء والوصول إلى أهداف مشتركة. وبدون هذه العناصر، يمكن للحكومة في روما أن تختار استراتيجيات مختلفة “.

البريد الإلكتروني:  amustafa@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا